قررت المحكمة الابتدائية بمدينة خنفيرة مساء يوم أمس الاثنين، تأجيل جلسة محاكمة الناشط الحقوقي عبد العالي باحماد، الملقب بـ"بودا غسان"، إلى غاية يوم الاثنين 30 دجنبر، وذلك بطلب من هيئة دفاعه.
ويواجه "بودا غسان" تهمة "الإشادة بإهانة العلم الوطني والتحريض على ذلك"، ويتابع في حالة اعتقال، بعدما رفضت المحكمة طلب الدفاع بمتابعته في حالة سراح.
وأوضح رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة محمد زندور، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، اليوم الثلاثاء، أن "بودا غسان" وقف أمام المحكمة مؤازراً بثمانية محامين فضلاً عن تسجيل محامين آخرين لنيابتهم.
وأضاف المتحدث ذاته أن الناشطة الحقوقي ووجه خلال التحقيق معه من طرف الأمن بـ"تدوينات فيسبوكية سبق ونشرها خلال شهر أكتوبر الماضي، بعد واقعة احراق العلم الوطني في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت في باريس يوم الـ27 من نفس الشهر".
رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان شدد على أن "بودا غسان"، نفى في تصريحاته خلال الاستنطاق كل التهم الموجهة إليه، وصرح أن "تدويناته لم يكن القصد منها إهانة العلم العلم الوطني أو التحريض على ذلك، بل تدخل في سياق الدعوة لعدم الاهتمام بواقعة تحجب قضايا أهم عند المغاربة".
وعن ظروفه داخل السجن، أفاد القيادي الحقوقي في خنيفرة أن "عائلة الشاب وبعد زيارتها له قبل وقوفه أمام المحاكمة، أخبرت المحامين بأنه مضرب عن الطعام، احتجاجا على وضعه في زنزانة انفرادية وحرمانه من فترة الفسحة، لتدخل والدته ومحاميه في نقاش وتفاوض معه لوقف إضرابه عن الطعام وذلك ما استجاب له".
وتزامن مع أول جلسة لمحاكمة "بودا غسان"، يوم أمس، تنظيم فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة خنيفرة بني ملال لوقفة احتجاجية، طالب فيها المشاركون بإطلاق سراحه.
للإشارة اعتقلت فرقة من الدرك الملكي النشاط الحقوقي، يوم الأربعاء 18 دجنبر الجاري، وسلمته لقيادة "أكلموس" ثم سلم في اليوم ذاته إلى المصالح الأمنية في خنيفرة والتي حققت معه لأزيد من خمس ساعات.
وقد نقل المعني بعد التحقيق معه من طرف أمن خنيفرة إلى ولاية أمن بني ملال، والتي قامت بدورها باستنطاقه لساعات وبدأ التحقيق معه قرابة الساعة التاسعة ليلا، ليقضي الليلة بمقر ولاية المدينة، قبل أن ينقل مرة أخرى إلى ميدنة خنيفرة يوم الخميس 19 دجنبر الجاري، وتقرر النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال بتهمة المنسوبة إليها.
وحسب معطيات حصل عليها "تيلكيل عربي" في وقت سابق، فإن "بودا غسان" سبق أن "نشر تدوينة على حسابه في فيسبوك يوم 29 أكتوبر الماضي، تطرق لحادث احراق العلم في الوقفة التي نظمت في باريس يوم الـ27 من نفس الشهر".
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن الشاب المتابع، دخل بعد التدوينة في سجال مع مجموعة من الأشخاص بخصوص موقفه من احراق العلم الوطني، وتم "تأويلها" على أساس "الإشادة بالواقعة".