أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب يدعم استقرار بوركينا فاسو، لاسيما خلال هذه المرحلة الخاصة من تاريخها الحديث.
وأوضح بوريطة، في ندوة صحفية مشتركة مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينابيين في الخارج، أوليفيا راغناجنيويندي روامبا، عقب مباحثات أجرياها، أن المملكة واثقة من قدرة شعب بوركينا فاسو وقواه الحية على اتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على اللحمة الوطنية، والاستقرار، وأمن المواطنين بهذا البلد الإفريقي الشقيق.
واستحضر، في هذا الصدد، تأكيد الملك محمد السادس، في أكثر من مناسبة، على أن العلاقات التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين "متجذرة وقائمة على التضامن، والتعاون المثمر، وكذا على قدرتها على التأقلم مع مختلف السياقات".
وفي هذا الإطار، يضيف بوريطة، جاءت التعليمات الملكية لتقديم الدعم الطبي لبوركينا فاسو خلال جائحة كوفيد-19، مبينا أن هذا التضامن سيكون على الدوام "السمة المميزة" لعلاقات البلدين.
وبعدما أبرز أن أولوية المغرب، والتي ما فتئ الملك يؤكد عليها، هي دعم الاستقرار والاهتمام بالتنمية بالبلدان الإفريقية، سجل الوزير أن المغرب "صديق وفي وشريك متضامن" مع هذا البلد الإفريقي.
من جهة أخرى، قال بوريطة إن زيارة أوليفيا راغناجنيويندي روامبا تأتي في إطار التنسيق المستمر بين البلدين، وكانت مناسبة أيضا لتقديم السفير الجديد لبوركينا فاسو نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا لهذا البلد لدى الملك محمد السادس، لافتا إلى أن هذا الأمر سيمكن من متابعة المشاريع المشتركة باستمرار ودعم المبادرات التي يمكن أن تساهم في استقرار بوركينا فاسو.
وفي سياق ذي صلة، أعرب الوزير عن تقديره للدور الذي تضطلع به بوركينا فاسو في إطار مجموعة دول الساحل الخمس لمحاربة الإرهاب في المنطقة، وتأكيده على دعم المغرب لهذا البلد في كل ما يقوم به من أجل محاربة الإرهاب، الذي يهدد استقراره وطمأنينة ساكنته.
وأبرز أن ما يقوم به هذا البلد الإفريقي يروم صون سلامة مواطنيه، من خلال خوضه حربا باسم المنطقة لمكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي يستلزم دعم الجميع.
وبخصوص تعزيز مختلف أوجه التعاون بين البلدين، ذكر بوريطة برفع حصص المنح المقدمة لبوركينا فاسو خلال السنوات الأخيرة إلى 100 منحة، وإضافة 30 منحة للتكوين في الصحراء المغربية بعد فتح قنصلية هذا البلد بالداخلة، مسجلا أنه تم الاتفاق اليوم على "تخصيص 50 منحة جديدة للتعاون التقني القطاعي بين البلدين".
وتماشيا مع تعليمات الملك محمد السادس، يضيف الوزير، فإن المغرب مستعد دائما لتقاسم تجربته وخبرته في مجال التعاون القطاعي مع جميع أشقائه الأفارقة، لافتا إلى أن هذه المنح الجديدة ستساهم في دعم التعاون الثنائي القطاعي.
وبخصوص القضايا الإقليمية، خاصة في إفريقيا ومنطقة الساحل، سجل بوريطة أنه تم التأكيد على تقارب وجهات النظر لدى البلدين حول الوضع وكيفية التعامل معه، مبرزا أهمية الاشتغال في إطار حوار هادئ ومثمر لإعطاء الأولوية لاستقرار المنطقة، على أن يكون تملك محاربة الإرهاب من قبل الدول المعنية هو الأساس لنجاح أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب.