لماذا يسمح المغرب ببيع 11 دواء مضادا للزكام تمنعها فرنسا.. أجوبة الوزارة

أحمد مدياني

لماذا لم تتخذ المصالح الصحية بالمغرب قرار منع مجموعة من الأدوية التي سحبت من الصيداليات في فرنسا؟ سؤل طرحه "تيل كيل عربي" على مدير مديرية الأدوية والصيدلة جمال توفيق، على خلفية استمرار الصيدليات بالمغرب في بيع 11 دواء مضاداً للرشح والزكام، رغم قرار الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية منعها منذ 8 أشهر، وذلك بسبب مخاطرها المتثملة في احتمال إصابة من يتناولونها بـ"ارتفاع حاد للضغط الدموي، أو السكتة الدماغية وضطرابات تصيب الأوعية الدموية والقلب".

وأوضح جمال توفيق، في تصريح لـ"تيل كيل عربي" صباح اليوم الجمعة، أن "الأدوية التي يتم الحديث عنها، منها ما يسوق في المغرب منذ ما يقرب الـ50 سنة، ولا يمكن أن نتبع قرار السلطات الصحية في فرنسا في أي قرار تتخذه، لأن للمغرب مصالحه المختصة التي تقيم الأدوية وتخضعها للاختبارات الضرورية، وتقرر إن كانت فعلاً تشكل خطراً على صحة وحياة المغاربة أو لا".

وتابع جمال توفيق أن "أي دواء وبشكل دائم يخضع لتحاليل واختبارات من طرف مديرية الأدوية الصيدلة بالمغرب، وإذا كانت كفة سلبياته أثقل من كفة إيجابياته على صحة المريض، يتم منع الترخيص بتسويقه، وإن كان العكس يرخص بوصف الدواء للمريض". ويشدد المتحدث ذاته على أن "أي دواء له مضاعفات جانبية، يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف الطبيب بالنظر إلى حالة المريض وهل يعاني من مضاعفات صحية أخرى غير الزكام مثلا، أو يتبع وصفة دوائية أخرى للشفاء من مرض مزمن".

وأضاف مدير مديرية الأدوية والصيدلة أن "الأخيرة وبعد قرار منع تلك الأدوية في فرنسا، اجتمعت وقامت بتقييم الوضع ومراجعة تحليل تلك الأدوية، ووجدت أنه ليس هناك داع لسحبها من الصيدليات. في المقابل، اتخذت عدداً من الإجراءات، تتمثل في منع وصف الأدوية الممنوعة في فرنسا للأطفال، ووضع حدود لاستعمالها مع التشديد على عدم بيعها للمرضى دون وصفة طبية، فضلاً عن تضمين تحذيرات واضحة حول أعراضها الجانبية".

في السياق ذاته، تحدث "تيل كيل عربي" لعدد من الصيادلة، حول استمرار بيع هذه الأنواع من الأدوية، وهي: "بيولفون" و"دولي ريم برو" و"دولي ريم" و"فارفاكس" و"ميكسول" و"كوليدول" و"نيوكوديون" و"ريما غريب" و"هيماكس" و"نيرفان فارفاكس" و"رينودفيل"، وأجمعوا على أنه "تم سحب الأنواع الخاصة بالأطفال من الصيدليات منذ قرابة ثلاثة أشهر، مع عدم بيعها بدون وصفة طبية".

وقال الصيادلة إن "أي دواء له مضاعفات جانبية على المريض، ويجب احترام الجرعات الممنوحة من طرف الطبيب، بل هناك أدوية توصف معها أخرى في عدد من الحالات لمحاصرة الأعراض الجانبية التي قد تصيب من يعانون من مجموعة من الأمراض المزمنة".

وشدد أحد الصيادلة على أن استعمال الأدوية قد يختلف من دولة إلى أخرى، وقدموا المثال بـ"أنواع من الأدوية تستخدم في صنع المخدرات والأقراص المهلوسة في دول غربية، تم منعها، لكن في المغرب يستفيد منها عدد قليل جداً من المرضى المغاربة، ولا يمكن أن نحرم 100 مريض من دواء لا يعوض، لأن مليون شخص في الغرب يستخدمه كمادة أولية للتخدير وقررت دولته منع ذلك الدواء".

وأضاف أن "الأدوية التي تسحب فوراً من الأسواق، هي التي تكون موضوع نشرات عاجلة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تجمع كل مصالح الدول الطبية على خطورتها على الحياة والصحة بشكل مباشر".