هذا ما سمعه المبعوث الأممي كولر من حمدي ولد الرشيد في العيون

تيل كيل عربي

رجل الصحراء القوي والقيادي في حزب الاستقلال ورئيس المجلس البلدي لمدينة العيون حمدي ولد الرشيد كان أول مستقبلي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، عند وصوله إلى مدينة العيون، حيث تم عقد لقاء كبير بمقر الجماعة، بحضور رئيس الجهة حمدي ولد الرشيد (يجب التمييز بين رئيس الجماعة "حمدي الكبير" ورئيس الجهة) ومجموعة من المنتخبين في البرلمان وعلى المستوى الجهوي والمحلي.

وقبل دعوة كولر إلى حفل عشاء، تم في اللقاء تقديم عرض مفصل حول التنمية والتطور الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة وكذا الميزانيات والمبالغ الضخمة المرصودة من المملكة للنهوض بمختلف القطاعات بالجهة، والرامية إلى تنزيل النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الموقع عليه أمام أنظار الملك محمد السادس.

وقد دعا رئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد المبعوث الأممي لبحث السبل الممكنة والحلول الأنجع لحل هذا النزاع المفتعل والدي يعيق وحدة الشعوب والدول المغاربية، كما أسهم في تعطيل التنمية وفتح أبواب المنطقة لمخاطر الإرهاب الممتد بدول الساحل والصحراء.

وأشار ولد الرشيد إلى أنه يتمنى النجاح والتوفيق لكولر، في "ما فشل فيه المبعوثون الأمميون السابقون الذين أخفقوا في إنهاء هذا المشكل المفتعل"، وأشار أن "ساكنة مخيمات تندوف على التراب الجزائري ممن التقاهم قبل يومين، هم إخوة وأبناء عمومة والتي فرقتهم التدخلات الإقليمية من دول الجوار، الهادفين إلى تأبيد النزاع وإطالة أمده على حساب الصحراويين"، في إشارة مباشرة وواضحة للدور الجزائري في تكريس النزاع القائم.

وقدم ولد الرشيد أمام المبعوث الأممي كرونولوجيا تاريخية لبروز النزاع، وبيّن أن جبهة البوليساريو لم تكن لها في أي مرحلة من مراحل النزاع أي شرعية لتمثيل الساكنة، فـ"حزب البونس (الذي كان يرأسه أخوه خليهن ولد الرشيد الرئيس الحالي للمجلس الملكي للشؤون الصحراوية) والجمعية الصحراوية هما اللذين كانا يمثلان الصحراويين في الحقبة الاستعمارية قبل استرجاع الصحراء للوطن الأم، وزعيم حزب البونس ورئيس الجمعية وأعضاؤهما قدموا البيعة والولاء لجلالة الملك والأسرة العلوية الشريفة، وهي ذات البيعة التي جددها الأبناء والأجيال اللاحقة"، على حد تعبيره.

وختم ولد الرشيد مداخلته برفضه باسمه الشخصي ونيابة عن كافة المنتخبين "تمثيلية البوليساريو وحديثها بلسان الصحراويين"، مشيرا إلى أن "الممثل الشرعي والتاريخي للساكنة هم المنتخبون، الذين وشحتهم بثقتها في انتخابات شفافة وديمقراطية نوهت دول العالم برمتها بشرعيتها، وهم مجمعون على أن لا حل للنزاع إلا من خلال المبادرة الملكية المتقدمة والرائدة الهادف لتمتيع الساكنة بحكم ذاتي موسع تدبر من خلاله شأنها العام وتسهم في تنمية المنطقة والنهوض بها على مختلف المستويات تحت السيادة المغربية"، على حد تعبيره.