ترأس وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الاثنين، بتاونات، أشغال اجتماع المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسبو، برسم سنة 2023.
وخصص هذا الاجتماع، الذي جرى بحضور والي جهة فاس - مكناس عامل عمالة فاس، سعيد زنيبر، وعدد من عمال الجهة، ورئيس جهة فاس - مكناس، عبد الواحد الأنصاري، لحصر حسابات الوكالة، برسم السنة المالية 2022، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها، برسم السنة المالية 2024، فضلا عن الوقوف على مدى تقدم إنجاز ميزانية سنة 2023.
وفي كلمة في مستهل أشغال هذا اللقاء، قال بركة إن حوض سبو شهد، خلال السنة المنصرمة، مواصلة أشغال إنجاز أربعة سدود كبرى، ستمكن مستقبلا من تعزيز العرض المائي لهذا الحوض، لينتقل من 6,1 إلى 8,1 مليار متر مكعب كقدرة تخزينية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسد "مداز" بإقليم صفرو، بسعة تخزين تصل إلى 700 مليون متر مكعب، والذي بلغت نسبة إنجازه 93 في المائة.
وتابع المسؤول الحكومي أن هذه المنشأة المائية ستمكن من سقي 30.000 هكتار، بسهل سايس، والحماية من الفيضانات، وكذا الحد من استنزاف الطبقة المائية الجوفية لسايس، موضحا أن الأمر يتعلق، أيضا، بسد سيدي عبو بإقليم تاونات، بسعة تخزين تصل إلى 200 مليون م3، والذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 65 في المائة؛ حيث أشار إلى أن هذا السد سيمكن من التزويد بالماء الشروب لمدينة تاونات والمناطق المجاورة، وسقي 4900 هكتار، وكذا المساهمة في حماية سهل الغرب من الفيضانات.
وأضاف بركة أنه من ضمن السدود الجاري إنجازها، كذلك، سد كدية البرنة بإقليم سيدي قاسم، بسعة تخزين تصل إلى 12 مليون م3 مخصصة للسقي ومياه الشرب، والذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 78 في المائة، إضافة إلى سد الرتبة بإقليم تاونات، بسعة تخزين تصل إلى 1 مليار م3، الذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 15 في المائة؛ مما سيساهم في الحماية من الفيضانات، والحد من توحل حقينة سد الوحدة، ودعم تحويل الفائض من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق.
وسجل الوزير أن حوض "سبو" شهد، على غرار باقي أحواض المملكة، توالي الجفاف، خلال السنوات الست الأخيرة، مضيفا أن السنتين الهيدرولوجيتين 2021-2022 و2022-2023 عرفتا عجزا مهما في التساقطات المطرية، مقارنة مع المعدل السنوي.
كما أوضح بركة أن هذا العجز بلغ، خلال سنة 2022-2023، 38 في المائة على مستوى هذا الحوض. كما قدرت الواردات المائية بحوالي 1167 مليون متر مكعب؛ أي بعجز إجمالي بلغ 70 في المائة مقارنة مع المعدل السنوي.
وأشار وزير التجهيز والماء إلى أن الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى 11 فبراير 2024 اتسمت بعجز قدر بـ44 في المائة في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل من نفس الفترة؛ مما أثر على نسبة ملء حقينات السدود بهذا الحوض، والتي بلغت إلى غاية يوم 11 فبراير الجاري، 36,1 في المائة، مقابل 50,8 في المائة من نفس اليوم من السنة الماضية.
وتابع بركة أنه إزاء هذا الوضع، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات همت، بالخصوص، تدبير المياه الموجهة للسقي، حسب الواردات المائية بحقينات السدود، بالإضافة إلى تحديد عتبة الحجم المائي المرخص للسقي بجميع الطبقات المائية الجوفية، لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب والصناعي، في ظروف عادية، علاوة على وضع مضخة عائمة بسد الوحدة، لضمان تزويد الساكنة المجاورة بالماء الصالح للشرب.
وأكد الوزير أن الحكومة منكبة على مواصلة تنزيل برامج هيكلية بحوض سبو؛ حيث تهم هذه المشاريع إنجاز والشروع في استغلال مشروع تقوية التزويد بالماء الصالح للشرب لمدينتي فاس ومكناس، وإنجاز الشطر الاستعجالي لمشروع الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، لتحويل 300 إلى 400 مليون متر مكعب في السنة، وذلك في إطار التدبير التضامني للمياه، عبر الاستفادة من مياه الحوض التي تضيع في البحر.
وأبرز بركة أن الأمر يتعلق، أيضا، بإنجاز مشاريع الحد من إشكالية ثلوث المياه بحوض سبو بمخلفات معاصر الزيتون، ومواصلة إنجاز مشروع تحويل مياه سد مداز لسهل سايس، للحد من استنزاف الفرشة المائية لطبقة سايس، وكذا مواصلة تجهيز الأثقاب، وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية، علاوة على إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المناطق الخضراء، وبرمجة إنجاز 8 سدود صغيرة بهذا الحوض لمواكبة التنمية المحلية.
يشار إلى أنه تمت، خلال اجتماع المجلس الاداري، المصادقة على اتفاقيات شراكة تهم، على الخصوص، حماية مجموعة من أقاليم الحوض من مخاطر الفيضانات، وإنجاز مشاريع معالجة نفايات معاصر الزيتون، ومحاربة التلوث الصناعي لسبو بجهة فاس مكناس وبجهة الرباط سلا القنيطرة، وكذا إنجاز أثقاب مائية استكشافية استغلالية وتجهيزها، ووضع محطة عائمة للضخ بحقينة سد القنصرة. كما قام وزير التجهيز والماء بزيارة ميدانية، للوقوف على مدى تقدم إنجاز عدد من المشاريع المائية المهيكلة الهامة بالحوض المائي لسبو.