قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، إن المغرب يعيش ''أمية سياسية''، مبرزة أن هذا الأخير يعرف اليوم، كذلك، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تتمثل في عدم احترام مجموعة من الحقوق والحريات المنصوص عليها في دستور 2011، حسب منيب التي أعلنت عن خوفها من أن تكون هذه الانتهاكات عنوانا لـ ''سنوات مقبلة تشهد سلسلة من هذه التجاوزات الحقوقية''.
وأضافت منيب، في تصريح لـ ''تيلكيل عربي''، بعد حضورها عرض فيلم ''ضربة فالراس''، مساء أمس (الإثنين)، في سينما الريف بالدار البيضاء، أن المغرب لم يحصن نفسه، بحيث أن توصيات تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، الذي أظهر، حسبها، جانبا من حقيقة سنوات القمع والرصاص في المغرب، لا تزال حبرا على ورق، وفق منيب التي اعتبرت أن من ضمن هذه التوصيات إقرار الحكامة الأمنية، وتكوين رجال السلطة على احترام حقوق الإنسان.
واعتبرت المتحدثة نفسها، في مداخلة لها في نقاش بعد انتهاء عرض الفيلم، أن أي مشروع مجتمعي أراد النجاح، يجب أن يقوم على أسس ثقافية، منتقدة عدم قدرة المغرب على بناء دولة ما بعد الاستعمار، رغم مرور 60 سنة على استقلاله.
وأوضحت منيب أن النظام الْمُعَوْلَمَ، المرفوق بالتخلف وغياب الديمقراطية، يسهل نهب خيرات المملكة، مبينة أن المغرب في حاجة إلى عدالة اجتماعية ومجالية، وإلى إقرار الكرامة الإنسانية، وهي الأمور التي اعتبرتها منيب تتطلب ثورة ثقافية طويلة المدى لكي تتحقق.
وفي نفس السياق، قالت منيب إنه يجب الدفاع عن ظهور مغرب آخر، وذلك، وفقها، حتى إذا تم تخويف المواطنين بعدم الاستقرار، موضحة ''نريد الاستقرار، لكن مرفوقا بالتقدم''. وأفادت، أيضا، أنها تريد ''مغربا متحررا''، مبرزة أن تحقيق هذا الأمر مدخله سياسي وفكري.
ويذكر أن فيلم ''ضربة فالراس'' عرض مساء أمس (الإثنين)، في سينما الريف، بحضور مخرجه هشام العسري، وبعض الممثلين المشاركين فيه، إلى جانب ممثلين مغاربة آخرين. وفتح بعد انتهاء العرض نقاش شارك فيه العسري، ومنيب، ولطيفة أحرار، وهي إحدى المشاركات في الفيلم. واستمر النقاش إلى منتصف الليل، بسبب الأسئلة الكثيرة التي طرحها الجمهور على هؤلاء.
ويتطرق الفيلم إلى فترة سنوات القمع والرصاص، وبالضبط انتفاضة 20 يونيو 1981، المعروفة بـ ''انتفاضة كُومِيرَا''، وإلى حدث فوز المنتخب المغربي على المنتخب البرتغالي، وتأهله إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 1986، وإلى مجموعة من الأمور الأخرى.