من المنتظر أن يعقد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين، حوارا قطاعيا "متأخرا" مع النقابات التعليمية الأربع، تتم فيه مناقشة النقاط الخلافية بخصوص النظام الأساسي الجديد، بغرض احتواء أزمة التعليم، في ظل "الاحتقان غير المسبوق"، نتيجة الإضرابات الطويلة والمتكررة، والاحتجاجات المكثفة.
ويأتي هذا الحوار بعد تصعيد جديد من لجنة التنسيق الوطني لقطاع التعليم (22 هيئة تعليمية)، والتي أعلنت عن خوض إضراب وطني الأسبوع الجاري لمدة أربعة أيام.
وحسب التنسيق، تقرر الإضراب عن العمل أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس (27 و28 و29 و30 نونبر 2023)، بعدما كان الإضراب لمدة 3 أيام فقط، في الأسابيع الخمسة الماضية.
وسبق اعتبر أخنوش في وقت سابق، أن "الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الإصلاح، وإيجاد الحلول الناجعة، ومعالجة المشاكل المطروحة"، إلا أن ما نراه بالشارع المغربي، الآن، خصوصا في ظل التصعيد الجديد، يقول العكس!
وأعلن رئيس الحكومة، يوم 13 نونبر الجاري، بالرباط، في كلمة خلال اجتماع للأغلبية الحكومية، بحضور فرقها بالمجلسين، أنه سيتم تشكيل لجنة وزارية من أجل معالجة الإشكاليات المرتبطة بالنظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية؛ حيث ستتكون من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع.
وأوضح أخنوش أنه سيترأس، بصفته رئيسا للحكومة، الاجتماع الأول لهذه اللجنة، وسيسهر على التتبع وإيجاد الحلول، مشددا على ضرورة عودة الأساتذة للأقسام للقيام بمهامهم.
كما أكد أن باب الحوار "مفتوح دائما"، وأن الحكومة مستعدة لتجويد بعض مقتضيات النظام الأساسي، على "أساس أن جوهر أي تجويد هو جودة التعليم"، لافتا إلى أن "تحقيق أهداف الدولة الاجتماعية يمر، أساسا، عبر تحقيق إنجازات ملموسة تقطع مع الهدر المدرسي والضعف المهول في التعلمات".
ودافع أخنوش عن بنموسى بقوله إنه قام بـ"عمل جبار، من خلال مشاورات وطنية" همت ما يقارب 21 ألف أستاذ وأستاذة، وأكثر من 33 ألف تلميذ، وأزيد من 20 ألف أسرة، من أجل وضع خطة لإصلاح التعليم، مشيرا إلى أنه، على أساس هذه المشاورات، تم خلق "مدرسة الريادة" التي أعطت نتائج إيجابية همت 63 ألف تلميذ وتلميذة تحسن مستواهم، بشكل ملموس.
من جهته، سجل الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، أن إصلاح منظومة التعليم انطلق، وأن "مدارس الريادة" أعطت نتائج مهمة، مشددا على أهمية العمل من أجل تجاوز الإشكاليات التي تهم القطاع، من خلال الحوار مع النقابات الأكثر تمثيلية.
أما الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، رجال ونساء التعليم، فدعا "إلى إعطاء قيمة للحوار مع الحكومة"، وضرورة عودة التلاميذ إلى أقسامهم، منوها بالجهود المبذولة من أجل إصلاح منظومة التعليم.