مدير ماراثون فاس الروحي يتحدث لـ"TEL SPORT" عن النسخة الأولى من السباق

إدريس التزارني

في سياق الدينامية التي تعرفها الرياضة المغربية، وأمام تزايد الاهتمام بالسباقات على الطريق والماراثون، وبعد ماراثونات الدار البيضاء ومراكش والرباط، التي تنظم كل سنة، تحتضن فاس النسخة الأولى من الماراثون الروحي، المقرر تنظيمه يوم 16 فبراير الجاري، والمتوقع أن يستقطب أكثر من 6000 مشارك، إضافة إلى مشاركة عدد من الأبطال المغاربة والأجانب بأزمنة قوية.

مجلة "TEL SPORT"، وفي سياق انفتاحها على كل الأصناف الرياضية، أجرت حوارا مع العداء العالمي السابق في سباق الماراثون ومدير ماراثون فاس الروحي، عبد الرحيم بورمضان، الذي دأب على الحضور والمشاركة في كل المحافل الدولية دعما ومساندة للأبطال الرياضيين، إذ أكد أن هذا الحدث الرياضي بمدينة فاس يتميز بمدار جيد، كما أن المشاركين سيعبرون من أهم المعالم التاريخية بالمدينة، مثل الأسوار والأبواب.

وأضاف بورمضان أن السباق يشجع على تحقيق أرقام مميزة، كما أن المدار دون عقبات، وهو ما يساعد الأبطال على تحقيق أزمنة قوية، وكذلك جعل السباق والمدينة محطة جذب، مؤكدا أن هدف اللجنة المنظمة هو الرفع من قيمة السباق وطنيا ودوليا.

كيف جاءت فكرة تنظيم أول نسخة من ماراثون فاس الروحي؟

المبادرة تقف خلفها جمعية الدلاء الرياضي الفاسي، وهي جمعية رياضية تهدف إلى تطوير وتعزيز ممارسة ألعاب القوى، مع الانفتاح على الرياضة المدرسية في المؤسسات التعليمية وإدماج عدائين حتى من خارج المدرسة، بالإضافة إلى تفعيل شراكات مع المؤسسات التعليمية والجمعيات المدنية والأندية التي تهتم بهذه الرياضة، واستثمار الإمكانيات المتوفرة للمشاركة في المنافسات المختلفة (محليا وجهويا ووطنيا ودوليا).

ما القيمة التي سيضيفها الماراثون للمدينة؟

تعرف النسخة الأولى مشاركة واسعة للعدائين تجمع بين المحترفين والهواة، وهو ما سيضفي طابعا خاصا على العاصمة العلمية، ويزيد من تألقها على جميع الأصعدة، سياحيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا، كما أننا في اللجنة المنظمة نعد الجماهيروعشاق ألعاب القوى أن هذا الحدث سيتطور سنة بعد أخرى لتحقيق نجاحات متتالية خدمة للرياضة الوطنية والدبلوماسية الرياضية والوطن.

تنظيم ماراثون دولي في فاس يأتي كجزء من استراتيجية تعزيز مكانة المدينة على الساحة العالمية في ما يخص تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، كما أنه يهدف إلى جذب نخبة من الرياضيين المحترفين والهواة من مختلف أنحاء العالم، وهو ما سيساهم في رفع مستوى المنافسة الرياضية، ويتيح للمشاركين اختبار قدراتهم البدنية على مستوى عال.

هناك أبعاد وغايات متوخاة من السباق هل يمكنك تقريبنا منها؟

الهدف الأساسي من تنظيم ماراثون دولي ليس فقط تعزيز مكانة فاس كوجهة رياضية، بل أيضا استقطاب أعداد كبيرة من الزوار، سواء أكانوا رياضيين أو مشجعين أو سياحا، وهذا من شأنه أن يدعم القطاع السياحي والاقتصاد المحلي، حيث يمكن للماراثون أن يساهم في تنشيط الفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية، إضافة إلى إبراز التراث الثقافي والتاريخي الغني للمدينة.

كما يسعى الماراثون إلى تعزيز الوعي بأهمية الرياضة والصحة العامة في المجتمع، وتشجيع المزيد من الشباب على الانخراط في الرياضات المختلفة، لكون الرياضة وسيلة فعالة لتعزيز القيم الإيجابية مثل العمل الجماعي والانضباط والمثابرة، وهو ما نسعى كمنظمين إلى ترسيخه في أذهان المشاركين والجمهور.

كم عدد الجنسيات المشاركة في السباق؟

إلى حدود الساعة هناك ما يقرب من 24 جنسية، علما أن التسجيل في الماراثون ما يزال مفتوحا عبر البوابة المخصصة له، وهو ما نعتبره رقما محترما يليق بالسباق، خصوصا أنها المرة الأولى التي ينظم في فاس، وسنعمل رفقة كل الشركاء والمتدخلين على إنجاحه لأنه يمثل المدينة برموزها وتاريخها، وسيكون أيضا مفخرة للمغرب.

نبتغي، فعلا، أن يرتفع العدد مستقبلا إلى أكثر مما هو عليه حاليا، وذلك لن يتأتى إلا بتنظيم محكم وتوفير كل سبل الراحة للأبطال الرياضيين، سواء قبل انطلاقة السباق، وفي أثنائه من خلال توفير محطات الاستشفاء والتزود بالماء، وكذلك الشأن في خط النهاية.

هل يمكنك تقريبنا من مسار السباق؟

ككل السباقات، يحترم مسار ماراثون فاس الضوابط القانونية المعمول بها من طرف الاتحاد الدولي، كما أنه يبرز معالم المدينة، إذ سيعبر العداؤون عبر أبواب المدينة وأسوارها، وهي فرصة للتعريف بالمآثر التاريخية للمدينة العلمية، وبتاريخها الكبير.

ورهاننا أن يشكل هذا المسار صورة كاملة للمشاركين في السباق، وأن تتحول المدينة إلى محطة جذب كبيرة أكثر مما هي عليه، وأن يفتح شهية عشاق السباقات ليكون مستقبلا قبلتهم الأولى رياضيا، بفضل النجاحات المنتظر تحقيقها على جميع الأصعدة.

هل فرضت الإصلاحات والأوراش بفاس نفسها على اللجنة المنظمة؟

بالطبع، هناك إكراهات لكن بتضافر جهود كل مكونات المدينة استطعنا أن نتجاوز كل ما هو مرتبط منها بالاستعدادات في أفق التغلب على كل الإكراهات المرتبطة بزمن ووقت السباق أي يوم الأحد 16 فبراير الجاري.

غير أن الفعاليات المرافقة للحدث، والحضور والدعم الذي يحظى وسيحظى به الماراثون، من الفكرة إلى التفعيل والتنزيل، ستجعل من كل التحديات دافعا للبذل والعطاء، ومن جملتها يوم بدون سيارات وتنظيم 3 سباقات على مسار واحد.

كيف تم تدبير التحضيرات القبلية للسباق؟

تسعى هذه التظاهرة الرياضية، التي أطلقها مجموعة من الرياضيين المعروفين في فاس على المستويين الوطني والدولي، إلى أن تكون حدثا مميزًا لعشاق الجري، وبالتالي خلف هذا الهدف كثير من الإصرار والعزيمة وهو ما جسدته العلاقة مع الشركاء.

منذ الإعلان عن تنظيم الماراثون، تم استقبال عدد كبير من الطلبات من مختلف أنحاء العالم، كما أن هذه الفعالية ساهمت في خلق أجواء حماسية، بفضل التعاون الكبير لكل الهيئات، ومن ضمنها معهد الرياضة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله.

ما هي الخطط التي وضعتموها من أجل إنجاح هذا السباق بالتحديد؟

حرص المنظمون، وهنا أذكر كل فعاليات المدينة، على تصميم مسارات السباق بعناية، سواء لمسابقة 10 كيلومترات، أو نصف الماراثون (21.98 كيلومترا)، أو الماراثون الكامل (42.195 كيلومترا)، من أجل تقديم تجربة فريدة في قلب مدينة فاس.

بالإضافة إلى اعتبار الحدث ملكا لسكان فاس، وهو ما نؤكده، سواء تواصليا أو حتى عبر منشورات الحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، التي نستهدف بها، في الوقت نفسه، سكان فاس والمغاربة والعدائين الدوليين، لأن ماراثون فاس الروحي لا يعتبر مجرد سباق، بل هو احتفال يجمع المجتمع حول قيم المشاركة وحب مدينة فاس.