قال عبد الكريم السخاري، المستشار الفلاحي المعتمد من طرف وزارة الفلاحة، إن "الحكومة المغربية، قررت اللجوء إلى استيراد زيوت الزيتون من دولة البرازيل من أجل تغطية حاجيات السوق الاستهلاكية الوطنية باعتبار أن هذه المادة حيوية وضرورية في المائدة المغربية حيث يكثر استهلاكها واقتناؤها في فصل الشتاء بشكل أوسع".
البرازيل كوجهة لاستيراد المنتجات الفلاحية
وأضاف المستشار الفلاحي، أنه "وقد تم اختيار البرازيل كوجهة للاستيراد على الرغم من بعد المسافة لاعتبارات الجودة العالية وثمن البيع، مقارنة مع إسبانيا وإيطاليا وتونس، إضافة إلى معاملات أخرى مع هذا البلد بخصوص استيراد اللحوم والمواشي، فمناخ البرازيل يساعد على كثافة وجودة الإنتاج".
وفي سياق متصل، تابع السخاري، قائلا " نظرا للتساقطات المطرية المستمرة والحرارة المعتدلة، وتقلبات الجو باستمرار، حيث تتداخل الفصول فيما بينها مما يكسب المنتجات الطبيعية من لحوم وخضر وفواكه طعما خاصا قد يفوق جودة المنتجات البيولوجية الطبيعية التي أصبحت تستهوي المستهلك في مختلف أنحاء المعمور".
استيراد المنتجات الفلاحية يعزز التبادل التجاري مع البرازيل
وأوضح المتحدث ذاته، "هذا القرار يعتبر، حلا فعالا لخلق توازن في أثمنة السوق والحد من المضاربات التي يقوم بها بعض التجار المحتكرين للمنتوج، إضافة إلى تعطيل نشاط الوسطاء والسماسرة الذين يرهقون كاهل المواطن المقبل على اقتناء هاته المادة، وكذلك شل وإفشال مخططات أولئك الذين يتلاعبون بجودة المنتوج ويهددون سلامة المستهلك".
وقال السخاري من خلال تصريح خص به "تيلكيل عربي"، إن "هذه العملية التجارية الضخمة تعتبر دعما لاتفاقيات التبادل التجاري الحر بين البلدين التي أبرمت على شكل شراكات تعاون ثنائية".
الزيتون البرازيلي إنتاجية عالية وتوسع تجاري
وعن الأصناف المعتمدة من قبل المزارعين من شجيرات الزيتون، ذكر المستشار الفلاحي " Picual-Frantoio-Koronelki-Arbequina-Arbosana". والتي أبانت عن إنتاجيتها العالية وتأقلمها مع المناخ البرازيلي المتقلب".
وأشار السخاري، إلى أنه "وفي ظل هذا العمل المتميز، وصلت العلامات التجارية لزيت الزيتون البرازيلي إلى 93 علامة تجارية، تسوق على نطاق عالمي واسع، وقد بلغ حجم المعاملات التجارية مع البرازيل رقما قياسيا بلغ 642.65 مليون دولار خلال ثلاثة الشهور الأولى من سنة 2023، بزيادة قدرها % 37،16".
التجربة البرازيلية حافز لتطوير الزيتون المغربي
وفي سياق متصل، أكد السخاري أن "هذا القرار الحكومي لن يؤثر على المنتوج المحلي مستقبلا، بل سيخلق توازنا اقتصاديا وتنوعا في السلع المعروضة على المستهلك".
واختتم حديثه قائلا: "وبهذه المناسبة يجب أن يستفيد الفلاح والهيئات البيمهنية من الفلاحة البرازيلية كنموذج يحتذى به، والتي خلقت منتوجا وطنيا عالميا من خلال تجارب ومحاولات بسيطة، فشجرة الزيتون المغربية هي الأقدم، لكنها لم تتطور مع الزمن، وبقيت شجرة للإنتاج المعاشي والعائلي فقط، واستمر التعامل معها بطرق فلاحية تقليدية تغيب فيها روح الطموح والتحدي والمكننة والتحسين الوراثي".