معتقلو الريف يقررون استئناف أحكامهم باستثناء خمسة منهم

مسيرة سابقة تضامنا مع معتقلي حراك الريف
أحمد مدياني

اجتمعت عائلات معتقلي حراك الريف، يوم أمس الأربعاء، على هامش زيارتهم لهم بسجن "عكاشة"، وذلك للحسم في قرار استئناف الأحكام الصادرة بحق أبنائهم، وقرروا بعد نقاش طويل، استئنافها.

أحمد الزفزافي، والد ناصر الذي أدين بـ20 سنة جسناً نافذاً، كشف، في اتصال مع "تيل كيل عربي"، أن 48 معتقلاً قرروا رفقة عائلاتهم استئناف الأحكام الصادرة بحقهم، وأن خمسة لم يحسموا بعد اتخاذ قرار الاستئناف، دون أن يفصح عن هويتهم.

وأثار استئناف معتقلي الريف للأحكام التي وُصفت بـ"القاسية" في حقهم، الكثير من الجدل، بعد قرارهم "عدم اتخاذ هذه الخطوة"، بمبرر أنهم "فقدوا الثقة في القضاء".

وينتظر أن يعلن المعتقلون قرارهم غداً بشكل رسمي في رسالة مشتركة، سوف يبعثونها من خلف أسوار سجن "عكاشة".

ورفعت أصوات كثيرة مناشدات إلى معتقلي حراك الريف باستئناف الأحكام التي صدرت بحقهم، آخرها صدرت مساء يوم أمس الأربعاء عن الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، في رسالة بعثتها لهم.

وقالت منيب في رسالتها، التي يتوفر "تيل كيل عربي" على نسخة منها، "أعزائي المعتقلين السياسيين، نشطاء الحراك الشعبي بالريف، الذين صدرت في حقهم أحكام جائرة بعد متابعات ظالمة، انطلاقا من تعاطفي المبدئي والمطلق معكم ومع أسركم، وإيماني الراسخ بعدالة قضيتكم، أناشدكم مباشرة إجراءات استئناف الأحكام الصادرة ضدكم، كما أناشد عائلاتكم الكريمة المناضلة و الصامدة، المساعدة في هذا الاتجاه بحثكم على اتخاذ هذا القرار".

وتابعت منيب: "ليست لدينا أية أوهام حول مسار المحاكمة. ونحن نشاطركم إحساسكم بالظلم منذ مقتل محسن فكري إلى الاعتقال التعسفي و مداهمات البيوت و التعذيب، الذي يعيدنا إلى أساليب سنوات الجمر والرصاص، ثم الأحكام القاسية في حق نشطاء الحراك السلمي من أجل مطالب مشروعة. وقد عبرنا عن ذلك، بشتى الطرق، منذ انطلاق حراككم الشعبي السلمي. ولدينا القناعة التامة بأن طريقة تدبير الملف برمته من طرف المسؤولين لا علاقة لها لا بحقوق الإنسان ولا بالعدالة ولا بالحكمة الضرورية لخلق انفراج سياسي أضحى مستعجلا لاستشراف مستقبل أحسن لبلادنا".

واعتبرت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أنه ورغم كل ما ذكرته، "فإننا نناشدكم ممارسة حقكم في الاستئناف، حتى تُشهدوا بلدكم الأبي وتُشهِدوا العالم الحر ونُشهِده معكم على أساليب الظلم والتنكيل التي تواجه كل من احتج من أجل الكرامة والعدالة، والتي واجهتموها بعزة النفس وصلابة الموقف؛ و لنتيح لهيئة الدفاع فرصة أخرى لتسليط الضوء كاملا على الثغرات القانونية و المعضلات السياسية التي أطرت “معالجة” ملف الريف، و متابعة العمل الجبّار لهذه الهيئة التي جسدت شرف المهنة و شجاعة الموقف فضلا عن التبصر و الاستماتة في جعل الحكم يسير باتجاه البراءة لإحقاق الحق و لفتح أمال جبر ضرر جهة بكاملها و أهاليها و تحقيق العدالة و تمنيع مغربنا بالحفاظ على السلم الاجتماعي".

كما طالبت منيب المعتقلين المضربين عن الطعام بوقفه إضرابهم، وخاطبتهم بالقول، إن "وطنكم في حاجة ماسة إليكم، فلا تحرموه منكم. وعائلاتكم تنتظر عودتكم، فلا تحرموها هذا الأمل. وأنتم مازلتم قادرين على صناعة مستقبل هذه البلاد فواصلوا لأنكم أنتم الأمل".