مع دخول شهر أبريل المنصرم، أعلن بنك المغرب منع الأبناك من منح المغاربة قروضاً لشراء السيارات بصفر فائدة. هذا القرار يجر لطرح السؤال حول احتمال تأثيره على نشاط سوق شراء السيارات وهل سيحد من نموه المتصاعد خلال السنوات الماضية.
كان القرض بسعر فائدة "صفر درهم" الوسيلة المفضلة لتمويل شراء السيارات عند المغاربة. وامتد القرض بدون فائدة ليصبح معتمداً من طرف جميع الأبناك وشركات القروض التابعة لها. هذا النوع من القروض الذي ظهر منذ بضع سنوات عزز سوق بيع السيارات، إلى حد أنه أصبح القرض الأكثر طلبًا في البلاد.
دور المنتوج في نمو القطاع
"لمدة عشرين عاماً، تم تحديث عروض القروض. ومع دخول ماركات جديدة إلى السوق المغربية، قامت المؤسسات المالية بتبسيط وصول المغاربة إلى القروض، وتم تخفيض تكلفة الإجراءات مع مرور الوقت، وكان لهذه الإجراءات دور في تحفيز مبيعات السيارات"، يقول عزيز الشرقاوي الرئيس التنفيذي لمؤسسة " Salafin" التابع لبنك "BMCE"، في تصريح لموقع "تيل كيل".
ومع ذلك، يضيف المتحدث ذاته، في مارس من العام الجاري، أعلن بنك المغرب على أن القرض بصفر فائدة غير مربح،
قرر البنك تعليقه اعتباراً من أبريل 2019. من الواضح أن هناك مشكلة في الربحية في هذه العمليات"، كما أوضح عزيز الشرقاوي. وأضاف: "هذه منتجات ترويجية أو ما شابه ذلك، لا يمكن على أي حال أن تمتد لتشمل كل التمويل. ومع ذلك، أصبحت هذه الممارسة واسعة الانتشار لدرجة أن القرض المجاني أصبح في النهاية التمويل الوحيد لشراء السيارات".
هل دفع القرار القطاع إلى الأزمة؟
بعد شهر واحد من وقف تمويل شراء السيارات بقرض صفر فائدة تم بيع 12 ألفاً و305 سيارة، مقابل 22 ألفاً و358 في أبريل من العام 2018، أي بانخفاض قدره 45 في المائة. فهل دفعت نهاية القرض المجاني القطاع إلى الأزمة؟
بعض التجار لا يترددون في قول ذلك. "من الضروري مقارنة ما يمكن مقارنته، يقول عادل بناني، المدير العام لشركة "Auto Nejma" ورئيس رابطة مستوردي السيارات (AIVAM). وأوضح أن"شهر أبريل من العام 2018، عرف تنظيم المعرض الدولي للسيارات (أوطو إكسبو)، ويعرف الجميع أنه خلال هذه المناسبة تنفجر المبيعات".
وتابع المتحدث ذاته، أنه "في الواقع، مقارنة بشهر أبريل من العام 2017 أظهرت المبيعات في أبريل 2019 انخفاضاً طفيفًا بنسبة 8 في المائة فقط. لذلك لا توجد أزمة، رغم أن نتائج مبيعات السيارات ليست مشجعة منذ بداية العام".
وقال بناني إنه "في الربع الأول من عام 2019، بينما لا يزال التمويل المجاني موجودًا ، أظهر السوق انخفاضاً بنسبة 3 في المائة مقارنة بعام 2017. وهذا يثبت أننا نعيش عاماً متواضعاً من حيث المبيعات، بصرف النظر عن اختفاء القرض المجاني".
ردار مديرية الضرائب
ومع قرار توقيف القرض بسعر الفائدة صفر، يقول عادل بناني رئيس رابطة مستوردي السيارات، سوف ينزعج المستهلك المغربي العادي قليلاً، لكن هذا الإجراء سوف يدفع المستوردين إلى العودة لتقديم خصومات للعملاء، والتي كانت نادرة في الآونة الأخيرة.
ووفقا للمتحدث ذاته، فإن أسباب ضعف الأداء الحالي لقطاع بيع السيارات يجب البحث عنها في مكان آخر بعيد عن الأبناك ومؤسسات القروض، ويقصد هنا المديرية العامة للضرائب.
"هذا العام سجل تباطؤا في القطاع، خاصة ما يتعلق بتسويق السيارات الفاخرة، إذ سجل العام الماضي عمليات تدقيق ضريبية متكررة". يقول بناني، ويضيف: "لذلك أوقف مجموعة من الناس شراء السيارات باهظة الثمن، خوفًا من الظهور في رادار إدارة الضريبية".