أوصى مجلس المنافسة، أمس الأربعاء، بتسقيف نسبة التبادل النقدي من لدن بنك المغرب؛ كون طريقة تحديدها من لدن مركز النقديات والبنوك المساهمة فيه تثير اهتماما في مجال المنافسة جرى رصده في تقرير التقييم الأولي.
وحسب بلاغ للمجلس توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، جاء ذلك في إطار التحقيق في الإحالة الواردة على مجلس المنافسة من لدن شركة "NAPS SA"، والمتعلقة بممارسات مركز النقديات في قطاع الأداء (أجهزة الأداء الإلكتروني والتجارة الإلكترونية)، نشر المقرر العام بالنيابة، بتاريخ 27 شتنبر 2024، التعهدات المقترحة من لدن مركز النقديات والبنوك التسعة المساهمة فيه، وذلك طبقا لأحكام الفقرة 6 من المادة 26 من المرسوم رقم 2.14.652 بتطبيق القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة كما تم تغييره وتتميمه.
وتابع المصدر نفسه أنه نتيجة للمشاورات بين مجلس المنافسة وبنك المغرب، أصدر هذا الأخير قراره التنظيمي رقم 244/W/2024، بتاريخ 20 شتنبر 2024، بشأن مصاريف التبادل النقدي الإلكتروني المحلي، حدد بمقتضاه سقف هذه المصاريف في 0,65 في المائة من قيمة عمليات الأداء النقدي المحلي، اعتبارا من فاتح أكتوبر 2024.
وسجل أنه، في هذا الصدد، تعهد مركز النقديات والبنوك المساهمة فيه، أمام مجلس المنافسة، بعدم فرض عمولة تبادلية تتجاوز قيمتها السقف المحدد على كل عملية.
وأضاف البلاغ أن هذه المراجعة للعمولة التبادلية مكنت المشترين من تفعيل تخفيضات هامة في التعريفة المطبقة على التجار؛ مما سيعزز تطوير الأداء الإلكتروني بواسطة البطاقة. كما سيساعد ذلك المشترين المنافسين لمركز النقديات على الحفاظ على هامش ربح تجاري معقول، يساهم أيضا في معالجة إشكالية أخرة تتعلق بالمنافسة تم رصدها في إطار التحقيق.
كما أشار المصدر نفسه إلى أن التعهدات المقترحة تضم جانبا تسعيريا مرتبطا باحترام مركز النقديات والبنوك المساهمة فيه لسقف التبادل النقدي الذي حدده بنك المغرب.
ولفت البلاغ إلى أنه على الرغم من فتح السوق أمام المنافسة عبر فصل نشاط الاستحواذ عن نشاط التحويل النقدي، في عام 2015، شهدت النسبة المطبقة على عمليات التبادل النقدي زيادات متتالية فرضها مركز النقديات ومساهميه، في الفترة الممتدة بين 2012 و2019، مسجلا أن هذه الزيادات انعسكت سلبا على هوامش ربح المشترين؛ مما أدى إلى الحد من المنافسة في السوق، وأسفر عن الحفاظ على الوضع شبه الاحتكاري لمركز النقديات في هذه السوق. وقد أعاق ذلك، من بين أمور أخرى، تنمية هذه السوق وتطور الدفع الإلكتروني، بشكل عام؛ حيث لا يمثل سوى 1 في المائة من الأداءات في المغرب، وهو ما يتعارض مع الإستراتيجيات الوطنية للرقمنة والشمول المالي.
وفي إطار مهام مراقبة الأسواق الموكولة إليه، أكد مجلس المنافسة أنه سيقوم بتتبع تداعيات تسقيف التبادل النقدي على مستويات عمولات الاقتناء التي يفرضها مختلف المشترين وتأثيره على السير التنافسي للأسواق، وعلى رفاهية المستهلك.
وكما ورد في بلاغه الصادر بتاريخ 27 شتنبر 2024، يذكر المجلس الأغيار بإمكانية إبداء ملاحظاتهم في أجل لا يتعدى شهرا من تاريخ نشر البلاغ، والمحدد في 30 أكتوبر 2024.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس المنافسة، يوم 31 أكتوبر 2024، جلسته المخصصة للدراسة النهائية للملف. لذلك، وطبقا لأحكام المادة 26 المشار إليها أعلاه، فقد تم توجيه استدعاء لحضور الجلسة، مشفوعا بمقترح التعهدات، إلى الأطراف المعنية، وفقا للشروط والأشكال المنصوص عليها في نفس المادة.
ويشير التبادل النقدي، كما تم تعريفه في بلاغ مجلس المنافسة الصادر في 27 شتنبر 2024، إلى عمولة الأداء التي تؤديها المؤسسة المشترية إلى البنك المصدر.