أفادت خدمة التغير المناخي في مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي أن عام 2024 سيكون الأشد حرارة على الإطلاق، مع توقعات بارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة للمرة الأولى. وأوضحت الخدمة في بيانها أن عام 2023 شهد زيادة في درجات الحرارة بمقدار 1.48 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، ومن المتوقع أن يتجاوز عام 2024 هذا الرقم، حيث قد تصل الزيادة إلى 1.55 درجة مئوية.
وفي السياق ذاته، صرح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، أنه "حسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية في السنوات الأخيرة يعود بشكل رئيسي إلى الأنشطة البشرية. من أبرز هذه الأنشطة هو انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري في قطاع الطاقة والصناعة، بالإضافة إلى الزراعة والنقل".
وأضاف يوعابد، من خلال تصريح خص به "تيلكيل عربي" قائلا: " كما أن إزالة الغابات تساهم في تفاقم الوضع، حيث تفقد الأرض قدرتها على امتصاص الكربون. كما تسهم التغيرات في استخدام الأراضي نتيجة للتوسع العمراني أو الزراعة المكثفة في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة".
وقال مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، إن تجمع هذه العوامل يساهم في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة في الجو، ما يسبب الاحترار العالمي، إلى تغيرات في أنماط الطقس قد تؤدي إلى تزايد الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير والفيضانات، علاوة على ذلك، الظواهر المناخية الطبيعية مثل النينيو، التي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق العالم، حيت تلعب أيضًا دورًا في زيادة درجات الحرارة على المدى القصير".
وفي سياق متصل، أفاد المتحدث ذاته، بأن " تجاوز درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات بيئية وبشرية خطيرة، فحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ فسيؤدي هذا الارتفاع إلى ذوبان متزايد للجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد بغمر المناطق الساحلية".
واختتم حديثه قائلا:" كما ستزداد شدة الظواهر المناخية القصوى مثل موجات الحر والفيضانات والجفاف، مما يؤثر على الزراعة ووفرة المياه العذبة، ويزيد من مخاطر نقص الغذاء. وعلى المستوى الصحي، فإن ارتفاع الحرارة قد يزيد من الأمراض المرتبطة بالحرارة وانتشار الأمراض المعدية".