جدل واسع بسبب قبعة منيب الأمريكية.. والقيادية اليسارية تتهم التخلف

تيل كيل عربي

جدل كبير أثاره ارتداء الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، لقبعة تحمل علامة "NY"، التي تشير إلى فريق "البيسبول" الأمريكي الشهير، وأحد أكبر الداعمين للحملة الانتخابية لدونالد ترامب، في المسيرة التي نظمت يوم الأحد الماضي بالعاصمة الرباط، تنديدا بالقرار الأمريكي القاضي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وفي الوقت الذي بلغ الأمر ببعض منتقديها، ومنهم نشطاء يساريون معروفون، حد التشكيك في مرجعيتها اليسارية، واتهامها بدعم الإمبريالية، وصفت زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد في حديث مع "تيلكيل - عربي"، الضجة الجارية بالتي تعكس "كم نحن متخلفون جدا".

وفي هذا الشأن، قالت نبيلة منيب في حديث مع "تيلكيل - عربي"، ردا على  الانتقادات، إن "الضجة التي أثيرت حول قبعتها سببها تخلفنا التاريخي"، داعية الى التركيز على الجريمة النكراء لترامب بدل قبعتها، بالقول "البعض اهتم بالقبعة، وكأنني أدعم الصهاينة"، مضيفة "آلا يعرفون أن الكوفية الفلسطينية التي أتوشحها أهديت إلي من طرف القيادي والمناضل الثوري الفلسطيني نايف حواتمة؟".

وأضافت منيب: "هذا النقاش يؤكد أننا مازلنا متخلفين جدا، ولذلك عندما ننادي بإصلاح المدرسة العمومية ومجانية التعليم فإننا لا نتكلم من فراغ".

نبيلة منيب، كشفت، أيضا، أن القبعة التي ترتديها وتحمل علامة "YN" تملك منها اثنتين، مضيفة أن "سبب اختيارها هو توافق حرفيها مع الحرفين الأولين لاسمها واسم زوجها، يوسف ونبيلة".

واعتبرت منيب، أن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل "يبرهن أن ثنائي الصهيونية والامبريالية يستبيح فينا كل شيء، حتى الذي كان بالأمس مستحيلا، بعدما اقتنعوا بضعفنا، ممثلا في أننا لم نستطع بناء ديمقراطية حقيقية في أوطاننا وتقوية جبهتنا الداخلية".

وبالنسبة إلى المتحدثة ذاتها، "القضية الفلسطينية قضية وطنية عادلة، والذي لا يتضامن مع القضايا العادلة لا يعول عليه"، مبرزة أن "اتفاقية أوسلو، وغيرها من الاتفاقيات التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل لم يكن هدفها سوى الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني".

وبدأت الضجة منذ انتشار صورة لنبيلة منيب، وهي تضع قبعة تحمل علامة "NY"، في مسيرة الرباط للتنديد بقرار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، حول القدس، بالنظر إلى أن في الأمر تناقضا في نظر المنتقدين، من منطلق أن "NY"، علامة يرتديها دونالد ترامب، ويعد فريق "البيسبول" الذي ترمز إليه، المفضل لديه، وهو ما لا يتردد في إعلانه بتغريدات له في "تويتر"، وحرصه على حضور مبارياته.

منتقدون لنبيلة منيب، ذهبوا بعيدا جدا في مؤاخذاتهم لها، إذ لم يتردد مثلا، خالد البكاري، وهو ناشط يساري معروف، خاطب منيب، في تدوينة قائلا: "لا أخفيك أنك تسوقين صورة جميلة وأنيقة تليق بلقب الأيقونة"، لكن "لايجب أن يصل الأمر حد استبدال الزعيم ذي الشارب الأشعث الذي يدخل أصبعه في منخريه امام الجماهير بالأيقونة التي تحمي وجهها من اشعة الشمس بقبعة فريق نيويورك يانكز للبيسبول".

ذلك أن الفريق الأمريكي، حسب المتحدث، "مملوك لعائلة شتاينبرينر، واحدة من العائلات التي لا تخلو منها لائحة فوربس لأثرياء العالم المستفيدين من نهب النيوليبيرالية لثروات العالم"، و"المفترض أن عقيدتك الإيديولوجية تعتبرها عدوة الشعوب"، وهي "عائلة محسوبة على الجمهوريين، بل من الصف الجمهوري الداعم لترامب تحديدا، ومن أكبر ممولي حملته الانتخابية"، "ترامب الذي خرجت تنددين بقراره".

وعلى غرار البكاري، واجه مرتادو مواقع التواصل الإجتماعي المسألة بموجة سخرية واسعة،  بعد أن اعتبروا "التنديد بالقرار الأمريكي، وارتداء ملابس لشركات في ملكية داعمي دونالد ترامب، في وقت ومكان واحد، متناف مع مبادئ وقيم اليسار".

ومع ذلك، ليس كل مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، سيما المحسوبين على اليسار، على قلب رجل واحد من "قبعة" نبيلة منيب، إذ انبرى رشيد البلغيتي للدفاع عنها.

وقال البلغيتي في تدوينة: "من جعلوا من من كاسكيطة السيدة مركز النقاش في مسيرة الرباط دعوني أخبركم أن ارتداء ماركة أمريكية لا يعني، بالضرورة، تبني سياسات دونالد ترامب، وأن البيت الأبيض ليس مصنع نسيج كما أن عددا من نساء ورجال الأعمال قد صرخوا وصرفوا أموالا طائلة حتى يبقى البيت الأبيض، سقفا للديمقراطيين وسدا أمام طموح رجل متهور يهتم بتسريحة شعره أكثر من اهتمامه بالقضايا الأكثر حساسية في العالم".