بين نار الاحتجاجات ورماد الحوار، عقدت ندوة مشتركة بين وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد ايت الطالب، ووزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، في محاولة لإطفاء نيران الغضب التي تلتهم كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب.
ولكن بدلا من أن تسهم الندوة في تقريب وجهات النظر، زادت من تأجيج الصراع، وأججت مشاعر التوتر والاحتقان.
ضرب في جودة التكوين
في هذا الصدد، قال إدريسي زياد، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الاسنان والصيدلة، أن "الندوة الصحفية المشتركة تم تمرير عدد من المغالطات والتهديدات، منها وضع صفر لجميع المقاطعين للإمتحانات، وعدم التراجع عن ست سنوات وأن الهدف من ذلك هو جودة التكوين".
وأضاف زياد في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "ست سنوات بدل سبع تعد ضرب في جودة التكوين، لأنه ستزال 600 ساعة من التكوين، وهذا مشكل عويص، ليس هناك بلد في العالم يدرس الطب في ست سنوات".
الطلبة واعون
وتابع: "تم تمرير مغالطة، أننا نحرض الطلبة لكي لا يجتازوا الامتحانات، (هاذشي مكاينش)، والغريب هو التعامل مع الطلبة كأنهم قاصرين، الطلبة واعون ولا يمكن لأحد فرض ارائه عليهم".
وذكر أنه "يوم الإثنين المقبل سوف نعقد ندوة صحفية، لكي نتواصل مع الرأي العام، ونصحح المغالطات، وإنزال وطني يوم الخميس أمام الرباط، كما أن باب الحوار مفتوح من جهتنا".
لا نريد الهجرة للخارج
وأبرز أن "أطباء لا يريدون الهجرة إلى الخارج، (حنا معاك وبغينا نخدمو البلاد)، ولكن الطالب الذي يتدرب في مستشفى لا يتوفر على تجهيزات، فهذا يضعف جودة التكوين، وأيضا (ماشي تنقص عام باش تخرج الأطباء دغيا).
اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أعلنت في بلاغ لها، أن "الطلبة عبروا مرة أخرى عن سخطهم تجاه الوضعية الحالية بمقاطعة ناجحة 100% للدورة الأولى للامتحانات التي تمت إعادة برمجتها للمرة الثانية من طرف الكليات في سياق لا يتوافق مع نية حل الإشكالات الحالية بطريقة فعالة وسريعة".
الإهمال
وحملت "وزارتي الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مسؤولية ما الت إليه الأوضاع".
وتستنكر "التماطل والتجاهل التي تعاملت به الوزارتان منذ ما يقرب سنتين تنتج عنها التزامات صورية، أمام العديد من المراسلات والبيانات المتواصلة التي دقت من خلالها اللجنة الوطنية ناقوس الخطر فيما يخص الاكتظاظ ونبهت إلى عواقب تقليص سنوات التكوين على الجودة، كما أكدت تكرارا وبكل مسؤولية ووضوح على ضرورة تسريع العمل على إصلاح السلك الثالث بإشراك جميع الفاعلين".
وانتقدت بـ"الإهمال الذي طال النقاط المتعلقة بشعبة الصيدلة، من قبل الوزارتين الوصيتين وهو ما أدى إلى استمرار هذه الأزمة وتفاقم الأوضاع".
التضليل
ونددت بـ"الأساليب التي ينتهجها المسؤولون تجاه طلبة الطب والصيدلة معتبرين أن التضليل الإعلامي والتضييق والتخويف، لا يساهم في إيجاد حل سريع لهاته الأزمة التي يعيشها الطلبة، بل وعلى العكس من ذلك، لا يزيد الساحة الطلابية إلا مزيدا من التهييج والسخط والاحتقان".
نفت اللجنة "كل المزاعم التي تفيد بأن الطلبة يتعرضون للتخويف والترهيب من قبل زملائهم".