"خبز الدار ياكلو البراني"، إنه أصح تعبيرعن واقع أثمنة الخضر التي أحرقت جيوب المغاربة، ولم يعودوا قادرين على ملء القفة، في وقت يُعدّ فيه المغرب من أكبر مصدري الخضر نحو القارة العجوز".
اليوم الأكلة الشعبية الشهيرة "بيض وماطيشة" في خطر، فلم يعد في مقدور الطبقة الفقيرة أن توفرها، بعدما قفز ثمن الطماطم ليصل إلى 17 درهما، في بلد من أكبر منتجي "ماطيشة" عبر العالم.
المغاربة البسطاء، يضعون أيديهم فوق حبة الطماطم في الأسواق، وبعد أن يسمعوا الثمن من البائع يتراجعون، ويهمسون في صمت" اللهم إن هذا منكر".
ارتفاع أسعار الخضر بالمغرب (البصلة 10 دراهم، وجلبانة 16 درهم، ماطيشة 17، بطاطا 10 دراهم….) يثقل كاهل المواطن البسيط، ويضرب في عمق معيشته. إن اللحظات التي يمر بها المغاربة اثناء التبضع في الأسواق تتحول إلى "كابوس حقيقي"، حيث الحديث عن الطماطم والبطاطس والفلفل، ليس مجرد موضوع اقتصادي، بل يتحول إلى تعبير عن حالة اليأس والإحباط.
هذا الغلاء في أسعار الخضر، يَكشف لنا بمجرد جولة خفيفة في أحد الأسواق عن تحولات سلوكية للمتسوقين، فهم يبحثون عن الخيارات الأرخص بصرامة، ويترددون قبل كل قرار شراء. يتسارع الصراخ الصامت للبسطاء الذين يجدون أنفسهم في مأزق لا ينتهي، وهم يسعون لشراء قفة تسد جوع أبناءهم.
تأتي أسعار الخضر هذه، في ظل استمرار ارتفاع صادرات المملكة من الخضر في اتجاه أوروبا، بحسب ما أفاد به آخر تقرير لمجلة "إيست فروت" المتخصصة في أسواق الفواكه والخضروات.
وجاء في المجلة، أن المغرب صدر 716 ألفا و700 طن من الطماطم إلى الأسواق الأجنبية، وخلال الموسم المنصرم (من يوليوز 2022 إلى يونيو 2023). وعلى مدى خمس سنوات، ارتفعت صادرات الطماطم المغربية بأكثر من 25 في المائة.
هذه المعاناة اليومية للمغاربة، تقابلها الحكومة بصمت "القبور"، في حين تكتفي برفع شعارات الدولة الاجتماعية.
وختاما، أقول إن الحكومة يتعين عليها النظر إلى تلك الطماطم والخضر كأكثر من مجرد مواد غذائية. إنها تمثل رمزا لحق المغاربة في العيش بكرامة.