بعد أشهر من القلق والترقب، هطلت أمطار غزيرة على مختلف أنحاء المغرب، منعشة آمال إنقاذ الموسم الفلاحي من براثن الجفاف.
في هذا الصدد، قال رياض وحتيتا، الخبير الفلاحي والزراعي، اليوم السبت، إن "الموسم الفلاحي على وشك الإنتهاء، وبقيت منه شهرين، بالنسبة للحبوب من كانت جاهزة فهي جاهزة، وبنك المغرب قدر أن نسبة الإنتاج من القمح هذه السنة ستتراجع بنسة 50 في المائة".
وأضاف الخبير في تصريح لـ"تيلكيل عربي": "قديما كنا نقول إذا (صيفت دكالة راه صيف المغرب)، وذلك لأنهم هم الأوائل من يزرعون ويحصدون. ولكن بسبب التغيرات المناخية، انقلبت هذه القاعدة، وأصبحت منطقة الشمال والغرب هي من تشهد التساقطات المطرية".
وتابع: "هنا تكمن المفارقة، فبينما تتمتع منطقة دكالة وعبدة والرحامنة (الجنوب) بتربة جيدة وخصبة، إلا أنها لم تشهد تساقطات مطرية بكميات كافية، مقارنة بأراضي الشمال".
وأوضح المتحدث ذاته، أن "الوقع الإيجابي لهذه التساقطات الحالية سيكون على الغطاء النباتي، خاصة من خلال توفير الكلأ للماشية. كما ستساعد هذه الأمطار في تجنيب المغرب الدخول في المرحلة الثالثة من الجفاف، وهي المرحلة الأخطر التي تعرف باسم جفاف التربة".
ولفت الخبير الإنتباه إلى أن "المغرب على مدى سنوات مر من الجفاف المائي، النوع الأول، المتعلق بشح الأمطار، ثم المرحلة الثانية هو الجفاف الهيدرولوجي المرتبط بالفرشة المائية والسدود، والنوع الثالث من الجفاف، وهو الأخطر المتعلق بجفاف التربة، وإذا فقدت التربة خصائصها تصبح غير قادرة على الإنتاج بسبب ضعف جودتها".
وشدد على أن "تأخر التساقطات الأولى في شهري شتنبر ودجنبر الماضيين كان جيدا بالنسبة للمناطق الغرب والشمال، لأنها الفترة التي يتم فيها الزراعة، أما بالنسبة لدكالة وعبدة والرحامنة وباقي المناطق الجنوبية بشكل عام لم يكن جيدا".
وذكر المتحدث ذاته، أن "تأخر التساقطات كان في مرحلة حساسة من عمر البذرة، وهو مرحلة الإنبات، وإذا مرت في ظروف مناخية جيدة، يكون الإنتاج جيدا، ولكن إذا مر الإنبات في ظروف صعبة، خاصة مع موجة الصقيع التي شهدتها المغرب خلال شهري يناير وفبراير والتي لم يشهدها المغرب منذ ثلاث سنوات، فإن ذلك سيؤثر حتما على إنتاج الخضر والفواكه، وسيعيق نمو البذرة بالشكل المطلوب، وهذه كلها عوامل ستؤثر على الموسم الفلاحي الحالي، وخاصة في إنتاج الحبوب، أما بالنسبة للعلف والزراعات العلفية، فإنها في حالة جيدة".
وأشار إلى أن "الزرعات الربيعية على رأسها الذرة والطماطم استفادت من هذه التساقطات الحالية كما أنها تقلل من الحاجة إلى الفرشة المائية".