أسدل الأحد الماضي الستار على النسخة الـ34 من منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي احتضنتها الكوت ديفوار وتم خلالها منح المغرب في شخص رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع علم المنافسة من رئيس جمهورية الكوت ديفوار، الحسن واتارا.
ويشترط الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضمن دفتر التحملات المصادقة على شروط التنظيم ومن ضمنها العلامات التجارية باعتبارها الراعي الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
ويطرح وجود شركات غير مرخصة لها أساسا ضمن قائمة المستشهرين الرسميين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم تساؤلات كثيرة خصوصا في ظل استمرار شركة "1xbet" الروسية للرهان الرياضي أنشطتها على الإنترنت في المغرب بشكل علني ودون أي تأطير قانوني، بل لا تؤدي الشركة أي ضرائب أو رسوم للدولة المغربية، كما تستنزف الملايير من احتياطات العملة الصعبة سنويا.
الاتحاد الإفريقي
من أبرز عقود الرعاية التي وقعتها شركة 1xbet تلك التي تجمعها منذ سنة 2019 مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومن خلال هذه الرعاية تلتزم الشركة الروسية بدعم أهم المسابقات في القارة في مجال كرة القدم، كبطولة كأس الأمم الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقي، ودوري أبطال إفريقيا وغيرها.
يلتزم الاتحاد الإفريقي بناء على عقد الرعاية بالترويج للعلامة التجارية 1xbet سواء أثناء المباريات من خلال عرضها على اللوحات الإشهارية وغيرها، أو حتى خارج المباريات، أثناء الأنشطة الأخرى للاتحاد الإفريقي.
وظهرت الشركة الروسية لأول مرة كراعي رسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلال فترة رئاسة الملغاشي أحمد أحمد واعتمدت رسميا ببطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي احتضنتها دولة مصر.
انقسام "الكاف" بسبب 1XBET
أحدثت شركة المراهنات الروسية خلال فبراير من سنة 2019 انقساما حادا بين أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم دفعت الليبيري حسن موسي بيليتي، لتقديم استقالته رسميًا من لجنة الطوارىء بالاتحاد ومن رئاسة اللجنة الدائمة لبطولات كأس الأمم الإفريقية للمحليين.
وشن الليبيري هجوما قويا على الملغاشي أحمد أحمد في رسالته لرئيس الاتحاد الذي اتضح أنه ينفرد باتخاذ القرارات ومن جملتها توقيع عقد رعاية مع شركة المراهنات الروسية 1XBET.
شروط عقد الرعاية
بموجب شروط اتفاقية الملغاشي أحمد أحمد الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم ستكون إعلانات 1xBet موجودة في الملاعب التي ستقام فيها المباريات، وكذلك على التلفزيون والتذاكر والمواد الإشهارية والإعلانية الخاصة بالمنافسة والأنشطة الموازية للمنافسة.
وتشترط الشركة خلال المنافسات الإفريقية تنزيل الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية من أجل سير التعامل بشكل احترافي، كما أنها تعد عروضا ترويجية متزامنة للجماهير.
مأزق الجامعة
من أجل الحصول على معطيات متعلقة بتعامل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع دفتر التحملات وامكانيات فتح نقاش بشأنه مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بشأن بنود دفتر التحملات قال رئيس لجنة تنظيم المسابقات بالجامعة جمال السنوسي في تصريح لموقع "تيلكيل عربي"، "دفتر التحملات واضح والاتحاد الإفريقي هو الذي ينظم المنافسة والبلد المحتضن مطالب بتوفير الملاعب والأمور اللجوسيكية".
وأضاف السنوسي: "هناك دفتر تحملات واتفاقيات مؤطرة والاعتراض بشأن بنود ما في دفتر التحملات يكون حصرا إن تعلق الأمر بالدين أو المقدسات أو العنصرية أو التحريض فيما باقي الأمور ليس للبلد المنظم الحق في الاعتراض عليها".
من جهته قال الإعلامي الرياضي إبراهيم الزوين في تصريح للموقع: "أمر طبيعي حين تتقدم بطلب لاستضافة منافسة قارية أن تستجيب لدفتر تحملات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي يشمل عدة جوانب مرتبطة بتنظيم المسابقة".
وأضاف الزوين: "من الطبيعي أن دفتر التحملات يتضمن جوانب أخرى وتفاصيل دقيقة متعلقة بالطرقات والفنادق والمساحات الإعلانية والنقل التلفزي والاستجابة لا تكون بشكل كلي لأنك أنت من طلبت استضافة المنافسة".
أصبع على جرح غائر
نشرت مجلة "Telquel" وموقع "تيلكيل عربي"، في وقت سابق موضوع النشاط غير القانوني لشركة "1xbet" عبر تحقيق وصل صداه لداخل قبة البرلمان حيث طالب عدد من نواب الأمة باتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في القوانين والأنظمة المطبقة.
وخلال شهر نونبر من العام 2023، كشفت مصادر لـ"تيلكيل عربي"، "أن وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية وضعتا شكاية لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، من أجل فتح تحقيق في نشاط شركة الرهان الرياضي "1XBET" التي تنشط عبر وسائط رقمية.
وأضافت مصادر الموقع أن الوكيل العام للملك أمر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالإشراف على التحقيق في أنشطة الشركة التي تنشط بشكل غير قانوني في المغرب.
الصمت واللاوضوح
رغم الإجماع الحاصل بخصوص نشاط الشركة الروسية غير القانوني على مستوى المغرب، إلا أنها تستمر في الاستفادة من وسائط الأداء وتحصيل "الأرباح"، سواء البنكية منها أو التي تتيح اللعب بتعبئة شركات الاتصالات.
كثفت الشركة من حملاتها الإعلانية، من خلال استقطاب من يروجون نشاطها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات بث الفيديوهات، ليظل التحدي الأكبر أمام المغرب هو تنظيم كأس أمم إفريقيا عام 2025.
فهل سيفتح المغرب بمبرر استضافة "كان 2025" ترابه الوطني وسيادته في وجه شركة تُطرد موسما بعد آخر من عدد من الدول؟!