كان من المفترض أن تبث إذاعة "إم إف إم" المغربية اليوم، مناظرة بين الشيخ السلفي حماد القباج وبين الكاتب رشيد أيلال، مؤلف كتاب "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة".. لكن الإذاعة أجلت المناظرة لأجل غير مسمى، بسبب تدخل المجلس العلمي الأعلى.
هذا الكتاب الصادر قبل أيام أحدث ضجة بسبب بحثه حول حقيقة من ألف "صحيح البخاري"، محاولا دحض "المرجع الثاني" بعد القرآن لدى المسلمين، بالاعتماد على المخطوطات. وسبق لحماد القباج أن كتب على الفايسبوك أنه يسعد بالمناظرة التي ستجرى اليوم على الساعة الرابعة مساء، وأنه مستعد لها، قبل أن يكتب اليوم أن "المجلس العلمي الأعلى يطلب تأجيل اللقاء الإذاعي"، معلالا الأمر، حسب تدوينة القباج أنه "رغبة المجلس في إيفاد ممثل عنه لكونه طرفا في الموضوع".
وبخصوص قرار "المنع" من عدمه، قال رشيد أيلال مؤلف الكتاب أنه فوجئ بقرار التأجيل، وأعرب عن رغبته في احترام قرار الإذاعة وطلب المجلس العلمي الأعلى. الكاتب في حديثه إلى "تيلكيل عربي" قال أن المجلس اعتبر نفسه وصيا على الشأن الديني، ولهذا طلب أن يكون طرفا في المناظرة. وأضاف صاحب الكثير المثير للجدل أنه سيبعث نسخة من كتابه إلى المجلس العلمي الأعلى، لكي يكون طرفا مشاركا "على بينة"، متمنيا تعيين شخص مناسب؛ "خبير في المخطوطات وليس فقيها شرعيا".
حماد القباج أبدى فرحته بقرار تدخل وزارة الأوقاف، ممثلة في المجلس العلمي الأعلى، وكتب في تدوينته أن هذا الموقف "يؤكد حرص الدولة على أداء واجبها في تعريف الأمة بهذه المعلمة العظمى؛ "الجامع صحيح للإمام البخاري" رحمه الله تعالى، والتي لم يزل ملوك الدولة العلوية الشريفة يولونه أهمية بالغة". الشيخ السلفي أكد في حديثه لموقع "تيلكيل عربي" أن قرار التأجيل جاء بناء على طلب المجلس العلمي "لتجهيز من يقوم بهذه المهمة، التي تدخل ضمن اهتمامات المجلس الحريص على الشؤون الدينية بالمغرب".
الإذاعة من جهتها وضحت أن المجلس العلمي الأعلى ليس له الحق في أن يمنع برنامجا إذاعيا تؤطره قوانين "الهاكا". وبهذا الصدد قال هشام المغاري مدير محطة إذاعة "إم إف إم" بجهة مراكش، في حديثه لموقع "تيلكيل عربي" أن الأمر لا يعدو كونه "طلب مشاركة من طرف مؤسسة علمية ورسمية، ترعى الشؤون الدينية بالمغرب، ولها الحق في المشاركة وفي منحها مزيدا من الوقت"، مضيفا أن الإذاعة ستنظر في موعد بث المناظرة قريبا "إذا لم يتم تعيين من يمثل المجلس العلمي في البرنامج".