وناقش المشاركون، في الندوة الثانية في إطار الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي والدورة السابعة والثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، الآفاق الجديدة المفتوحة أمام القارة الإفريقية، بالنظر إلى التغيرات الدولية الراهنة، لاسيما تلك المرتبطة بتراجع الغرب وبداية نهضة القارة الإفريقية.
وقال الأمين العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن هذه الندوة، التي تحمل عنوان "إفريقيا والغرب: الموروث والمأمول"، تعالج مختلف أوجه التنمية بإفريقيا، وأيضا التحديات والرهانات التي تعترض القارة، بالنظر إلى جوارها وماضيها الاستعماري وروابطها التاريخية والاقتصادية والسياسية التي ما تزال قائمة.
وتابع بأن هذه الروابط غالبا ما تكون أقرب إلى الوصاية، بل في بعض الأحيان التحكم من قبل الغرب، بينما التحولات الجديدة في النظام العالمي تصب في نهضة القارة، وترسم معالم رؤية تحث على إعادة تعريف الشراكة مع الغرب، لاسيما مع القارة الأوروبية.
من جهته، أشار رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة، إدريس الكراوي، إلى أن الإشكالية التي تعالجها هذه الندوة هي في الآن نفسه تتعلق بقضية راهنة وجيواستراتيجية مهمة، تتمثل في مكانة الغرب وإفريقيا في هذا العالم الجديد.
وقال "لقد لاحظنا تراجعا حقيقيا للغرب في إطار العلاقات الدولية، في وقت نشهد استيقاظ إفريقيا وزيادة الوعي بأهمية القارة، منوها بأن "العالم يعيش زمنا يستنفذ فيه الغرب قوته، وفشلا حقيقيا للنمو، مع آفاق لا يمكن التكهن بها، في وقت يمكن لإفريقيا أن تتباهى بامتلاكها موارد طبيعية هائلة وتراثا لا ماديا مهما".
في هذا السياق، شدّد الكراوي على ضرورة إعادة التفكير في مكانة إفريقيا على ضوء هذه التحولات، بهدف بناء نماذج نمو جديدة، تتماشى وتطلعات الشعوب الإفريقية وانتظاراتها، مشيرا إلى أنه يتعين على القارة أن تكون متحدة ومتضامنة.
من جهته، قال نائب رئيس الجمعية الوطنية بالسنغال ووزير خارجيتها الأسبق، الشيخ تيديان غاديو، إن "الغرب طالما نهج أحادية قطبية ذات ادعاء عالمي، من خلال اتخاذ قرارات يطبعها قوة الواقع، معتبرا أن "الغرب، وخاصة أوروبا، فقد قوته".
وأضاف بأن "إفريقيا عانت من الخضوع والقبول بالنماذج الغربية كما هي"، داعيا إلى وضع نماذج جديدة داخلية تتوافق مع الواقع الإفريقي وتطلعاته.
وتناقش الندوات المبرمجة ضمن موسم أصيلة الثقافي الدولي وجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة قضايا حيوية آنية من قبيل موضوع "الصحراء الكبرى: من الحاجز إلى المحور" وموضوع "أوروبا: بين نوازع القوة والخروج من التاريخ" (14- 15 أكتوبر) وموضوع "العرب اليوم وأعباء الفراغ الإستراتيجي"(17-18 اكتوبر).
كما ستنظم مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ندوتين. الأولى حول موضوع "التفكك الجيوسياسي والمناخ والهجرة والأمن الغذائي: الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا" (16 أكتوبر)، والثانية حول موضوع " التحولات الطاقية: التحديات والآفاق بالنسبة لإفريقيا والدول العربية وأوروبا" (25 اكتوبر).
ويشارك في فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي والدورة السابعة والثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، أزيد من 300 شخصية ومتحدث رفيع المستوى، إلى جانب برنامج ثقافي وفني غني.