مساهمون في رأسمال "آبل" غاضبون بسبب إدمان الصغار لـ"آيفون"

تيل كيل عربي

خلال السبت 6 يناير، أرسل اثنان من المساهمين في "لآبل" رسالة إلى إدارة المجموعة يطلبان فيها العمل على مكافحة إدمان الصغار على "آيفون". وحسب أصحاب الرسالة، المشكلة ليست فقط تحديا للصحة العامة، كما ينبه إلى ذلك كثير من المهنيين، إنما تشكل أيضا تهديدا لسمعة "آبل"، وبالتالي لسعر أسهمها في البورصة.

"ليس هناك أي مبرر لعدم التحرك بطريقة استباقية"، يؤكد نظام تقاعد المعلمين في ولاية كاليفورنيا (كايستر)، وصندوق "جانا بارتنر"، وكلاهما مساهمين بتأثير ضعيف في آبل، لأنهما لا يملكان إلا 0.2 % من رأسمال المجموعة.

وحسب تقديرات لمكتب "إي ماركيتر"، حوالي نصف (50 %) الأطفال البالغين من العمر أقل من 11 سنة بالولايات المتحدة الأمريكية يتوفرون على هواتف ذكية، وتقفز النسبة إلى 90 % لدى البالغين 12-17 سنة، في حين تشير منظمة "كومون سنس ميديا"، أن 78 % من المراهقين الأمريكيين يستعملون هواتفهم على الأقل مرة خلال كل ساعة، و50 % منهم يعانون إدمان هواتفهم الذكية.

تقليص حجم التطبيقات الاجتماعية

"لقد تغيرت منذ 2012، بشكل فجائي، التصرفات والحالات الشعورية للمراهقين"، تشرح جون توينغ في كتابها "إ-جين" الصادر في 2017، إذ يفضلون هواتفهم الذكية، وصاروا يرون نادرا أصدقاءهم، كما لهم علاقات عاطفية أقل، ولم يعد همهم الأساسي الحصول على رخصة السياقة في أقرب فرصة، علما أن المراهق، تضيف المؤلفة "كلما أمضى وقتا أكثر أمام شاشة، كلما ازداد احتمال تحوله إلى شخص غير سعيد، وظهور علامات الاكتئاب عليه".

وفيما قالت المؤسستان المساهمتان في رأسمال "آبل" أنه "سوف يعد تناقضا مع الحس السليم القول إن مصنع منتوج ليس له أي دور يلعبه لمساعدة الوالدين"، أضافتا أنه "يستحيل أن نطلب من الآباء والأمهات أن يربحوا هذه المعركة بمفردهم".

وتدعو المؤسستان في رسالتهما بشأن مكافحة إدمان صغار السن لهواتف "آبل"، إرساء إجراءات واختيارات لفائدة مبدأ المراقبة الأبوية، من قبيل إتاحة إمكانية "تقليص وقت الاستعمال، ومنع الاستعمال خلال بعض الساعات، وتقليص عدد التطبيقات (آبليكاسيون) الاجتماعية المتاحة"، وهي الإجراءات التي يعتقد المساهمان، أنها في المستقبل أن يكون لها عائد على المساهمين.

"آبل" ترد على المساهمين

وليست "آبل" الشركة الوحيدة المعنية بمشكلة إدمان الصغار والمراهقين، إذ تخص القضية أيضا "فيسبوك" و"سنابشات" و"جوجل" و"نيتفليكس"، لكن المساهمين فيها لم يتحركوا بعد كما هو الشأن بالنسبة إلى المؤسستين المشار إليهما بوصفهما مساهمتين في رأسمال "آبل"، ومع ذلك توجد توقعات بأن تجد مبادرة المؤسستين بعض المحاكاة في من قبل مساهمين في الشركات الأخرى.

وبالنسبة إلى سكوت غالواي، الأستاذ في جامعة نيويورك، الذي يدعو إلى مزيد من التنظيم ورسائل الإنذار، يجب الذهاب بعيدا، والتعامل مع "مصنعي الأدوات التكنولوجية ومنصات التواصل الاجتماعي كما مصنعو الوجبات السريعة".

وفي تفاعل مع الجدل الذي أحدثته رسالة المساهمين، قالت شركة "آبل" أمس (الاثنين 8 يناير 2018)، إنها "طالما أولت الانتباه اللازم للأطفال"، مضيفة أنه منذ 2008، تتيح أنظمة التشغيل الموجودة في هواتف "آيفون" تتيح للأباء والأمهات مراقبة طبيعة الألعاب والأفلام والتطبيقات والمحتويات التي يمكن للأكفالهم الولوج إليها.

وقالت "آبل" في بلاغها: "نفكر جديا في الطريقة التي يتم بها استعمال منتوجاتنا، وتأثيراتها على المستعملين ومحيطهم"، مضيفة: "نتحمل مسؤوليتها في هذا الجانب بجدية ونحن عازمون على الإجابة بشكل يتجاوز حتى انتظارات زبنائنا، خصوصا إذا تعلق الأمر بحماية الأطفال".

عن "لوموند" بتصرف