كشف موقع "Atalayar" الإسباني، يومه الاثنين، أن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبّب في تحول عالمي جيوسياسي وجيوستراتيجي أجبر إسبانيا على الانحياز إلى أحد الجانبين، في نزاع الصحراء المغربية، بشكل لا لبس فيه.
وأوضح المصدر ذاته أن تحالف الجزائر مع روسيا هو ما حسم الجدال، لافتا إلى أن وقوف حلف الناتو في وجه بوتين في جميع المجالات، بما في ذلك إفريقيا، كان أحد أبرز الأسباب الكثيرة الكامنة وراء دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وأضاف الموقع الإسباني أن حكومة بيدرو سانشيز تلقّت إشارة من نائبة وزير الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، خلال زيارتها إلى مدريد، يوم 07 مارس الجاري، بشأن وجود فرصة لإنهاء الأزمة السياسية مع المغرب.
وتابع أن قرار إسبانيا يمثّل رسالة واضحة إلى الجزائر التي كان رد فعلها مريرا بدعوة سفيرها في مدريد للتشاور، مشيرا إلى أن القرار الأكثر أهمية الذي يمكن أن تتخذه الجزائر اتجاه إسبانيا هو قطع إمدادات الغاز عنها. لكن المفاوضات السابقة مع الحكومة الجزائرية تسمح بالاعتقاد، بأن الدخل من دفع ثمن الغاز، الذي سيزداد، سيكون ضروريا للحكومة الجزائرية أكثر من كبريائها ورغبتها في الانتقام.
وأفاد "Atalayar" أن شيرمان تمكنت خلال زيارتها للرباط، يومي 08 و09 مارس الجاري، من التغلب على تردد المغرب الأخير في تقديم ضمانات لإسبانيا، بخصوص سبتة ومليلية المحتلتين، والمياه الإقليمية في جزر الكناري، بالإضافة إلى السيطرة على تدفقات المهاجرين، مشيرا إلى أن هذه الضمانات كانت من بين النقاط الأساسية للمفاوضات، في هذه الأشهر الأخيرة، لتجاوز الأزمة السياسية بين البلدين.
وأضاف أن شيرمان توجهت إلى الجزائر العاصمة، بعد ذلك، لإبلاغها بالاتفاق الذي عقد بين إسبانيا والمغرب، ومطالبتها بالتعاون لحل النزاع، والحفاظ على إمدادات الغاز.