هل أضحت الإصابة بـ"كورونا" مرضا عاديا في المغرب؟

أحمد مدياني

شهادات كثيرة لمغاربة من مدن مختلفة، تنقل تغيرا جدريا في التعامل مع المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، وذلك منذ اعتماد بروتوكول العلاج المنزلي.

وتقول هذه الشهادات التي توصل به "تيلكيل عربي" على مدار الأيام الماضية، إن "عددا من المصابين بمرض (كوفيد-19)، أو المشتبه بإصابتهم، أصبحوا يتنقلون بمفردهم إلى المراكز الاستشفائية من أجل إجراء التحليلات، وإن تأكدت إصابتهم، عكس ما كان معمولا به في بداية ظهور المرض بالمغرب، من تدابير احترازية مشددة، تبدأ من نقلهم على متن سيارات الإسعاف، وتستمر إلى حين شفائهم من الفيروس".

كما أن جميع المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، يعودون إلى منازلهم مباشرة أو يوجهون بالبقاء فيها بعد تأكد إصابتهم، ويتابعون العلاج داخلها، بأدوية متوفرة في الصيدليات، مع تسجيل خصاص كبير، دائما حسب الشهادات التي توصل به "تيلكيل عربي"، في الحصول على "فيتامين C".

هذا التغيير في التعامل مع مرض "كوفيد-19"، فسرته مصادر من داخل اللجنة والتقنية والعلمية المكلفة بتدبير جائحة فيروس "كورونا" المستجد بالمغرب، بأنه "كان مطورحاً في الأول".

وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ"تيلكيل عربي" أنه "كانت هناك توصية مع توالي ارتفاع عدد الإصابات بـ(كوفيد-19) إلى التعامل معه كمرض مثل جميع الأمراض، وعدم اعتماد بروتكول التكفل بالمرضى كما كان معمولا به في الأشهر الأولى من ظهور الفيروس في المغرب".

وتابعت المصادر ذاتها، أنه "إلى حدود اليوم ورغم ارتفاع عدد الإصابات الوضعية فعلاً متحكم فيه، باستثناء بعض البؤر التي ظهرت من حين إلى آخر وتمت محاصرتها، بالإضافة إلى الحالات التي تتأزم حالتها الصحية بسبب مرض مزمن أو تقدم في السن. جل المصابين لا تظهر عليهم أعراض، والاستمرار في ادخالهم للمستشفيات من أجل علاجهم شكل ضغطاً على الأخيرة، وفرض لطيلة أشهر حجراً على مجموعة من المراكز الاستشفائية، ما حرم المصابين بأمراض أخرى من مواصلة العلاج".

وشددت مصادر "تيلكيل عربي" على أن "العلاج المنزلي اعتمد منذ الشهور الأولى لظهور الفيروس في دول مثل ألمانيا وبريطانيا والدول السكندنافية، وكانت تجاربهم ناجحة في هذا الجانب، طبعا مع ضرورة أن يعي المصاب بضرورة التقيد بالاحترازات المعمول بها لكي لا ينقل العدوى إلى محيطه".

وكشفت مصادر "تيلكيل عربي" من اللجنة التقنية والعلمية، على أنه "كان هناك نقاش داخل اللجنة، بعد قرابة ثلاثة أشهر من ظهور الفيروس في المغرب، للتعامل معه كمرض مثل باق الأمراض، واشراك القطاع الصحي الخاص في علاجه".

لكن لماذا لم يتم العمل بهذه التوصية؟ الجواب دائما على لسان مصادر "تيلكيل عربي"، وجاء فيها: "في البداية من عارض هذا التوجه معهم حق أيضاً، لأننا كنا نجهل الشيء الكثير على الفيروس، ولم تكن نتائج التجارب السريرية على المصابين والمتعافين من المرض، بنفس الكم والمحتوى المتوفر اليوم، سواء التي أنجزت داخل المغرب أو التي أنجزت خارجه".