قال عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية "إن المناخ التنافسي المحيط باشتغال شركة الخطوط الملكية المغربية محفوف بالمخاطر". جاء ذلك، خلال عرض قدمه الثلاثاء 21 ماي أمام لجنة مراقبة المالية العامة الخاصة بمجلس النواب بحضور محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي.
منافسة شرسة
وكشف عدو أن الشركة تواجه منافسة شرسة من الخطوط الجوية الجزائرية، حيث عبأت الجزائر 25 مليار درهم من أجل اقتناء طائرات جديدة، كما قامت بفتح خطوط جديدة لها في التشاد والكاميرون والغابون، مضيفا أن الجزائر تحرص على التواجد في كل مكان يتواجد فيه المغرب.
كما تواجه الشركة منافسة شديدة من طرف الخطوط الجوية التركية التي تستعد لتعزيز أسطولها ليصل إلى 500 طائرة في أفق سنة 2023 مقابل 331 حاليا.
وقال عدو إنه قبل 12 سنة كان أسطول الخطوط الجوية التركية متساو مع الأسطول المغربي، إلا أن الأتراك استثمروا كثيرا في هذا المجال بدعم مباشر من السلطات، فيما ظل الأسطول المغربي في حدود 61 طائرة.
وأشار المسؤول المغربي أن تركيا استطاعت أن تجلب عددا من زبناء المغرب، بعدما أعلنت عن فتح أزيد من 20 خطا جديدا في إفريقيا والشرق الأوسط.
أما الخطر الثالث، بحسب عدو، فهو قادم من ايتيوبيا، التي قامت باقتناء 65 طائرة جديدة لتضاف إلى 110 طائرة من الأسطول الحالي، كما أعلنت عن إقامة شراكة مع سلطات غانا لخلق قاعدة جوية بالعاصمة أكرا لفتح خطوط جوية جهوية، مما يهدد النفوذ المغربي.
وقال عدو "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه المنافسة"، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على تعزيز موقعها الجغرافي التاريخي بمحور أوروبا افريقيا الغربية وتنمية مواقع جغرافية جديدة، وضمان تحول رقمي للاستجابة لتطلعات الزبناء، والانضمام للتحالف الدولي "وان وورلد"، بما يمكننا من الاستفادة من 1035 مسارا.
واعتبر المسؤول المغربي أن الانضمام للتحالف الدولي "وان وورلد" يعد هدفا استراتجيا رئيسا، وفرصة ثمينة للشركة الوطنية التي ستعرف طفرة تمكنها من توسيع شبكتها ومضاعفة وجهاتها، كما ستعمل على تعزيز ترويج السياحة للمغرب وللدول الإفريقية التي تؤمن الخطوط الملكية المغربية رحلات بها، وإبراز الدار البيضاء كأهم قاعدة جوية لربط إفريقيا بباقي العالم.
إنجازات رغم الصعويات
ومن جهة أخرى، نفى المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، صحة الانتقادات التي توجه للشركة بشأن عدم احترام مواعيدها، بما يضيع مصالح الزبناء، وقال "إن الشركة تحترم مواعيدها بنسبة 81 في المائة".
وأضاف عدو "كانت هناك بعض التأخرات، لكن أسبابها تعود لتأخر بعض الزبناء عن الموعد المحدد للإقلاع، لذلك اتخذنا قرارا بإلزام الجميع بصعود طائرات الشركة قبل إقلاعها بربع ساعة"، مضيفا أن عدم اقلاع الطائرة في الوقت المحدد مكلف جدا من الناحية المالية، إذ أننا نضطر لقضاء بعض الوقت في سماء مطارات بعض الدول لعدم إمكانية الهبوط بسبب التأخر، الشيء الذي يكون مكلفا على مستوى استهلاك الوقود.
وأشار عدو إلى أن الشركة استطاعت نقل 7.5 مليون مسافر سنة 2018 مقارنة بسنة 2017، أي بزيادة قدرها 16 في المائة ، مما مكنها من تحقيق رقم معاملات بلغ 16.7 مليار درهم أي بزيادة 15 في المائة مقارنة مع سنة 2016.
واعتبر عدو أن هذه الانجازات تحققت رغم وجود بعض الصعوبات أهمها: الارتفاع المهول في أسعار البترول الذي قفز من 30 دولار إلى 70 دولار للبرميل سنة 2017 علما أن الوقود يمثل 30 في المائة من تكلفة الاستغلال، إضافة إلى بعض التشنجات الاجتماعية بسبب إضراب الربابنة مما نجم عنه اضطراب في حركة الطيران خلال فترة الذروة.
و كشف عدو أن الشركة تقوم ب1900 رحلة في الأسبوع نحو أكثر من 80 وجهة في العالم، مشيرا إلى أن 60 في المائة من زبناء الشركة من السياح الأجانب و25 في المائة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج.