كشفت وكالة "EFE" الإسبانية أن السلطات المغربية ألقت القبض على 17 مهاجرا، في وقت مبكر من صباح يوم أمس الأحد، في مداهمة لغابات جبل "غوروغو" بالقرب من مدينة مليلية المحتلة؛ حيث تتجمع مجموعات صغيرة من سكان جنوب الصحراء الكبرى، لأوّل مرة، منذ أحداث 24 يونيو 2022.
وبحسب شهود "EFE" ومصادرها الأمنية، وقعت الاشتباكات في نفس المنطقة من الجبل، حين غادر مئات المهاجرين، معظمهم من السودانيين، لعبور سياج مليلية المحتلة، قبل أربعة أشهر، في محاولة شارك فيها ما بين 1700 و2000 شخص، وقتل فيها 23 منهم على الأقل.
وحسب الوكالة، قال شاهد إن الاشتباكات وقعت حوالي الساعة 3 صباحا، بمشاركة مجموعة من المهاجرين تراوح عددهم ما بين 40 و50، مضيفا أن السلطات المغربية استعانت، خلال الغارة، بطائرة "هليكوبتر".
وتعتبر غابات جبل "غوروغو"؛ حيث تُرى مدينتا مليلية والناظور، المكان الذي يلجأ إليه المهاجرون عادة، في انتظار القفز على سياج المدينة المحتلة.
ومنذ المحاولة المأساوية التي شهدها يوم 24 يونيو 2022، أصبح الجبل خاليا، عمليا، من هؤلاء المهاجرين، بعد غارات مكثفة شنتها السلطات المغربية لإخراجهم منه. ومع ذلك، تضيف "EFE"، بدأ البعض في التجمع هناك، في الأيام الأخيرة؛ حيث ينتقل المئات منهم من مدن مغربية مختلفة، مشيرة إلى أن معظمهم انتقلوا من الدار البيضاء إلى أوكسدا أو بركان (80 و130 كيلومترا شرق الناظور).
ويتجنّب المهاجرون، وفقا للمصادر، الذهاب مباشرة إلى مدينة الناظور، حتى لا يلفتوا انتباه السلطات المغربية، قبل أن يواصلوا رحلتهم سيرا على الأقدام، أو في وسائل نقل خاصة، إلى ضواحي المدينة المحتلة، بمساعدة "المرشدين" السودانيين الذين يعرفون المنطقة.
وأكّدت مصادر أمنية والمهاجرون السودانيون أنفسهم للوكالة الإسبانية، أنهم يخطّطون لتوغّل جديد في مدينة مليلية المحتلة، سيشارك فيه حوالي 5000 شخص، وهو ما تحاول السلطات المغربية إجهاضه، من خلال اعتقال المهاجرين وإعادتهم إلى المدن الواقعة في وسط وغرب البلاد من حيث غادروا.