والدة زعيقر ضحية احتجاجات جرادة: ابني نصف حي ونصف ميت"..وأناشد الملك استرجاع حقي

الشرقي الحرش

 لم تستطع نجاة المحجوبي والدة الطفل عبد المولى زعيقر الذي دهسته سيارة تابعة لقوات الأمن خلال حراك جرادة في مارس الماضي مغالبة دموعها وهي تتحدث عن مأساة ابنها اليوم الثلاثاء خلال ندوة صحفية نظمتها لجنة دعم "عبد المولى" بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط.

وسردت المحجوبي أمام الصحافيين كرونولوجيا مأساة ابنها، التي ابتدأت يوم 14 مارس من العام الجاري، عقب تعرضه لعملية دهس من طرف سيارة تابعة للشرطة خلال اندلاع مواجهات بين محتجين وقوات الأمن.

وأشارت أن ابنها نقل على إثر الحادث إلى مستشفى وجدة، وتم وضعه في الإنعاش لمدة 20 يوما، قبل أن يتم نقله لمركز النور للترويض بالدار البيضاء، لكنها اعتبرت أن ابنها لم يحظ بالعناية اللازمة رغم الكسور المتعددة التي أصيب بها في عدد من أنحاء جسده، جعلته غير قادر على الوقوف.

وأضافت "ابني الآن نصفه حي، ونصفه ميت"، ولم يتم لحد الآن تسليمي تقريرا طبيا يشخص حالته بدقة، مبرزة أنها وجهت رسائل لمستشفى وجدة في هذا الشأن دون جدوى. وطالبت المتحدثة المسؤولين بالتكفل بابنها، وتوفير العناية اللازمة له، مشيرة إلى أنه الحادث تسبب في توقفه عن الدراسة.

ودعت "الأم" السلطات المغربية إلى فتح تحقيق نزيه لاسترجاع حق ابنها، مشيرة إلى أنه لحد الساعة لم تبلغ بفتح أي تحقيق. وناشدت الملك محمد السادس بالتدخل شخصيا لإنصافها، بعدما أغلقت كل أبواب المسؤولين في وجهها، رغم مراسلتها لرئيس الحكومة، ووزير الداخلية، والوزير المكلف بحقوق الإنسان، إلا أنها لم تتلق ردا. وقالت "أنا أتحدث هنا كأم، وليس لي أي دوافع أخرى" . و كشفت المحجوبي عن مأساة أخرى تعيشها بسبب اعتقال ابن آخر لها بتهمة السرقة، مضيفة أنها أصبحت تعيش مأساة حقيقية، فابنها الأكبر معتقل، وهو قاصر أيضا، أما الإبن الأصغر فهو طريح الفراش، ولا يقدر على الوقوف بسبب حادث الدهس الذي تعرض له.

من جهتها، دعت إشراق بلعالية عضو لجنة الدعم المسؤولين المغاربة إلى التكفل بعلاج عبد المولى زعيقر، وتمكينه من العلاج خارج المغرب، إذا تبين أن حالته تستعصي على العلاج في المغرب. وطالبت بلعالية السلطات المغربية بفتح تحقيق شفاف لاستجلاء حقيقة ما تعرض له زعيقر.

وكانت وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان قد أوضحت في رد سابق على تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن "الضحية الحدث عبد المولى زعيقر البالغ من العمر 16 سنة كان ضمن المجموعات التي تحاصر سيارات عناصر الأمن وتقذفها بالحجارة، وأنه في الوقت الذي كانت السيارات المذكورة تحاول إيجاد منفذ للخروج من الحصار عبر الدوران داخل دائرة الحصار مستعملة المنبهات الصوتية والإشارات الضوئية، تسببت إحداها، في هذه الظروف، في صدم الضحية المذكور”.