مهندس زراعي ينادي بإخراج 10 أصناف مغربية أصلية لتحسين إنتاج زيت الزيتون

خديجة قدوري

أفاد نور الدين الصافي، المهندس الزراعي والباحث في العلوم الزراعية، أن المغرب "سعى لاستبدال مليون هكتار من الأراضي غير الصالحة لزراعة الحبوب بأشجار التين والزيتون، وهذه الأشجار تُعتبر فعلاً مباركة، حيث تُنتج زيت زيتون ذا جودة عالية، حتى أن بعض المستوردين والموردين قد يحاولون أحياناً خلط الزيت المستورد مع الزيت المحلي".

وأضاف الصافي، من خلال تصريح خص به "تيلكيل عربي" قائلاً: "أود أن أذكر أن المغرب يمتلك مجموعة هائلة من أصناف الزيتون التي تعمل عليها مؤسسة لنرا، مثل صنف الحوزية، صنف المنارة، وصنف تاساوت. هذه الأصناف المحلية قادرة على مقاومة التغيرات المناخية والتأقلم بشكل كبير مع الظروف المناخية للمغرب. ورغم أنها لا تنتج بكميات كبيرة جداً، إلا أنها تتميز بجودة عالية، لدرجة أن بعض الموردين قد يحاولون أحياناً خلطها مع الزيت المحلي المغربي."

وفي سياق متصل، أشار المهندس الزراعي، إلى أن "الطرف الآخر يسعى لاستيراد كميات كبيرة، وللأسف، قام عدد من المنتجين باستخدام أصناف من إسبانيا مثل "بكوينا" و"لاربوزانا"، التي أصبحت شائعة في هذه الفترة ولا تزال تُدخل إلى السوق. ويرجع ذلك إلى الإنتاجية العالية لهذه الأصناف، حيث يمكن أن يصل عدد الأشجار إلى 1800 أو حتى 2000 شجرة في الهكتار، بينما لا تتجاوز الأشجار المحلية المغربية من الزيتون 100 إلى 150 شجرة في الهكتار، مما يجعل الإنتاج المحلي أقل بكثير".

ولفت المتحدث إلى أن هذه الأصناف لا تتأقلم بشكل جيد مع الظروف المحلية، إذ تحتاج إلى رعاية مركزة وأمطار غزيرة. ومع السنوات الأخيرة التي شهدت جفافاً ونقصاً في الأمطار، أدى ذلك إلى تراجع إنتاج هذه الأشجار التي لا تتناسب مع مناخ البلاد، مما أسهم في ضعف الإنتاج وانخفاض الجودة.

كما ذكر أنه ، من بين الحلول التي يمكن أن تعيد الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية هي الاهتمام بالأشجار المحلية الأصلية في المغرب، التي تتمتع بجودة عالية. نسعى جاهدين لتكثيف زراعتها والاعتناء بها قدر الإمكان. فالفلاحون المغاربة، خاصة الصغار والمتوسطين منهم، يواصلون العناية بأشجار الزيتون من سنة إلى أخرى، حيث يجنون القليل من الثمار ويراعون نظافتها.

واستمر في حديثه قائلاً: "نحن نعلم أن زيت الزيتون بشكل عام يمكن أن ينتج في سنة بكميات كبيرة وفي سنة أخرى بكميات أقل، وهذا أمر طبيعي في ظل الظروف المعتادة لإنتاج زيت الزيتون. وبالتالي، أؤكد على أهمية الأصناف التي تم ذكرها، بالإضافة إلى العديد من الأصناف الأخرى التي توجد في المعهد الوطني للبحث الزراعي. لكن للأسف، لم يتم نشرها أو تكثيرها بشكل كافٍ أو توزيعها على الفلاحين، وذلك بسبب التحديات التي تترتب على ذلك، فضلاً عن غياب التحسيس الكافي حول أهمية هذه الأصناف لتوسيع نطاق زراعتها."

واختتم حديثه قائلاً: "من بين التوصيات التي أؤكد عليها، هو طلب المعهد الوطني للبحث الزراعي بضرورة إخراج الأصناف المسجلة لديه، والتي تزيد عن 10 أصناف ذات أهمية كبيرة. يجب أن تُزرع هذه الأصناف بشكل موسع وتُعمم على الفلاحين، مع ضرورة التوعية بها. وبالفعل، هناك إقبال عليها بسبب جودتها وأهميتها، ومن المتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في تحسين وضعية إنتاج زيت الزيتون، مما سيحقق الاكتفاء الذاتي دون أي نقص، بل وبكميات كبيرة جداً."