مع مرور الوقت، تبرز حالة من "الجفاء" بين رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، فمنذ بداية ولاية عزيز أخنوش قبل 35 شهرا، لم يعقد أي لقاء رسمي بين الحكومة واتحاد مقاولات المغرب ضمن "آلية العمل المشترك" أو أي آلية أخرى جديدة.
في المقابل، كان الرئيسان السابقان للحكومة، سعد الدين العثماني وعبد الإله ابن كيران، حريصين على تنظيم لقاءات ثنائية منتظمة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب خلال الأشهر الأولى من توليهم المنصب، أما عزيز أخنوش، فيبدو أنه يتبع سياسة "معاكسة" للاتفاقات السابقة.
وحسب الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة، فإن اللقاءات التي جرت خلال فترة ولاية أخنوش كانت إما ضمن جولات الحوار الاجتماعي الأولى أو الثانية، أو في اجتماعات لجان حضرها الاتحاد بصفته عضوا، أو في مهام رسمية خارج المغرب.
أما اللقاءات المباشرة بين الحكومة والاتحاد، كانت ضمن لقاءات متسلسلة للحكومة مع المرتبطين بالموضوع إما مناقشة الحالة الوبائية في المملكة أو لها علاقة بالحوار الاجتماعي.
سعد الدين العثماني
أحدث لقاء بين الحكومة والاتحاد العام مقاولات المغرب كان يوم الجمعة 21 ماي 2021، وجرى في إطار "آلية العمل المشترك" التي اعتمدها الجانبان في سنة 2012، وتم تحيينها في سنة 2020.
خلال هذا اللقاء، أشار سعد الدين العثماني إلى الاجتماع التقني المشترك الذي انعقد في 10 شتنبر 2020، حيث تم الاتفاق على إعطاء الأولوية لأوراش ذات وقع سريع، والتي كان من المقرر أن تعمل عليها لجان مشتركة بين القطاعات الوزارية والاتحاد من أجل تقديم مقترحات عملية وقابلة للتنفيذ.
وفي إطار التقدير للشراكة القوية بين الحكومة والاتحاد، قال شكيب العلج إن هذه الشراكة تتسم بالالتزام التام بما يحفظ مصالح البلاد وبتوافق تام مع الرؤية الملكية.
في وقت سابق، عقد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ورئيس الاتحاد صلاح الدين مزوار، يوم الثلاثاء 5 مارس 2019، لقاء بمقر رئاسة الحكومة، حضره عدد من أعضاء الحكومة ووفد من الاتحاد. خلال هذا اللقاء، تم اعتماد "آلية العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص".
عبد الإله ابن كيران
أما عن رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، الذي غاب أرشيفه من الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة، ولم يبق اسمه سوى في رؤساء الحكومة السابقون، عقد أول لقاء له مع الاتحاد يوم الثلاثاء 6 مارس 2012 في الصخيرات، مع رئيس الاتحاد محمد الحوراني، حول موضوع "الشراكة بين القطاعين العام والخاص: من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة".
للتذكير، يعرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب نفسه أنه "صوت القطاع الخاص المغربي". تأسس سنة 1947 ويمثل أكثر من 90,000 عضو، 95% منهم مقاولات صغيرة جدا وصغرى ومتوسطة. وقد رسخ مكانته كممثل رسمي للقطاع الخاص أمام السلطات العمومية والشركاء الاجتماعيين والمؤسسيين".