تعرف مزارعو ومزارعات الحبوب والخضراوات و الزيتون،على "آلية مثمر"، التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفاط، في شتنبر الماضي، وهي الآلية التي تتوجه إلى المزارعين الصغار والمتوسطين تحديدا، الذي يحتاجون إلى الإرشاد على مستوى الأسمدة التي توافق أراضيهم، ما يساعدهم على عقلنة تدخلاتهم في الأرض ورفع المردودية. وفي هذا الحوار مع فتيحة الشرادي، مديرة السوق المحلية والتنمية الفلاحية بالمجمع الشريف للفوسفاط، تعرف على حصيلة تدخلات "مثمر" وحصيلتها وآفاقها.
ما هي حصيلة برنامج "المثمر" الذي أطلقه المجمع الشريف للفوسفاط من أجل مواكبة المزارعين في التعرف على طبيعة أراضيهم والأسمدة التي توافقها؟
انطلق هذا البرنامج بين شتنبر وأكتوبر من العام الماضي، ومس 10 آلاف مزارع، الذين تتم مواكبتهم بطريقة مستمرة بفضل أكثر من 40 مهندسا متواجدين بـ35 إقليما.
ويجب أن أشير إلى أن هذا العرض يتضمن تحليل التربة، حيث نتحدث اليوم عن عشرة آلاف عملية تحليل منجزة، سواء من قبل المختبرات المتنقلة أو جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات ببنكرير.
ويتمثل العرض الثاني في التكوين التكوين، فنحن نتحدث اليوم عن 1500 تكوين، حيث يتم ذلك في الميدان من قبل مهندسين وخبراء يواكبون هذه العملية.
إمكانيات ارتفاع المردودية تتراوح بين 30 و 200 في المائة على الصعيد الوطني
ويتناول التكوين البعد التقني والبعد الخاص بتدعيم القدرات، حيث تجري في البعد الأول مواكبة المزارعين المنخرطين في البرنامج حول المسارات التقنية لمختلف الزراعات مثل الحبوب والخضر والفواكه والزيتون.
ويركز البعد الخاص بتدعيم القدرات على ثلاثة عناصر، حيث يستهدف العنصر الأول النساء القرويات. فهذه الدعامة تعتبر مهمة في تصورنا إذا أردنا التوجه نحو عالم قروي أفضل.
وتشدد الدعامة الثانية، ضمن تدعيم القدرات، على التنظيمات المهنية، خاصة التعاونيات، حيث نواكب 200 منها، كما نركز، كدعامة ثالثة، على الشباب الرواد في العالم القروي، الذين يجري التعرف عليهم من قبل المهندسين. هؤلاء الشباب الرواد هم حلقة مستقبلة مهمة في المنظومة القروية، سواء في الجوانب التقنية أو المكننة أو إعادة بيع الأسمدة أو البذور. وهم سيمثلون نموذج الزراعة التي نحلم بها للبلد.
ماتحدثت عنه يتعلق بالحصيلة المرقمة، لكن الإنجاز الذي نفخر به، هو تلك الثقة التي يمنحها المزارعون لبرنامجنا وفرقنا، وهو ما يدفعنا إلى التعبئة والاستمرار في تطوير عروض جديدة قريبة وملائمة للتحديات التي يواجهونها في العالم القروي.
ماهو تقييمكم لآثار "المثمر" في عامها الأول على المزارعين؟
هناك دراسة جارية حول آثار برنامج "المثمر" على الزراعات التي استهدفها في العام الحالي، غير أننا يمكننا أن نتحدث عن الآثار على ثلاثة مستويات؛ الأول يهم الإنتاجية والجودة. لقد وضعنا 2000 منصة نوفر لها التمويل حول الحبوب والخضر والفواكه والزيتون، ونلاحظ، على الأرض، أن إمكانيات ارتفاع المردودية تتراوح بين 30 و200 في المائة على الصعيد الوطني، وهذا ما يتجلى من المؤشر النباتي. وبدا لنا أن مرازعي الحبوب والخضر، سيتوفرون على التبن، خاصة أولئك على الذين يقومون بتربية الماشية. كما يمكن أن نتحدث عن جودة المنتوج. هذا كله يتأتى بفضل المسار التقني المستعمل.
يلاحظ شيوع وعي حول أهمية وحتمية تحليل التربة كمنطلق لأي قرار
ويتمثل الأثر الثاني، في تغير سلوك المزارعين أنفسهم، حيث يلاحظ شيوع وعي حول أهمية وحتمية تحليل التربة كمنطلق لأي قرار، هذا يقودنا إلى تحول له علاقة بمسلسل القرار الذي أخذ يتطور، حيث أنه يجري طلب مشورة مهندسينا الزراعيين في جميع مراحل القرار من قبل المزارعين، سواء تعلق الأمر بالمدخلات أو الأدوية لمعالجة النباتات أو مختلف التحديات التي يواجهونها.هذا التشاور جد مهم، خاصة في ظل تعبئة مهندسينا الذين يظلون قريبين ومستعدين للتعاطي مع انشغالات المزارعين.
ويمكن الأثر الثالث على المنظومة القروية، سواء محليا أو جهويا، حيث نلاحظ أن جميع مكونات المنظومة معبأة من سلطات عمومية وتمثلية وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والجمعيات المهنية والمزارعين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمزودين بالمدخلات الذي يشتغلون معنا. فهذه الدينامية التي تتم في إطار البناء المشترك، ستتيح ديمومة وخلف آثار شاملة والتوجه جميعا نحو خلق القيمة المضافة.
بعد الطبعة الأول من آلية "المثمر"، جرى الحديث عن التوجه في الطبعة الثانية في الموسم المقبل، من المقاربة القائمة على الزراعات إلى المقاربة التي تستحضر المنظومة الزراعية على مستوى كل إقليم على عدة؟
بدأنا اليوم بمقاربة تقوم على الزراعات التي لن نتخلى عنها، لأنه قبل تسخير مهندسينا لمواكبة المزارعين في المزروعات التي استهدفناها كان المشروع جنينيا. ونظن أنه من العملي والبراغماتي، الاهتمام بالزراعات من أجل الإتيان بالحلول، خاصة أننا نعرف اليوم حجم المردودية وإمكانيات استهلاك الأسمدة وآثار تغيير الممارسات.
نعرف اليوم حجم المردودية وإمكانيات استهلاك الأسمدة
نحن نتوفر على فريق من المنهدسين مشكل حول المشروع، والذي نريد تدعيمه، حيث بدأنا مع 40 مهندسا وهو عدد نريد رفعه إلى 100 مهندس في نهاية العام الجالي، ونحن نتوفر على معرفة قريبة ولدينا شركاء يساهمون في البرنامج. ونحن نعرف خصوصيات كل إقليم.
ونحن لن نتخلى المقاربة القائمة على الزراعات، غير أن الأولوية ستعطى لمراعاة خصوصيات الجهات وطبيعة الحاجيات. ونحن بصدد ملاءمة البرنامج في هذا الاتجاه؛ أي مراعاة حاجيات وتحديات الزراعات في الأقاليم والجهات.