أثارت وفاة تلميذة في السابعة عشرة من عمرها، تدرس في السنة الثانية باكلوريا بمدينة آسفي، بعد إلقاء نفسها من أعلى جرف بشاطئ المدينة، الإثنين المنصرم موجة من الحزن والأسى.
ووصلت هذه الفاجعة إلى وحدة سوسيولوجيا التربية، بشعبة علم الاجتماع، كلية الأداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر أكادير.
بعدما وجه الأستاذ الجامعي العياشي الفرفار في الدورة الاستدراكية لطلبته سؤالا مفاده: "أجواء الامتحانات توحي "بأجواء الحرب": التعبئة، الإجراءات المشددة، الضغط النفسي والاجتماعي، الشحن والحملات الإعلانية المكثفة حول التدابير الزجرية".
وأوضح العياشي الفرفار البرلماني عن حزب الاستقلال، "قبل انتحار تلميذة بعد تحرير محضر غش، تركت رسالة صوتية ورد فيها: "لقد طردوني من الامتحان. بسبب حالة غش وأخبروني بأنني لن أتمكن من اجتياز امتحان أي مادة "ثم اختتمت رسالتها" لن أبق على قيد الحياة".
وطلب من طلبته "انطلاقا من هذه القولة ومن تصورات النظرية الوظيفية حول الإنحرافات المعيارية للسلوك الاجتماعي، أبرز/ي الأساس الاجتماعي لظاهرة الغش في الإمتحانات".
كما وجهت النائبة البرلمانية، سلوى البردعي، عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والرياضة والتعليم الاولي، حول "انتحار يافعة في امتحانات الباكالوريا بعد ضبطها متلبسة بالغش، في ظل غياب تدابير للدعم النفسي مواكبة للامتحانات".
وجاء في السؤال الكتابي، "على إثر الحادث المفجع لانتحار تلميذة كانت تجتاز امتحانات الباكالوريا بمدينة آسفي حيث أقدمت على وضع حد لحياتها بعد أن تم ضبطها متلبسة بحالة غش".
وساءلت الوزير عن "التدابير والإجراءات المصاحبة للامتحانات الاشهادية التي تشكل ضغطا نفسيا على اليافعين المقبلين على اجتيازها؟ و"تغييب برامج للدعم النفسي لهذه الفئة من أبنائنا التي تظل تحت الضغط النفسي لامتحانات الباكالوريا؟".
وسجلت أن "الاهتمام بالجانب التقني فقط لاجتياز الامتحانات الباكالوريا دون استحضار تداعيات اجراءات الضبط والزجر على نفسية اليافعين في ظل غياب تدابير توعوية مصاحبة لعملية إجراء الامتحانات".
في هذا الصدد، قال مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأربعاء المنصرم: "نتأسف لهذا الحادث".
وأضاف بايتاس في الندوة الصحفية عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن "الوزارة المكلفة قامت بعدد من الإجراءات لكي تمر عملية البكالوريا في أحسن الظروف".
وأوضح أنه "وبالنسبة للإجراءات التربوية والتنظيمية، كلها تصب في هذه الخانة لكي يمر الامتحان في أجواء طبيعية".
وجاء في توضيح المديرية اللإقليمية لوزارة التربية الوطنية بآسفي، الذي عممته على وسائل الإعلام، أن "التلميذة هي مترشحة قيد حياتها في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية مسلك العلوم الإنسانية - شرعت في اجتياز امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2024 بمركز الامتحان بالثانوية الإعدادية مولاي يوسف بالجماعة الترابية آسفي، وهي تلميذة كانت متمدرسة قيد حياتها بالثانوية التأهيلية ابن خلدون، ومستفيدة من القسم الداخلي بنفس المؤسسة..
وأوردت أنه "في اليوم الأول لامتحانات البكالوريا، وبعد استقبال التلميذة في ظروف عادية كباقي زميلاتها وزملائها، والتأكد من هويتها، باشر تاجتياز مادة اللغة العربية ابتداء من الساعة الثامنة صباحا".
وأوضحت أنه "في إطار القيام بالمراقبة العادية لجميع قاعات الامتحان من طرف رئيس المركز والملاحظة، وعلى الساعة العاشرة وعشرين دقيقة، تم ضبط حيازة التلميذة لهاتف نقال داخل قاعة الامتحان، وتم تحرير تقرير الغش من طرف المراقبين وفقا لمساطر المعمول بها قانونيا وتنظيميا، كما هو الشأن بالنسبة لجميع الحالات التي تم ضبطها خلال نفس الفترة الصباحية".
وأشارت إلى أنه "وبعد تحرير تقارير الغش، وانتهاء نصف المدة الزمنية المخصصة للامتحان، غادر جميع التلاميذ الذين ضبطوا في حالة غش مركز الامتحان في ظروف عادية بمن فيهم التلميذة".