مكة وإسطنبول ومدريد ترفع إنفاق المغاربة على السياحة بالخارج

المصطفى أزوكاح

تساهم إسنطبول ومدريد ومكة في زيادة إنفاق المغاربة على السياحة، وهو إنفاق مرشح للارتفاع في ظل زيادة مخصصات السفر بالعملة الصعبة في العام الحالي.

إنفاق مافتئ يرتفع

ما فتىء إنفاق المغاربة على السياحة خارج المملكة يرتفع في الأعوام الأخيرة، فقد وصل في العام الماضي، حسب مكتب الصرف، إلى 18.86 مليار درهم، ما يمثل حوالي ربع الإيرادات التي يخلفها السياح الأجانب، الذين وفدوا على المملكة.

وفي العام الماضي، بلغت عائدات السياحة، حسب بيانات مكتب الصرف 73.19 مليار درهم، بزيادة طفيفة، بنسبة 1.5 في المائة، مقارنة بالعام الذي قبله.

غير أنه بعد خصم إنفاق المغاربة على السياحة في الخارج بالعملة الصعبة، فإن ميزان الأسفار، يستقر في حدود 54.33 مليار درهم، بالعملة الصعبة.

ويرتفع إنفاق المغاربة على السفر بوتيرة أعلى من الإيرادات المتأتية من السياح الأجانب الذي يزورون المملكة، وهو إنفاق مرشح للزيادة إذا ما أخذ بعين الاعتبار القرار الذي يسري في العام الحالي، والذي يحدد مخصصات السفر للمغاربة بالعملة إلي الخارج من 40 ألف درهم إلى 45 ألف درهم.

ويمكن لبعض المسافرين أن يحصلوا على مخصصات بالعملة اللصعبة، على 100 ألف درهم، إذا أثبتوا وفاءهم بالضريبة على الدخل، وهو توجه يراد من ورائه التخفيف من اللجوء للسوق السوداء من أجل الحصول على العملة الصعبة.

إسبانيا وجهة أوروبية مفضلة

لكن ما هي الوجهات السياحية التي تجذب السياح المغاربة؟ تشير وكالات أسفار، إلى أن السياح المغاربة، يقصدون أكثر إسبانيا. فتلك وجهتهم الأولى في أوروبا، حيث تستقطب ما بين 350 و500 ألف سائح مغربي في الصيف.

وسبق لمصالح السياحة الإسبانية، أن قدرت عدد المغاربة الذين يقضون عطلة الصيف بكوستا ديل صول وكوستا برافا بحوالي 500 ألف، حيث تجذبهم الأسعار المنخفضة ووسائل الترفيه المتاحة للمصطافين.

ويشير مصدر من الفيدرالية المغربية للسياحة، إلى أن الأسر المغربية التي تقصد منطقة كوستا ديل صول، تستفيد من الإقامة في شقق مجهزة، وهي شقق تفيد تقارير أن سعرها،يصل لليلة الواحة إلى 80 يورو.

ويذهب ذات المصدر، إلى أن تلك المناطق لا تستهوي السياح المغاربة، لما تتيحه من عرض سياحي مغر فقط، بل إن العديد من المغاربة، يتسوقون من المحلات التجارية التي تقترح سلعا بأسعار منخفضة.

إغراء إسطنبول

وإذا كانت إسبانيا تعتبر مقصدا للسياح المغاربة، الذين يتأتي لهم الحصول على تأشيرة للدخول إلى فضاء «  شينغن » ، فإن تركيا أضحت تجذب أكثر السياح المغاربة، رغم عدم توفر بيانات حول أعدادهم.

ويتجلى أن القاصدين لذلك البلد، هم في غالب الأحيان، ممن يتفادون حالة عدم اليقين المرتبطة بتلك التأشيرة، أو ممن يغريهم عدم إلزام تركيا المغاربة بالتوفر على تأشيرة من أجل دخولها، حسب محمد أيت إبراهيم الفاعل في قطاع السياحة، الذي يؤكد أن وجهات سياحية أسيوية أخرى، تستقطب أكثر السياح المغاربة.

وتتنافس وكالات الأسفار بالمغرب على تقديم عروض للأسر الراغبة في السفر إلى تركيا، حيث تقترح أسعار شاملة للطائرة والفندق، تتراوح بين 7000 و9000 درهم، حسب الفترات المختارة.

وأضحت تركيا وجهة مفضلة لدى العديد من المغاربة، الذين يغريهم الإعفاء من الفيزا أو الذين يستجيبون لفضول التعرف على ذلك البلد، الذي أضحى له حضور قوي في أذهان المغاربة سواء عبر الصورة التي تنلقها المسلسلات التركية أو عبر الدور الوازن الذي أضحى يلعبه ذلك البلد في الساحة الدولية.

غير أن فاعلا في قطاع تنظيم الأسفار، يذهب إلى أن الظرفية، التي عرفتها تركيا في العام الماضي مثلا، والتي من تجلياتها انخفاض قيمة العملة المحلية، حفزت العديد من المغاربة على السفر إلى تركيا، خاصة أن العديد من المسافرين المغاربة، يقصدون ذلك البلد من أجل السياحة، لكنهم يزورون أكثر إلى أسواق ذلك البلد من أجل التسوق.

وتستحضر الخطوط الملكية المغربية، حلول عدد كبير من المغاربة بتركيا من أجل التسوق، حيث تغض الطرف عن الأوزان الزائدة عند تسجيل الأمتعة عند العودة من مطار أتاتورك بإسطنبول.

سياحة دينية بمكة

ويدرج الحج والعمرة، ضمن السياحة الدينية، حيث تستوعب جزءا مهما من إنفاق المغاربة على السفر في الأعوام الأخيرة، وهو إنفاق يرتفع أكثر بفعل إقبال المغاربة على العمرة، بسبب القيود المرتبطة بالحج، حسب، محمد أوسعيد، الموظف في شركة سياحية.

ويتوجه حوالي 32 ألف مغربي إلى العربية السعودية من أجل أداء مناسك الحج، بينما يقصد ما بين 80 و100 ألف شخص ذلك البلد من أجل أداء مناسك العمرة.

وقد حددت اللجنة الملكية للحج، في يناير الماضي، مصاريف حج 1440 هجرية، في 49906 درهم، بدون احتساب مصاريف الجيب التي حددت في 15 ألف درهم.