دعا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، خلال انطلاق قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي ستجدد الدعوات، اليوم الاثنين، إلى إقامة دولة فلسطينية.
ويجتمع زعماء عرب ومسلمون في الرياض، بعد أكثر من عام على بدء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، لعقد قمة تعتبر بمثابة فرصة لتوجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
وفي افتتاح القمة، قال بن سلمان إنه على المجتمع الدولي أن "يوقف، على الفور، الإجراءات الإسرائيلية ضد إخواننا في فلسطين ولبنان"، مدينا حملة الاحتلال العسكرية في غزة، باعتبارها "إبادة جماعية".
وأضاف المتحدث نفسه أن السعودية "تؤكد وقوفها إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية للعدوان الإسرائيلي المتواصل".
ويؤكد مشروع قرار للقمة على "الدعم الراسخ" لـ"الحقوق الوطنية المشروعة" للشعب الفلسطيني، "وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة".
ويأتي لقاء الاثنين بعد عام من قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، دان فيه المجتمعون "همجية" إسرائيل في قطاع غزة.
وهذه المرة، يتوقع أن يكون طيف الولاية الثانية للجمهوري ترامب حاضرا على طاولة البحث، وفق ما قالت المتخصصة بشأن الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، آنا جايكوبس؛ حيث أوضحت أن "هذه القمة هي فرصة للزعماء الاقليميين ليظهروا لإدارة ترامب المقبلة ما يريدون أن يكون عليه شكل الانخراط الأمريكي" في المنطقة.
ورجحت المتحدثة نفسها أن تكون الرسالة رسالة حوار، بهدف خفض التصعيد في المنطقة، ولفت الأنظار إلى وحشية إسرائيل في المنطقة.
يشار إلى أنه رغم الانتقادات الدولية الواسعة لتبعات حملة الاحتلال العسكرية على المدنيين في قطاع غزة، الذي يشهد أزمة إنسانية كارثية، أبقت الولايات المتحدة على الدعم الواسع الذي توفره لإسرائيل، سياسيا وعسكريا.
واعتمد ترامب، خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، سياسة مؤيدة لإسرائيل، وقام حتى بخطوات لم يسبقه إليها أي من الرؤساء الأمريكيين؛ مثل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري المحتل.
كما دفع ترامب في اتجاه إبرام اتفاقات تطبيع بين إسرائيل، من جهة، وعدة دول عربية، من جهة أخرى، كانت الأولى من نوعها منذ تسعينات القرن الماضي.
ولم تنضم الرياض إلى تلك الاتفاقات. كما أنها، وبعد بدء قصف الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، علقت إبرام اتفاق أمني اقتصادي مع واشنطن يمهد الطريق لتطبيع بين المملكة وإسرائيل، مشددة على أنها لن تعترف بإسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية.
وتضم جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دولا لا تعترف بإسرائيل؛ مثل إيران، أو توجه لها انتقادات حادة على خلفية الإبادة التي تحصل في قطاع غزة؛ مثل تركيا.
وتخللت قمة العام الماضي تباينات بشأن اتخاذ إجراءات؛ مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، أو خفض إمداداتها من النفط.