داخل أضخم محطة لنقل الركاب في المغرب، جهزت مكاتب شركات النقل قبل فترة دفاتر تذاكر الـ19 والـ20 والـ21 من شهر غشت القادم، والمسؤولون عن بيعها يبشرون بزيادة في أثمنتها تبلغ 25 في المائة عن كل رحلة، زيادة يرون أنها "مشروعة" بالنظر إلى توفر الطلب وقلة العرض، فيما تراها الإدارة "غير قانونية" ومسموح بها فقط للحافلات التي تتوفر على رخص استثنائية للنقل إلى وجهات محددة استثناء خلال أسبوع العيد، على أن تكون الزيادة في حدود 20 في المائة.
"تيل كيل عربي" وقبل أيام من العيد، قام بجولة بالمحطة الطرقية للعاصمة الاقتصادية، حيث الوصول إلى كل جهات المغرب مضمون، مع كثير من الصعوبات وأحيانا "مع وقف التنفيذ" حين يحل العيد. التقى المسؤولين فيها، وسأل عن الإجراءات التي تم تنزيلها لضمان تنقل المغاربة بأقل الخسائر المادية والمعنوية، فضلاً عن طرق مراقبة الأسعار، كما تحدث للذين حجوا إليها للحصول على تذاكر سفرهم في وقت مبكر، وعدد منهم يشتكون من ارتفاع أثمنة التذاكر، وساءل المستخدمين لدى شركات النقل التي تشتغل بالمحطة.
إقبال استثنائي
"محطة أولاد" زيان قبل ستة أيام من عيد الأضحى، الكل يستعد لأيام استثنائية تحل كلما حل العيد، إذ يقفز عدد المسافرين الذي يحجون إلى المحطة من مابين 12 و15 ألفاً يومياً في المتوسط طيلة أيام السنة، إلى قرابة 35 ألف خلال الأيام الثلاثة التي تسبق يوم العيد، تؤمن سفرهم ما بين 700 و800 حافلة تنطلق من الدار البيضاء نحو مختلف المدن والجهات حسب إفادات الساف، لـ"تيل كيل عربي".
المتحدث ذاته، أوضح للموقع، أن إدارة المحطة اجتمعت يوم الخميس الماضي، بمصالح وزارة الداخلية ووزارة النقل، ترأسه عامل عمالة الفداء درب السلطان، لوضع خطة العمل الخاصة بتدبير السفر قبل العيد، وأضاف: "أن الاجتماع تدارس عدد من الاجراءات، لتسهيل سفر المواطنين وتأمين تواجدهم داخل فضاءات المحطة فضلاً عن مراقبة المهنيين وحافلاتهم".
أربعة إجراءات لضمان سفر المغاربة
مدير محطة "أولاد زيان"، عبد اللطيف الساف، أفاد أن الاجراءات التي تم الاتفاق عليها تهم أربعة محاور، وهي:
1 الرخص الاستثنائية، و تمنح للحافلات التي لا تتوفر على مأذونيات (الكريمات) لعدد من الخطوط، خاصة نحو مدن الأقاليم الجنوبية والجنوب الشرقي، التي تعرف خلال فترة العيد إاقبالا كبيراً، يفرض منح هذه الرخص لعدد من الحافلات من أجل تأمين تنقل المسافرين إليها. وأوضح مدير محطة "أولاد زيان"، أن لجنة خاصة من وزارة النقل هي من تتكلف بتقديم هذه الرخص، وتمنح قبل يوم من موعد السفر. و مستوى الدار البيضاء كاملةً يتم اصدار قرابة 1500 رخصة، أما على مستوى محطة "أولاد زيان" فيتم منح قرابة 600 رخصة.
2 المراقبة التقنية للحافلات
مدير محطة "أولاد زيان"، أبرز في حديثه للموقع، أن لجنة ثانية من وزارة النقل، تتواجد بشكل دائم في المحطة، ترفع من وتيرة مراقبة الحالة الميكانيكية للحافلات بشكل شامل.
3 مراقبة الأسعار
هذه النقطة، يشدد مدير محطة "أولاد زيان" أنها أساس كل العملية خلال أيام السفر قبل عيد الأضحى، واعتبر أنهم يقومون بمجهودات للحفاظ على الأسعار في المستوى القانوني المعتمد بالنسبة لجميع الخطوط، وأقر عبد اللطيف الساف، أنه خلال هذه الفترة، يكون الطلب أكثر من العرض، وتقع عدد من التجاوزات، وتسجل حالات عديدة لرفع أسعار تذاكر السفر.
4 تعزيزات أمنية
"خلال المناسبات والأعياد، تكون محطة (أولاد زيان) مقصداً للمسافرين وغيرهم، وذلك ما يفرض الرفع من حالة التأهب الأمني"، يقول عبد اللطيف الساف.وقال المتحدث ، لـ"تيل كيل عربي"، إن مصالح الأمن بمنطقة الفداء درب السلطان، قامت بالرفع من عدد عناصر الشرطة الذين يؤمنون فضاءات المحطة، وترفع من عدد دوريات الأمن في محيطها.
هل رفع أسعار التذاكر قانوني؟
جل المسافرين الذين التقاهم "تيل كيل عربي" بمحطة "أولاد زيان"، الذين حلوا بمكاتب شركات السفر لاقتناء التذاكر قبل أيام، تفاديا للازدحام ، عبوا عن غضبهم من رفع سعرها.
زكرياء يعمل في مجال التجارة بالدار البيضاء، قدم اليوم لاقتناء تذكرة من أجل السفر إلى أكادير يوم الاثنين القادم، صرح لـ"تيل كيل عربي"، أنه وجد صعوبة في الحصول على تذكرة، "أواجه إما بجواب نفادها أو غلاء سعرها، ثمن التذكرة نحو أكادير قفز إلى 200 درهم، وأنا متأكد من خلال تجربة سنوات أنه سوف يصل إلى 230 و300 درهم إذا انتظرت يوماً قبل العيد أو يومين".
في المقابل، يدافع محمد العماري، الذي يشتغل في مجال بيع تذاكر النقل لدى إحدى الشركات منذ 40 عاماً، عن رفع سعرها بنسبة لا تتجاوز الـ25 في المائة حسب قوله، وأضاف أن "رفع السعر يكون باتفاق بين أرباب الحافلات ووزارة النقل، لأنه خلال الفترات العادية التي يضعف فيها الطلب، يؤمنون في أحيان كثيرة سفر للمغاربة بأسعار جد منخفضة".
مدير محطة "أولاد زيان" عبد اللطيف الساف، يرفض مبرر رفع ثمن التذاكر بنسبة 25 في المائة خلال هذه الفترة، ويوضح أن رفع سعر تذاكر السفر تسمح به لجنة وزارة النقل للحافلات التي تتوفر على رخص استثنائية لتأمين السفر نحو وجهات تعود منها بحافلات فارغة، وحددت هذه النسبة في 20 في المائة، وشدد على أن أي زيادة تعتبر خارج القانون ويجب التبليغ عليها.
وعن الجهة المكلفة بضبط أسعار التذاكر، يوضح مدير محطة "أولاد زيان" أنها عمالة الفداء درب السلطان، وذلك عبر لجن تنزل خلال هذه الفترة إلى المحطة لمراقبة الأسعار.
انهاء معاناة المغاربة مع ارتفاع أسعار تذاكر السفر قبل يوم العيد، تصطدم بنشاط الوسطاء المكثف داخل المحطة، مصدر مسؤول داخلها، كشف لـ"تيل كيل عربي"، أن "هؤلاء يأخذون تذاكر السفر من عند مكاتب البيع، لضمان تصريفها بسرعة، مقابل 5 دراهم عن كل تذكرة، لكنهم يعمدون إلى رفع سعرها لضمان هامش ربح أكبر".