هل يحق للرجال التحرش بالنساء؟ 100 من النساء الشهيرات لايعارضن

امحمد خيي

النساء لسن على مسافة واحدة من قضية "التحرش الجنسي" في العالم، إذ بعد أسابيع من تفجر فضيحة تحرش هارفي واينستين، المنتج السينمائي الأمريكي بنساء مشهورات، وانطلاق حملة دولية ضد الظاهرة، فاجأت 100 امرأة، تتقدمهن النجمة الفرنسية كاترين دونوف، العالم، اليوم (الثلاثاء)، بنشر عريضة في جريدة "لوموند" الفرنسية، يدافعن فيها عن حق الرجال في "مضايقة" النساء.

عريضة الـ100 امرأة، التي وقعتها علاوة على كاترين دونوف، الحاصلة مرتين على جائزة "سيزار" لأحسن ممثلة، إنكريد كافين، المغنية والممثلة الألمانية، وجويل لوسفيلد، الناشرة الفرنسية، بريجيت لاهايي، المذيعة والممثلة المشهورة، وكاترين روب كريي، الأديبة والممثلة، اعتبرت أن "حرية المضايقة ضرورية من أجل الحرية الجنسية".

وسبحت النجمات في عريضتهن ضد التيار فقلن: "إننا اليوم واعيات بأن الغريزة الجنسية بطبيعتها عنيفة ومتوحشة، ولكننا أيضا واعيات بشكل كاف أنه لا يجب الخلط بين التغزل المضايق وبين الاعتداء الجنسي".

"الاغتصاب جريمة، ولكن التغزل الإصراري أو المضايق ليس جريمة، كما أن الكياسة والتودد إلى النساء (galanterie) ليسا عدوانا ذكوريا"، تؤكد المقالة الجماعية التي نشرتها "لوموند" لفائدة الممثلات والصحافيات والأديبات اللواتي وقعن عليها، منددات بـ"التزمت" الذي انتشر مع تفجر قضية المنتج الأمريكي هارفي واينستين، وبما اعتبرناه "نوعا من الحركة النسوية (الفيمينيزم)، الذي كان دائما، يأخذ وجها كارها للرجال وللجنس".

وقالت الـ100 امرأة في مقالتهن: "بعد قضية هيرفي وينستين كان هناك نوع من الوعي واتخاذ المواقف الشرعي ضد الاعتداءات الجنسية الممارسة على النساء، حتى في المجال المهني، وضد شطط بعض الرجال في استغلال سلطتهم. لقد كان ذلك ضروريا"، ولكن، تقول الموقعات، "تحولت حرية التعبير المشار إليها إلى عكس ما جاءت من أجله".

ذلك أنه، توضح الغاضبات، "باتوا يأمروننا بالحديث في ما يرونه صائبا، والصمت عما يغضب، واللواتي يرفضن الخضوع لتلك الأوامر، يتم النظر إليهن كغدارات ومتواطئات، في حين أن ما يجري هو تزمت حقيقي، يختفي وراء الدفاع عن الصالح العام، واعتمادا على مبررات تدعي حماية المرأة وتحريرها، من أجل تأبيد المرأة في وضع الضحية، والإبقاء عليها مجرد أشياء حقيرة تحت هيمنة المجتمع الذكوري، كما كان الشأن في زمن الشعوذة".

في المقالة الجماعية ذاتها، تبرأت النساء الـ100 من حركة "هاشتاغ" #أنا-أيضا، التي أسفرت، في نظرهن "عن حملة افتراءات في الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي، توجه اتهامات لأفراد، دون احترام قرينة براءتهم ومنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم، ووضعهم في مقام ممارسي الاعتداءات الجنسية".

وبالنسبة إلى كاتبات المقالة ذاتها، "كثير من الرجال تمت معاقبتهم في مهنهم، ودفعهم إلى تقديم الاستقالة، في حين أنهم لم يقوموا سوى بمحاولة لمس ركبة، ومحاولة سرقة قبلة، أو الحديث عن أمور حميمية خلال عشاء مهني، أو بعث رسالة نصية قصيرة إلى امرأة انجذبوا إليها دون أن يكون الإعجاب متبادلا".