دعا المشاركون في الورشة الأولى من “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي”، صباح اليوم الأربعاء بقصر الفنون والثقافة بطنجة، إلى وضع مقاربة تشاركية، في صيغة ميثاق مشترك للتشجيع الرياضي قائم على بناء التوافق والانسجام المطلوب بين تحقيق الاستمتاع بالشغف الرياضي وما تفرضه قيم السلوك والأخلاق العالية، على نحو كفيل بنقل صور إيجابية لبلادنا.
وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء المنظم من قبل ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، على أهمية وضع آليات للتواصل الفعال من أجل النهوض بالتدبير الجماعي والمنسق للقاءات الرياضية، وعلى ضرورة تحسيس المشجعين بالأخلاق والروح الرياضية كشرط أساسي لإرساء ثقافة تشجيعية ترتكز على القيم والسلوكات المثالية.
وقال الإعلامي محمد الصمدي، المسؤول عن قطاع الرياضة بإذاعة طنجة، إن “التعصب الجماهيري لفريق معين هو بداية لأحداث شغب، ولا بد من اعتماد وسيلة لمعالجة هذه الجوانب السلبية، وتجنب تصدير صور غير لائقة ببلادنا. التشجيع الرياضي في حاجة إلى مقاربة لمعالجة الظواهر السيئة، على مستوى الأكاديميات والمديريات التعليمية، في صيغة مقاربة تربوية، يمكن التعامل بها مع مختلف الفاعلين في المنظومة الرياضية، مضيفا المقاربة الدينية عبر الخطباء والأئمة، على سبيل المثال”.
وبخصوص الانتماء أو الحياد بالنسبة للإعلامي، قال الصمدي إن هذا الجانب مثير للجدل، ويصعب على الصحفي المغربي الكشف عن انتمائه لفريق معين، لكن في دول أخرى يمكن للإعلامي الإعلان عن ذلك. لا بد أن نستحضر أن الإعلامي بشر، وبالتالي له انتماء وحب. وهنا يجب تهذيب النفوس قبل الكؤوس، وإيصال هذه الفكرة للمشجع. لكن أثناء التغطية يجب الالتزام بالحياد، تفاديا للإسهام في الشغب، مع تكريس أخلاقيات المهنة في عمله الصحفي”.
وأضاف الصمدي أن “الإعلام هو الآلية الأساسية لتبيلغ المنتوج الرياضي وتطويره، وقد أصبح له حضور قوي في مواكبة الأحداث الراهنة والمقبلة، من خلال مختلف القنوات والصحف والمواقع، وبروز برامج جديدة، وأيضا وصلات إشهارية”.
وأجمعت باقي المداخلات على تبني ثقافة تشجيعية مثالية، حيث قال أمين الحارثي، مدير قطب التجهيز الاقتصادي، إن التشجيع الرياضي يعتبر في حد ذاته رافعة للتنمية على غار قطاع الرياضة، وبمثابة مرآة للإشعاع الوطني، كما يساعد على خلق الثقة للمستثمرين بطنجة وبالمغرب ككل، وتصبح لهم قابلية لولوج السوق المغربية، وهذا ما لا حظناه منذ 2022، سنة التألق المونديالي رياضيا وجماهيريا .
وفي سياق المناظرة، ذكّر مصطفى الشكدالي، الأستاذ الجامعي والباحث في علم النفس الاجتماعي، بكتاب بعنوان “سيكلوجية الجماهير” الذي صدر سابقا، معتبرا إياه مهما جدا، ومن شأنه أن يُغيب الأنا الفردي ويذوب داخل الجماعة. وأضاف أن “المتفرج يأتي للملعب لصناعة الفرجة، أكثر من كونه يأتي للاستمتاع بمباراة ما، بمعنى أنه يحل بالملعب كي يُرى أكثر من أن يرى”. كما اعتبر كرة القدم والرياضة قوة ناعمة، وبإمكانها أن تعود بالخيرات السياحية والرياضية على بلادنا.
من جانب آخر، تحدث عبد العزيز فخار، الإطار الإداري ومدير قاعة رياضية، عن “سبل تعزيز ثقافة التشجيع الإيجابي”. وتطرق أمين الحارثي إلى موضوع يهم الجواب عن سؤال “كيف يمكن الاستثمار في الزخم الجماهيري لتعزيز السياحة الرياضية؟، و”دور الإعلام في إسناد المناحي الإيجابية في التشجيع”.