مقابل تصعيد من داعمي الإنفصال.. الخارجية المغربية تواصل استقطاب البعثات الدبلوماسية لأقاليم الجنوب

أحمد مدياني

مع كل يوم جديد، خبر جديد بافتتاح تمثيلية دبلوماسية لإحد الدول الإفريقية، في سياق يتسم بالتوتر على مستوى معبر الكركارات، والذي حشدت نحو جبهة "البوليساريو" عدداً من عناصرها، وقامت بتخريب الطريق بأحد أهم شرايين الحركة التجارية الرابطة بين شمال وجنوب القارة الإفريقية.

معركة التمثيليات الدبلوماسية كما يصفها خصوم الوحدة الترابية للمغرب، يقابلها تصعيد من طرف هؤلاء على أكثر من صعيد وفي أكثر من نقطة تماس. إذ تروج الآلة الإعلامية الجزائرية منذ أسابيع، لأخبار تفيد بتصاعد الاحتجاجات في المناطق التي توجد بها عناصر جبهة "البوليساريو"، وتنقل مشاهد لاستهداف هذه العناصر لنقاط يتموقع بها الجيش المغربي، كما رفعت من حدة التسويق للدول الإفريقية التي تدعم أطروحة الإنفصال.

الدبلوماسية المغربية، أشرفت اليوم الثلاثاء 27 أكتوبر، بحضور  وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، على افتتاح مقر القنصلية العامة لجمهورية زامبيا بمدينة العيون، وحضر الافتتاح الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزمبي، شالوي لومبي.

كما عرف اليوم أيضاً، افتتاح مقر القنصلية العامة لمملكة إسواتيني، بحضور وزيرة خارجية مملكة إسواتيني ثوليسيل دلادلا.

وخلال الأسبوع المنصرم، حضر الوزير بوريطة افتتاح مقر قنصلية غينيا الاستوائية وافتتاح قنصلية غينيا بيساو بالأقاليم الجنوبية.

في السياق ذاته، شهد يوم الجمعة 23 أكتوبر، افتتاح مقر القنصلية العامة لبوركينا فاسو بمدينة الداخلة، بحضور وزير الخارجية البوركينابي ألفا باري.

افتتاح التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية، يصاحبه على مستوى العاصمة الرباط، لقات مكثفة مع المسؤولين الدبلوماسيين الأفارقة، إذ شهد الأسبوع المنصرم وبداية الأسبوع الجاري، توقيع العشرات من اتفاقيات التعاون، ويصاحبه أيضاً، تركيز أكبر من طرف الخارجية المغربية على إستعادة موقع ضمن الدول الرائدة في التوصل إلى حل في ليبيا، فضلاً عن مساهمة المغرب في التوصل إلى حل بين الأطراف المتنازعة على السلطة في مالي، والتوصل إلى تشكيل حكومة متوافق عليها، في دول تحتل موقعاً استراتيجيا من بين دول الساحل وغرب إفريقيا.

على الجانب الآخر من الصراع، تدفع "البوليساريو" وحليفتها وداعمتها الأولى الجزائر، بالضغط على المغرب وتحويل بوصلة النقاش تجاه مهام بعثة "المينورسو"، وذللك بمحاولة انتزاع مواقف تدعم أن مهمة البعثة "الرئيسية في الأقاليم الجنوبية هي الإشراف على تنظيم استفتاء لتقرير المصير".