مونديال 2018.. الكرات الثابتة هي المفتاح

وكالات

طبعت الأهداف من الركلات الثابتة العديد من مباريات كأس العالم في كرة القدم 2018، وساهمت في الكثير من الأهداف لاسيما عبر ركلات جزاء احتسبت بفضل تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم ("في ايه آر") أو ركلات حرة مباشرة.

نحو نصف الأهداف في المباريات التي أجريت في مونديال روسيا حتى الآن، أتت من كرات ثابتة: ضربات جزاء، ركلات حرة أو ركنية. العديد منها أتى أيضا بعد الاحتكام الى تقنية الفيديو التي تستخدم للمرة الأولى في هذه البطولة، ما دفع البعض على مواقع التواصل الى القول بسخرية ان هذه التقنية ستوفر "تمريرات حاسمة" في كأس العالم أكثر من اللاعبين الموهوبين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي.

قال مدرب المنتخب السنغالي أليو سيسيه "ندرك أن الاساليب الدفاعية باتت قاسية جدا، لذا الكرات الثابتة ستكون حاسمة خلال مباريات المجموعات".
لا شك ان الأرقام تؤكد ذلك.
بعد فوز السويد على كوريا الجنوبية (1-صفر) الاثنين اثر ركلة جزاء حصل عليها الفريق الفائز بفضل تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم، أكدت شركة الاحصاءات الرياضية "أوبتا" أن 53,8 بالمئة من الاهداف الـ 26 التي سجلت حتى ذلك التاريخ جاءت من كرات ثابتة.
في اليومين التاليين، لم يتوقف هذا النسق: رأسية رونالدو في مرمى المغرب بعد ركلة ركنية (1-صفر)، ركلة جزاء للمصري محمد صلاح في مرمى روسيا (1-3)، هدف الأوروغواياني لويس سواريز في مرمى السعودية (1-صفر)...
وبحسب المدير التقني لفريق شانغهاي سيبغ الصيني مادس دافيدسن، فهذه النسبة هي "أعلى بكثير من البطولات السابقة".
يضيف "في كأس أوروبا 2016، تم تسجيل نسبة 30 بالمئة من الاهداف من كرات ثابتة، وفي مونديال 2014، قاربت النسبة 38 بالمئة".
يتابع "ستحصل البطولات دائما على معدلات تسجيل من كرات ثابتة أكثر من الدوريات المحلية لأنه من +الاسهل+ التحضير والتدرب على هذه الكرات، كما أن المنتخبات الوطنية لا تملك الوقت للمزيد من الحصص التمرينية خلال العام، لذا من الصعب العمل على تفاصيل أسلوب اللعب".
لكن، وبحسب دافيدسن، "لا شك ان تقنية +في ايه آر+ تؤثر أيضا".
ووفقا لدافيدسن فقد تم احتساب 14 ركلة جزاء خلال مونديال البرازيل 2014، بدون احتساب الركلات الترجيحية. وفي روسيا تم احتساب 11 ركلة جزاء حتى الآن، على الرغم ان المونديال لا يزال عمليا في بدايته.
الأكيد ان تقنية المساعدة بالفيديو ساهمت في زيادة عدد ركلات الجزاء، اذ ان الحالات التي كانت تمر سابقا من دون ان يلاحظها الحكام، بات في الامكان العودة إليها واحتسابها.
غير ركلات الجزاء، شهد مونديال روسيا تسجيل ركلات حرة استعراضية، أبرزها ثلاث: تسديدة البرتغالي رونالدو في مرمى اسبانيا التي منحته الـ "هاتريك" ومنحت فريقه التعادل 3-3 قبل دقيقتين من النهاية، تسديدة الصربي ألكسندر كولاروف التي منحت منتخب بلاده الفوز على كوستاريكا 1-صفر، وركلة الروسي ألكسندر غولوفين ضد السعودية (5-صفر).
شكا حراس المرمى سابقا من كرات المونديال التي تغير من مسارها بشكل غير متوقع، ما يجعل صدها أو التقاطها أشبه بكابوس، لاسيما في مواجهة لاعبين مثل رونالدو يتقنون التسديد بطريقة خادعة.
وبينما كان من المتوقع ان تكون كرة المونديال الحالي "تلستار 18" التي صممتها شركة "أديداس" الألمانية للتجهيزات الرياضية، أكثر ثباتا في الهواء. الا ان الواقع خالف التوقعات ولاقى انتقادات الحراس.
الروسي إيغور أكينفييف يعتقد ان الكرة هي السبب الرئيسي لدخول تسديدة البرازيلي فيليبي كوتينيو القوسية في مرمى سويسرا، أو الركلة الحرة التي نفذها رونالدو أو حتى ركلة كولاروف. وقال أكينفييف "ثمة الكثير من الانتقادات بحق هذه الكرة ولكن لا يمكننا تبديل ذلك الآن".
أضاف "كحراس مرمى علينا الابقاء على الكرة وجعلها تلتصق بيدينا".