أثارت قضية الناشط الإيغوري إدريس آيشان، الذي يحمل الجنسية الصينية، الكثير من الجدل داخل المغرب وخارجه، خاصة بعدما قضت محكمة النقض بتفعيل مسطرة تسليمه للسلطات في الصين، وذلك عقب توقيفه بمطار محمد الخامس على خلفية مذكرة بحث دولية صادرة بحقه من طرف "أنتربول".
وراج حديث عن أن السلطات الصينية، "تدخلت للضغط على المغرب من أجل اتمام مسطرة تسليم إدريس آيشان"، هذا الأمر نفته مصادر دبلوماسية رفيعة، وقدمت في حديثها لـ"تيلكيل عربي" مجموعة من التوضيحات.
وقالت المصادر الدبلوماسية الموثوقة، للموقع، إن "السلطات الصينية لم تتدخل بشكل مطلق في الملف، ولم تتصل بأي مسؤول في الدولة المغربية قصد الضغط لاتمام مسطرة تسليم إدريس آيشان".
وتابعت: "علمت الدولة الصينية عبر سفارتها بالمغرب، خبر توقيف إدريس آيشان بعدما تم ذلك بمطار محمد الخامس، ولم تتواصل مع السلطات المغربية بهذا الشأن من قبل، كما لم تتدخل طيلة مسار الملف".
وشددت مصادر "تيلكيل عربي" على أن "السلطات الصينية تحترم سيادة المغرب. المملكة حليف للصين على مجموعة من المستويات، وعلى هذا الأساس اعتبرت أن قضية إدريس آيشان ملف قضائي وليس سياسي، وتم احترام استقلالية السلطة القضائية في المغرب، وكيف ما كان قرار الأخير بخصوص اتمام مسطرة التسليم، سوف تبقى نظرة الصين للملف من زاوية قضائية".
في سياق متصل، عبّرت ماري لولور، المُقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان، نهاية الأسبوع المنصرم، عن "امتنانها للمغرب لأنه لم يسلم الناشط الإيغوري إدريس آيشان إلى الصين".
وحول عدم خروج الصين عبر سفارتها في المغرب أو مسؤوليها في الخارجية، لتوضيح موقفها رسميا من الملف، جدد مصدر "تيلكيل عربي" التأكيد على أن "أي خروج رسمي كان سيعتبر ضغطاً على السلطة قضائية كما تم الإشارة له سابقاً، بالنسبة للصين القضاء المغربي قال كلمته وفق ما توفر له من معطيات".
ودعت لولور في تدوينة لها على منصة "تويتر" إلى "عدم ترحيل إدريس آيشان حيث يمكن أن يواجه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب".
ويشار إلى أن رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش، نادت في رسالة موجهة لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى "عدم تسليم إدريس آيشان إلى سلطات بلاده، تنفيذا لالتزاماتنا باتفاقية مناهضة التعذيب".
وتأتي هذه الدعوة بعدما وافقت محكمة النقض، على تسليم الصيني يديريسي إيشان يبلغ من العمر 34 عاما، من أقلية الإيغور المسلمة، الذي اعتقل في 19 يوليوز المنصرم، بعد وصوله إلى مطار الدار البيضاء قادما من تركيا.
وأكدت المنظمة في بيان سابق، أنها "تتابع بقلق شديد قضية الأويغوري باديرسي إيشان، الذي اعتقلته السلطات المغربية بتاريخ 19 يوليوز 2019 بمطار محمد الخامس، والذي تطالب الصين بترحيله".
وأبرز المصدر ذاته، أن المنظمة "زارت المعني بالأمر في سجن تيفلت 2 بتاريخ فاتح دجنبر 2021، ومناشدة نفس الفريق أثناء المداولة 06 دجنبر 2021، ومناشدة جديدة بعد صدور الحكم بالترحيل لنفس الفريق يوم 16 دجنبر 2021".