الوزير الأول المالي في المغرب.. هل تكسب المملكة رهان الحد من نفوذ الجزائر في باماكو؟

الوزير الأول المالي رفقة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني
سامي جولال

وصل سُومِييْلُو بُوبِييْ مِيغَا، الوزير الأول المالي، يوم أمس (الخميس) إلى المغرب، من أجل القيام بزيارة صداقة وعمل ستدوم لمدة يومين. وسَتُوَقَّعُ، خلال هذه الزيارة، اتفاقيات مختلفة. كما سيلتقي، في إطارها، بوبيي ميغا بسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية.

''هذه الاتفاقيات ستهم النقل، واللوجستيك، والبنى التحتية، إلى جانب التنمية المائية الزراعية، والتكوين المهني، والتنمية المستدامة''، حسب ما أعلنت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء. كما ستكون محاربة الإرهاب، والتغير المناخي، أيضاً، في قلب المحادثات بين المسؤولين المغاربة والماليين خلال هذه الزيارة.

الزيارة، التي تبدو رفيعة المستوى وسِرِّيَّةً، تلعب دورا محددا ومهما جدا، يتجلى في إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية-المالية. وقام بوبيي ميغا، الذي عُيِّنَ في منصبه في نهاية دجنبر المنصرم، بأول زيارة له باعتباره رئيسا للحكومة المالية إلى الجزائر. وَتُحَاوِلُ مالي أن تحقق التوازن على مستوى عَلاَقَتَيْهَا مع المغرب والجزائر، ولكن هذه المسألة تكون صعبة، أحيانا، بالنسبة لمالي.

شمال مالي في قلب المفاوضات.

قبل سنة من الآن، ألغى الملك محمد السادس زيارته، التي كانت مقررة في 22 فبراير، إلى باماكو في الدقيقة الأخيرة، وذلك بسبب تعاطُفٍ مع الجزائر من طرف محيط الرئيس إبراهيم بوباكار كايتا. وفي الرباط كانت هناك وَشْوَشَاتٌ في الوقت الذي كُنَّا ننتظر فيه أن تسحب باماكو كل شكل من أشكال الاعتراف بجبهة البوليساريو.

اليوم، موسى أك الطاهر، الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير أَزْوَادْ، لا يزال يقيم جزئيا في المغرب. هذا الأخير دُعْيَ أيضا إلى عشاء سيضم ممثلين عن المغرب ومالي، وهو أمر يدل على أن سؤال شمال مالي سيكون، كذلك، على طاولة النقاش خلال هذه الزيارة.

ويتعلق الأمر، بشكل خاص، بعملية السلام، بحيث يَعْرِفُ هذا المجال في مالي تنافسا محتدما بين الجانبين المغربي والجزائري. أك الطاهر يُذَكِّرُ: '' تعد مالي منذ زمن طويل مكان تطور بالنسبة للجزائر، ولكن في شتنبر 2013 دخل المغرب على مستوى هذا الملف من الباب الأكبر، من خلال تدخل الملك محمد السادس''.