كشف تحقيق استند إلى واحد من أكبر التسريبات على الإطلاق لوثائق مالية الأحد عن ثروات مخفية لمئات سياسيين وأصحاب المليارات.
وعمل على تحليل "وثائق باندورا" التي تمثل أحد أكبر التحقيقات الإعلامية على الإطلاق، أكثر من 600 صحافي في الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، حللوا نحو 11,9 مليون وثيقة من شركات خدمات مالية حول العالم.
ووجد هؤلاء روابط بين ما يقرب من ألف شركة في ملاذات خارجية و336 سياسيا ومسؤولا حكوميا رفيعي المستوى، بينهم أكثر من اثني عشر رئيس دولة وحكومة لا يزالون في مناصبهم.
فيما يأتي بعض أبرز ما كشفه التحقيق:
تظهر الملفات أن الملك عبد الله الثاني الذي واجه احتجاجات ضد إجراءات التقشف الحكومي في السنوات الأخيرة، أنشأ شبكة من الشركات الخارجية (أوفشور) لتكوين مجموعة من الممتلكات بين العامين 2003 و2017 تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار، بينها 15 منزلا في كاليفورنيا وواشنطن ولندن.
رفضت السفارة الأردنية في واشنطن التعليق، لكن هيئة "بي بي سي" نقلت عن محامين للملك قولهم إن جميع الممتلكات تم شراؤها بواسطة أموال شخصية، وإنه من الممارسات الشائعة للشخصيات البارزة شراء العقارات عبر شركات أوفشور لأسباب تتعلق بالخصوصية والأمن.
وأورد التحقيق أن عائلة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والمقربين منه - الذين تتهمهم منظمات حقوقية منذ فترة طويلة بالفساد - أبرموا سرا صفقات عقارية في بريطانيا تبلغ قيمتها مئات الملايين، وتشمل مبنى مكتبي بقيمة 45 مليون دولار باسم نجل الرئيس حيدر البالغ 11 عاما.
وذكرت "بي بي سي" أنه تم شراء العقار الواقع في وسط لندن العام 2009 من قبل شركة واجهة مملوكة لصديق عائلة رئيس الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، قبل أن يتم نقل الملكية إلى ابنه.
أظهر التحقيق أن رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس لم يصرح بامتلاكه شركة استثمار أوفشور استخدمت لشراء قصر بقيمة 22 مليون دولار في جنوب فرنسا.
وعلق بابيس في تغريدة "لم أقدم يوما على أي فعل غير قانوني. لكن هذا لا يمنعهم من محاولة التشهير بي والتأثير على الانتخابات التشريعية التشيكية" المقررة الجمعة والسبت.
كشف التحقيق أن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي أطلق حملة ضد الفساد ومن أجل الشفافية المالية، يمتلك سرا مع ستة من أفراد عائلته شبكة من 11 شركة أوفشور قي مت أصول إحداها بـ30 مليون دولار.
أظهرت وثائق أوردها التحقيق أن أفرادا من أوساط رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المقربة، بينهم وزراء وعائلاتهم يملكون سرا شركات وصناديق تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
ورحب عمران خان في تغريدة بالتقرير الأحد واعدا ب"اجراء تحقيق" حول كل الباكستانيين الواردة اسماؤهم في الوثائق وب"اتخاذ الإجراءات المناسبة" في حال ثبوت التهم عليهم.
لم يرد ذكر أسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة في الوثائق إلا أنه يرتبط عبر شركاء بأصول في موناكو لا سيما دارة على الواجهة البحرية اشترتها امرأة روسية يقال إنها أنجبت طفلا من بوتين على ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وعلى صعيد منفصل، يبدو أن الوثائق تظهر أن مكتب المحاماة العائد للرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس أخفى هوية مالك شركات أوفشور عدة وهو سياسي روسي سابق متهم باختلاس أموال. ونفى مكتب المحاماة هذه الاتهامات على ما ذكرت "بي بي سي".
وجاء في الوثائق أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حو ل قبيل انتخابه رئيسا للبلاد في 2019، حصته في شركة أوفشور سرية.
وتظهر الوثائق أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي كان يشن حملة على الملاذات الضريبية، اشترى مع زوجته مبنى في لندن بسعر 8,8 ملايين دولار في العام 2017 من خلال شراء الشركة التي تملكه ومقرها في جزر فيرجين البريطانية.
وبموجب القانون البريطاني تجنبا من خلال ذلك دفع ضرائب تبلغ مئات آلاف الدولارات.
وذكرت "بي بي سي" أن ما من مؤشر يثبت أن الزوجين بلير يخفيان جزءا من ثروتهما، فيما أكدت شيري بلير أنها وزوجها أخضعا العقار بعد ذلك للقانون البريطاني.
إضافة إلى السياسيين ، ضمت لائحة الشخصيات المرتبطة بأصول في شركات أوفشور المغنية الكولومبية شاكيرا وعارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر ونجم رياضة الكريكت الهندي ساشين تندولكار.
وأكد محامو النجوم الثلاثة للاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين أن الاستثمارات مشروعة ونفوا أي تهرب ضريبي.