موسم أصيلة.. مسؤولة بدولة مالي تضع يدها على جرح "الأمن الغذائي في إفريقيا"

محمد فرنان

خصّصت جامعة المعتمد إبن عباد المفتوحة الدورة 36، الذي يعد جزء من أنشطة موسم أصيلة الثقافي، مساء يومه الأربعاء 19 أكتوبر 2022، الندوة الثانية، لمدارسة موضوع "الأمن الغذائي في إفريقيا في حقبة الحرب بأوكرانيا - التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية".

الإرادة السياسية 

وقالت راكي ديارة تالا Raky DIARRA Talla، وزيرة العمل والوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة والعلاقات مع المؤسسات بجمهورية مالي، ونائبة رئيس برلمان دولة مالي، إن "مشكلة هذا الموضوع كلها تعود إلى الإرادة السياسية، مما يجعلنا نطرح سؤال، هل هناك إرادة سياسية لدى الدول؟ لأن بها يمكن رسم السياسة الزراعية وتحديد الاختيارات الإستراتيجية بخصوص الزراعة".

وشدّدت في مداخلة لها في الندوة المذكورة التي عُقدت بالمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، على أن "الإرادة السياسية هي المنطلق والباقي كلها تفرعات، إما تدريب أو إعادة تحويل، أو الاستجابة السريعة أو الصمود، والتربة في افريقيا خصبة، وهذا ما نعرفه جميعا".

النزاعات والأمن الغذائي

وأضافت المتحدثة ذاتها،  إنه "حين نتحدث عن الأمن، فله عدة أوجه، إما الغذائي أو العسكري أو غيرهما، وهناك ارتباط بينهم، وكلما تصاعدت النزاعات والممارسات الإرهابية، فذلك يؤثر سلبا على الأمن الغذائي، ولا يمكننا النظر في موضوع الزراعة منفصل على المجالات الأخرى".

وأكدت المسؤولة بمالي أن "هناك برامج حكومية، لكن البنى التحتية لا تزال غير موجودة، ونقصد بذلك عملية التحويل والنقل، صحيح أن الدول الأفريقية حاولت إقامة تعاون اقليمي أو جنوب جنوب، لكن النوايا الحسنة مع مضي الزمان تأثرت بالقضايا والمشاكل".

استعمال الجوع كسلاح

في نفس السياق، أوضح أحمد أوحنيني الخبير الاقتصادي لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بأنه "لا بد من التعامل مع جميع مكونات النشاط الزراعي، ويجب أن يكون هناك طرح شامل، لا يكفي رفع مستوى الإنتاجية فقط".

وأبرز المتحدث ذاته، أن "الجانب السياسي يجب أن يكون حاضرا في تحليلنا، كما أنه يتم استعمال الجوع كسلاح، هذا ما نلاحظه في بعض البلدان الفقيرة، إذن هذا الجانب لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى".

شبح المجاعة

وجاء في ورقة الندوة التي عُقدت بتعاون مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن "الحرب في أوكرانيا أدت إلى قلب التوازنات السوسيو-سياسية والماكرو-اقتصادية في العالم برمته، ووضعت الأمن الغذائي والطاقي لعدة بلدان في المحك وبشكل متفاوت، فمنذ اندلاع هذا النزاع، حدثت صدمة ‎على مستوى العرض، مما أسهم في اتساع رقعة انتشار شبح المجاعة، وزاد من الطلب على المساعدة الغذائية الخارجية".

وأشار المصدر ذاته، إلى أن "الأنظمة الزراعية في العديد من البلدان الإفريقية تواجه تحديات موروثة ‎عن الماضي، ناهيك عن النمو الديموغرافي والجفاف وآثار تغير المناخ التي أضحت ملحوظة أكثر فأكثر، في الواقع، يكشف هذا النزاع، ويجسد في الوقت ذاته، مشاكل متصلة بالأمن الغذائي أقدم وذات طبيعة أكثر بنيوية بالنسبة للاقتصادات الإفريقية".