ما هي مصادر مياه شرب 7 ملايين مغربي يقطنون على الطول الشريط الساحلي من سلا إلى جزء من الدار البيضاء؟ وهل فعلاً اختلطت بمياه الصرف الصحي القادمة من سجني العرجات؟ كيف تتم معالجتها ومن يقف وراء هذه العملية؟ وما هي الإجراءات التي اتخذت لمنع تسرب مياه عادمة إلى السد مستقبلا؟ أسئلة وأخرى، يبحث المغاربة عن إجابة عنها، تطمئنهم، تجاه ما يملؤون به كؤسهم من مياه الصنابير.
"تيل كيل عربي" يعرض أهم 4 خلاصات من زيارة قام بها وفد يتقدمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، للإجابة عن تخوفات المغاربة.
1 مصادر مياه شرب 7 ملايين مغربي
يشرب خُمس المغاربة من مياه سد "سيدي محمد بنعبد الله"، الذي يقع على بعد حوالي 24 كيلومتراً من العاصمة الرباط، حيث تصله المياه من قرابة 40 مصدراً، حسب تصريح مدير وكالة الحوض المائي عبد العزيز الزروالي، لـ"تيل كيل عربي". مصادر من بينها مياه الأمطار والأنهار و"مياه عادمة" تتم معالجتها داخل محطات خاصة قبل طرحها في المنابع التي تغذي السد.
وتصل مياه "سيدي محمد بعبد الله" إلى محطة معالجة المياه المركزية بالرباط، قبل ضخها إلى صنابير المغاربة على طول الشريط الساحلي من مدينة سلا مروراً بالرباط وصلا إلى جزء من مدينة الدار البيضاء.
2 حقيقة المياه العادمة لسجني "العرجات"
فتح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أبواب مختبرات محطة معالجة مياه سد "سيدي محمد بنعبد الله" بالرباط، للوقوف على مراحل معالجة المياه ومراقبة جودتها قبل ضخها نحو بيوت المغاربة. خطوة بحث من خلالها المكتب، عن تفنيد الحديثعن تلوث مياه السد بفائض مياه عادمة تسربت من سجني "العرجات 1" و"العرجات 2"، ما جعل الذين ترتبط صنابير مياه بيوتهم متخوفين من جودة المياه التي يشربونها.
هل وجدت المياه العادمة منفذاً إلى السد؟ الجواب "نعم". لكن الحكومة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، فضلاً عن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يعتبرون أن كميتها قليلة، مقارنة بحجم كميات المياه التي يخزنها السد، والتي تبلغ سنويا 706 مليون متر مكعب.
ويبلغ حجم كمية المياه العادمة التي تسربت سنويا، 0.2 مليون متر مكعب، أي 200 ألف متر مكعب، والسبب، حسب الحكومة، عدم قدرة محطتي المعالجة في سجني "العرجات 1" و"العرجات 2".
مدير وكالة الحوض المائي عبد العزيز الزروالي، أوضح أنه على طول الشريط الذي تأتي منه مياه السد، يمنع إنشاء أي نشاط صناعي يمكن أن يكون مصدر تلويث للمياه، بل كشف في هذا الصدد، أنهم عارضوا قبل سنوات، إنشاء مصنع بالقرب من مدينة الخميسات، بعد تخوفهم من صعوبة معالجة مخلفاته.
وشدد المسؤول ذاته، على أنه تم اخضاع مياه بحيرة السد لتحليلات مخبرية، وتمت مقارنته بعينات أخذت في العام 2016، "أكدت أنها تتوفر على نفس المعايير ولا وجود لتأثير مباشر سببه كمية المياه العادمة التي تسربت إلى حقينة السد". وشبه الزروالي الأمر بالقول: "أنتم تنظرون إلى كمية المياه الموجودة هنا، المياه العادمة التي تسربت من فائض محطتي معالجة سجني العرجات تعتبر نقطة وسط ملايين الأمتار مكعب من الماء هنا".
اقرأ أيضاً: هل المياه التي يشربها 7 ملايين مغربي ملوثة؟ - صور/فيديو
3 حلول فائض المياه العادمة
خلال زيارة يوم أمس الأربعاء لمحطة معالجة مياه السد، وعدت الحكومة باتخاذ تدابير استعجالية، لوقف وصول 200 ألف متر مكعب من المياه العادمة إلى حقينة "سيدي محمد بنعبد الله"، ووضعت لهذا الهدف 7 إجراءات هي:
تسريع وتيرة توسيه المحطتين بسجني "العرجات 1" و"العرجات 2" اللتين ستكونان جاهزتين في ظرف شهر واحد بالنسبة للمركز السجني الأول وثلاثة أشهر بالنسبة للمركز السجني الثاني، وذلك من أجل دعم القدرات التشغيلية لمحطتي المعالجة الحاليتين.
إنجاز حوض اصطناعي غير منفذ للفرشة المائية لتصريف المياه العادمة الصادرة عن السجنين
أخذ التدابير الاحتياطية اللازمة لتفادي أي انعكاسات سلبية على البيئة
تنفيذ معالجة المجال الطبيعي الذي توجد فيه المياه العادمة
التعجيل بدراسة إمكانية تفريغ الفائض من المياه العادمة غير المعالجة بواسطة شاحنات صهريجية وصرفها في قنوات الصرف الصحي
المباشرة الفورية للمسطرة المتعلقة بالترخيص لطرح المياه العادمة في الوسط الطبيعي بعد معالجتها.
دراسة إمكانية استعمال المياه العادمة المعالجة في سقي المساحات الخضراء، بل طرحها في المجال الطبيعي.
ووعد رئيس الحكومة بالوقوف على هذه الإجراءات ووتيرة إنجازها.
اقرأ أيضاً: تحقيق.. حقيقة الكارثة البيئية لبحيرة الألفة.. من يتحمل المسؤولية؟
4 محطة معالجة مياه السد
تتوفر محطة معالجة المياه المركزية في الرباط، والتي أنشأت عام 1968، حسب كاتبة الدولة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، على شهادتي "إيزو" لمطابقة الجودة، "إيزو"9001" و"إيزو 22000-2005" (نظام إدارة سلامة الغذاء ونظام تحديد المخاطر ونقاط التحكم الحرجة"، وترى كاتبة الدولة أن هذا الاعتراف "لا يكمن انتزاعه مجاناً، بل هو نتاج عمل مهندسي وأطر وتقنيي المحطة الذين يعملون ليل نهار للسهر على سلامة وجودة المياه التي يشربها المغاربة".
يعمل داخل محطة المعالجة 85 إطاراً، 40 من رجال و45 نساء، متخصصون في إجراء التحليل ومراقبة جودة المياه، وبالإضافة إلى المختبرات التي تتوفر عليها المحطة، لرصد البكتيريات والفيروسات والتلوث الذي يمكن أن تتوفر عليه المياه قبل ضخها للشرب، تتوفر كذلك على مختبرين متنقلين لرصد تلوث المياه.
وتتوفر المحطة على مختبر مراقبة اعبره القائمون عليه فريداً من نوعه، حيث يعتدون على نوع من الأسماك الخاصة، التي تساعد على رصد نسبة التلوث بتغير سلوكها إن نقصت جودة المياه التي تعيش وسطها إلى حد كبير، كما يعتمدون على سمك "الشبوط" الذي يطرح في السد، والذي يعمل على تنظيف مياهه من البكتيريات والطفيليات بشكل طبيعي.
وتمر مراحل التأكد من جودة المياه داخل محطة المعالجة، بأربع محطات حسب المدير العام بالنيابة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عبد العزيز الحفيظي، الأولى تتم فيها التصفية الميكانيكية لإزالة الشوائب والعوالق، وتسمى التنقية، بعدها يتم ترشيح المياه باستعمال الرمال الدقيقة، لتخضع المياه بعد ذلك للمعالجة الكيميائية كي تكون خالية بشكل كامل ونهائي من البكتيريات، وأخيراً يتم إجراء سلسلة من التحليلات المخبرية الخاصة بالجودة.
العاملون داخل المحطة وبقرار من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، حسب ما صرح به رئيس الحكومة، يمنع عليهم ادخال مياه معدنية، وقال العثماني بهذا الصدد، إن "من يعملون هنا عليهم شرب ما يسهرون على مراقبته وضخه لكي يشربه المغاربة".