64 مفقودا و27 وفاة.. أكبر جمعية حقوقية تقدمُ روايتها بشأن "مأساة مليلية"

محمد فرنان

شدّدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في ندوة صحفية لتقديم التقرير الخاص بالأحداث المأساوية ليوم الجمعة، 24 يونيو 2022، على المعبر الحدودي باريوتشينو على أنه "لا يمكن إغلاق هذا الملف دون فتح تحقيق  نزيه من طرف جهات مستقلة  وتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات عنها ومحاسبة كل المتورطين في هاته الجريمة  من الجانبين المغربي والإسباني".

وحملت الجمعية في الندوة الصحفية، اليوم الأربعاء، "الاتحاد الأوربي والدول العضوة فيه وخاصة إسبانيا لالتزاماتهم الدولية في حماية المهاجرين وطالبي اللجوء ووقف كل أشكال الدعم المقدم للمغرب بما فيها الدعم المادي واللوجستيكي والسياسي من أجل القيام بمهمة الحارس للحدود الجنوبية للاتحاد الأوربي".

ودعت إلى "إطلاق الفوري ووقف المتابعات بحق المهاجرين الذين تم اعتقالهم يوم الجمعة ومتابعة المسؤولين الحقيقيين عن شبكات الاتجار وتهريب البشر الذين ينتعشون كلما تم تشديد المراقبة وعسكرة الحدود".

ولفتت إلى ضرورة "تبني سياسة حقيقية للهجرة واللجوء ترتكز على احترام الكرامة الإنسانية للمهاجرين وطالبي اللجوء وخاصة لأولئك الوافدين من قارتنا السمراء والذين يتعرضون لكل أشكال العنف والتمييز والعنصرية بسبب لون بشرتهم في تناقض تام مع ما يتم الترويج له من خطابات وتصريحات تعتبر المغرب"نموذجا" في مجال تدبير ملف الهجرة في المنطقة".

وأشارت إلى أن "هذا التقرير يبقى أوليا وسنعمل على متابعة عملنا من إجلاء الحقيقة كاملة حول هذا الملف وفضح كل الانتهاكات والخروقات المرتكبة  في فاجعة باريو تشينو، التي  تؤكد بشكل ملموس الانعكاسات الكارثية للسياسات الأوربية في مجال الهجرة واللجوء ليس فقط على وضعية المهاجرين واللاجئين فوق الأراضي الأوربية ولكن بشكل أكثر خطورة على وضعيتهم داخل بلدان العبور والبلدان المتواجدة على الحدود الجنوبية لدول الاتحاد الأوربي، كما هو الحال في بلادنا حيث يتم توظيف واستغلال ملف الهجرة أسوأ استغلال من طرف السلطات المغربية والإسبانية".

 وأبرزت أن "فاجعة باريو تشينو تثبت مرة أخرى أن  ممارسة  المغرب لدور الدركي والحارس للحدود الجنوبية لإسبانيا بتواطؤ مع السلطات الإسبانية وبمباركة الاتحاد الأوربي، يعد المسؤول الأول عن الانتهاكات الفظيعة التي تطال المهاجرين وطالبي اللجوء والتي تجاوزت كل الحدود بمسها الحق المقدس في الحياة لأكثر من 27 مواطنا من إفريقيا جنوب الصحراء والعشرات من المفقودين والمعتقلين".

 شبكات الاتجار بالبشر

وأوضحت أنه "بعد عودة العلاقات الاسبانية المغربية، تم تشديد القبضة الأمنية على المخيمات بالغابات ولكن كذلك ظهر إلى السطح خطاب تجريم الهجرة والمهاجرين عبر اتهامهم بالانتماء إلى شبكات الاتجار في البشر".

وأكدت أن "الهجرة عبر القفز على السياج المحيط بمليلية كانت هجرة مجانية مفتوحة لجميع طالبي اللجوء الذين يتخذون هذا القرار بشكل شخصي بعد استقرارهم في مخيمات كوروكو دون أداء أي شيء لأي كان.  وهي الهجرة التي يلتجأ إليها المهاجرون الفقراء الذين لا يتوفرون على ما يمكن أ يؤدوا يه ثمن الرحلة البحرية في القوارب".

وذكرت أن "هجرة الأفارقة من جنوب الصحراء المؤدى عنها وتوجد تحن رحمة شبكات الاتجار في البشر لم تظهر في الناظور إلا سنة 2017 بعد بناء السياج الرابع على حدود مليلية الذي يتوفر على شفرات حادة وأصبح من الصعب تجاوزه مع تعزيز عسكرة هاته الحدود بدأ التحول نحو الطريق البحري. وهو ما أثبتته تقارير الجمعية التي اعتبرت أن هذا التحول وازدياد أعداد شبكات الهجرة هو نتيجة للسياسات الأوربية والمغربية".

المفقودين

سجلت الجمعية وجود "العشرات من المفقودين (على الأقل 64 شخصا تم إحصاؤهم من طرف فرع الجمعية بالناظور)، والمئات من المرحلين بالقوة بسبب القمع غير المسبوق للسلطات المغربية بتواطؤ مع السلطات الإسبانية".

وطالبت بـ"الكشف من طرف الدولة المغربية عن مصير المفقودين وإخبار الرأي العام بما تعرفه عن ظروف اختفائهم  ووقف الترحيلات التعسفية لطالبي اللجوء من اجل إبعادهم عن الحدود مع أوربا".

وذكرت أنه "جرى انتهاك الحق المقدس في الحياة بوفاة ما لا يقل عن 27 مواطنا من طالبي اللجوء على الحدود مع المدينة المحتلة وهو ما يؤشر على أن السياسات الأوربية والإسبانية والمغربية في مجال الهجرة واللجوء لم تعد تتسبب في الوفيات في الطرق البحرية فقط ولكنها أصبحت قاتلة كذلك في الحدود البرية ، ولا يزال أكثر من 64 مهاجرا  يعتبرون في عداد المفقودين وهو ما يمكن أن يرشح حصيلة الوفيات للارتفاع".

"محاولة السلطات التخلص من الضحايا عبر دفنهم بشكل سريع وسري"

وأكدت أنه "غداة فاجعة 24 يونيو أعلن فرع الناظور للجمعية عن محاولة السلطات دفن الضحايا دون التعرف على هوياتهم وبدون إجراء تشريح للجثث حيث لاحظ أعضاء الفرع أثناء تنقلهم يوم 26 يونيو 2022 على الساعة الثانية عشرة والربع زوالا إلى مقبرة سيدي سالم تواجد غير مألوف لأعوان السلطة (باشا الناظور قائد المقاطعة الحضرية الرابعة والكثير من الأعوان الآخرين) وهم يراقبون حفر  القبور في الجهة المخصصة للمهاجرين وهو  ما أكده أحد المسؤولين عن المقبرة لأعضاء الجمعية".

وأوضحت أن "نشر صور حفر القبور على صفحة الجمعية وتنديده بمحاولة الدفن السري للمهاجرين وتوافد العديد من الصحفيين الأجانب والمغاربة على المقبرة جعل السلطات تتراجع عن إتمام عملية الحفر، ولكنها  منعت الصحفيين الأجانب من زيارة المقبرة كما حصل مع مراسل جريدة البايس بالمغرب يوم 26 يونيو والذي تم اقتياده إلى مركز الشرطة بالناظور ومنع صحفيين آخرين من جريدة  ديلفارو دو مليلية يوم 27 يونيو من طرف عونين للسلطة".

وضعية المخيمات قبل 24 يونيو 2022

وأوردت أنه "بداية شهر يونيو تجمع حوالي 1500 مهاجر/ة في مخيمات الخميس القديم و بكويا وتم استعمال الطيارات بدون طيار من طرف السلطات من أجل مراقبة أعداد وتحركات  للمهاجرين/ات وقد كانت حملات مطاردتهم من طرف السلطات خلال 18 يوما شبه يومية من أجل دفعهم  للرحيل عن المنطقة، حيث تم تحريك فئات مختلفة من السلطات العمومية مثل الدرك والبوليس المتنقل بالإضافة إلى القوات المساعدة وأعوان السلطة وقد اتسمت هاته الحملات بالعنف حيث كان المهاجرون/ات يتعرضون للمطاردة والاعتقال كما تعرضت مخيماتهم للتدمير وحاجياتهم للحجز أو الحرق لم تسلم منها حتى المواد الغذائية. وقد سجلت الهجمات الأكثر شراسة أيام 7-15 أبريل يوم 23 ماي وأيام 17 إلى 20 يونيو ويوم 23 يونيو حيث تم رصد تحرك واسع للسلطات العمومية من أجل إفراغ المخيمات من المهاجرين/ات وطالبي اللجوء الذين كانوا متواجدين بغابتي بكويا والخميس القديم".

وتابعت: "إذا لم تعرف بداية هاته الفترة أي رد فعل من طرف المهاجرين/ات حيث كانوا يغادرون المخيمات ويعودون إليها بعد رحيل السلطات لكن ابتداء من 23 ماي سيبدأ المهاجرون/ات في مقاومة السلطات باستعمال الحجارة في حين كانت تستعمل هاته الأخيرة الغازات المسيلة للدموع مما أدى إلى سقوط جرحى في الجانبين واعتقال العديد من طالبي اللجوء الذين لا زالوا متابعين أمام القضاء . وقد كان أفراد القوات العمومية يتلقون الإسعافات داخل المستشفى في حين يعود الجرحى من المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الغابة خوفا من الاعتقال وهي الفترة الوحيدة التي استعمل فيها المهاجرون الحجارة ضد القوات العمومية كرد فعل على العنف الممارس عليهم بشكل شبه يومي من طرف السلطات العمومية المغربية التي كانت تدمر كل شيء وتضيق الخناق عليهم".

ونبهت إلى إن "قسوة الممارسات الشبه يومية على المهاجرين/ات رغم تواجدهم البعيد نسبيا عن المنطقة الحدودية مع مليلية المحتلة(حوالي 20كلم)، وصلت ذروتها عندما طلبت السلطات، منذ تقريبا منصف شهر ماي، من التجار القريبين من المخيمات عدم بيع اي شيء للمهاجرين/ات بما فيها المواد الغذائية، كما تم قطع الماء عن الحنفية التي كانوا يتزودون بالماء منها. إن هذا الحصار يعكس بشكل واضح الممارسات غير الإنسانية اتجاه المهاجرين/ان وطالبي اللجوء ويكرس  بقوة دور الدركي الذي يلعبه المغرب مباشرة بعد تطبيع علاقاته مع إسبانيا، مما دفع المئات من طالبي اللجوء ليلة 18 يونيو للتنقل إلى المنطقة الجنوبية لجبل كوروكو  ولم تتوقف السلطات  طيلة 5 أيام التالية عن مطاردتهم لمنعهم من البقاء في المخيم الذي يبعد بحوالي 6 كلم عن الحدود مع مليلية المحتلة".

وسجلت أنه "يوم 23 يونيو كان الأكثر قساوة ورعبا بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء، حيث تم الهجوم عليهم من طرف المئات من عناصر الدرك، القوات المساعدة وأعوان السلطة التابعين لوزارة الداخلية. بعد تحذيرات السلطات لهم بإخلاء المكان خلال 24 ساعة، ثم قامت بمهاجمتهم حوالي الساعة التاسعة صباحا نشبت على إثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين مع استعمال كثيف للقنابل الدخانية ولم تتوقف حرب مطاردتهم إلا في حدود الساعة السادسة مساء بعد تراجع المهاجرين إلى جبل آخر".

أحداث يوم الجمعة 24 يونيو 2022

وعرضت أنه "على طول المسار من أعلى كوروكو إلى الحدود دامت رحلة  1500 من طالبي اللجوء نحو ساعة من الزمن، لم تعترض السلطات العمومية طريقهم من أجل وقف مسيرتهم أو تفريقهم حتى بعد أن مروا قرب ثكنة للقوات المساعدة .ويبدو أنهم كانوا ينتظرون وصولهم إلى سياج مليلية المحتلة من اجل مواجهتهم وهنا يكمن سؤال مهم ، لماذا استعملت السلطات كل الوسائل من اجل إبعادهم في الأيام السابقة ولم تتدخل عندما كانوا يتقدمون نحو السياج؟ لا يمكن تفسير هذا التحول في استراتيجية السلطات إلا بكونها كانت تريد الاستفادة مما يتيحه  لها الموقع الجغرافي وبعد أن يتخلص طالبوا اللجوء من العصي والحجارة التي كانوا يحملونها، وهو ما كان بدون شك وراء ارتفاع عدد الضحايا من الموتى والجرحى والمعتقلين والمرحلين، وهو ما يؤكد أن طالبي اللجوء كان لهم هدف واحد هو اجتياز الحدود وليس الدخول في مواجهات مع السلطات العمومية المغربية. وهو ما يعني كذلك  أن هاته الأخيرة كان لها هدف آخر وهو أن تبرهن لشريكها الإسباني إلى أي مدى يمكن أن تستعمل كل الوسائل من أجل وقف تدفق المهاجرين عندما تكون العلاقات جيدة بين الرباط ومدريد".

وأفادت أن "الهدف كان واضحا من أجل إثبات أن المغرب يمكن أن يمر من وضع "متساهل" حيث أن محاولات اجتياز الحواجز الشائكة  أيام 2-3 و8 مارس كانت أكبر عددا حيث شارك فيها حوالي 2500 مهاجر ولم يكن هناك أي ضحية من الموتى بل فقط بعض الجرحى واستطاع 900 منهم الوصول إلى المدينة المحتلة في وقت جمود العلاقات  بين البلدين. بعد عودة العلاقات بينهما كانت الكارثة يوم 24 يونيو 2022 مع سقوط العشرات من القتلى والجرحى والمفقودين والمعتقلين ولم يتمكن سوى 133 من طالبي اللجوء من اجتياز الحواجز الشائكة".

وأبرزت الجمعية أنه "بدون ادنى مشكل وصل طالبوا اللجوء إلى الحاجز حوالي الساعة التاسعة صباحا ثم حاولوا فتح البوابة الرئيسية ثم بدأوا في تسلق الحواجز بدون هلع ولا تدافع . ثواني بعد ذلك أخذت القوات العمومية المغربية مواقعها بعيدا على الطريق المداري الذي يحيط بالسياج ثم بدأت في الهجوم على المهاجرين باستعمال الحجارة والقنابل الدخانية ومن تم بدأ تساقط أولى الضحايا بين المهاجرين بسبب الاختناق او الإصابة بالحجارة قبل التدخل المباشر للسلطات .ومن الواضح أن عنف السلطات المغربية ضد المهاجرين (الذين تخلوا عن العصي والحجارة التي كانوا يحملونها من قبل) لم تكن ردة فعل على عنف المهاجرين المسلحين (حسب الرواية الرسمية) ولكن كان لمنعهم باي شكل من الأشكال وبأي ثمن من الوصول إلى مليلية المحتلة".

وأشارت إلى أنه "بعد ذلك ورغبة منهم في الفرار من القمع  والتدخل العنيف للسلطات في المعبر الحدودي باريو تشينو وفي محاولة أخيرة منهم للوصول إلى السياج بدأ التدافع الخطير خاصة مع عدم وضوح الرؤيا بسبب الغازات المسيلة للدموع التي تم استخدامها بشكل كثيف وبسبب الخوف والهلع  بدأ تساقط المهاجرين من أعلى السياج وهو ما كان وراء الحصيلة الثانية للقتلى المحاصرين بالدخان بما فيهم أولئك الذين كانوا معلقين بأعلى السياج قبل أن تعطى الأوامر للهجوم المباشر عليهم حوالي الساعة العاشرة والنصف".

وذكرت أنه "في ذروة هذا العنف ضد المهاجرين لم يتم وصول سيارات الإسعاف من أجل إنقاذ الجرحى أو نقلهم إلى المستشفى حيث بقي تركيز السلطات على تعنيف المهاجرين من اجل منعهم من الوصول إلى مليلية المحتلة . لكن المرحلة الصادمة سيتم هي تلك التي سيعيشها المهاجرون بعد قيام السلطات المغربية بكل تلك الممارسات المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية حيث بعد التدخل المفرط في القوة من طرف مئات الأعوان من الذين سيمارسون العنف مباشرة على أجساد الضحايا(ضرب وركل وضرب بالحجارة) رغم أن بعضهم كانوا يتنفسون بصعوبة، وكان بعضهم الآخر جريحا أو منهارا  تماما وفي نفس الوقت استمر جزء آخر من القوات العمومية  في رمي الحجارة على المهاجرين المتسلقين للسياج مما أدى إلى سقوطهم قبل أن يتم سحلهم إلى نقطة تمركز الضحايا في رقعة أرضية لا تتجاوز 200 متر مربع ، حيث كانوا مكدسين فوق بعضهم البعض وشوهد بعضهم بدون حراك أو تنفس ولم تتوقف السلطات عن الرمي بالمهاجرين الذين جلبتهم أمام وخلف السياج في تلك الرقعة الضيقة رغم نداءات الاستغاثة وأنين الجرحى من المهاجرين إلا أن السلطات استمرت في تقييد أيديهم وضربهم  لمدة ساعات دون أدنى تدخل من أجل إسعاف الجرحى حسب الشهادات التي استقاها فرع الناظور من المهاجرين المرحلين وهو ما مكنه من التعرف على أولى الضحايا ويتعلق الأمر بقصي اسماعيل عبدالقادر، محمد معمون عيسى، عبد الرحيم عبد اللطيف علي (حنين) وعبد العزيز يعقوب (أنور)".

وأعلنت أن "فرع الناظور يتوفر على 20 تسجيلا مصورا يبين مدى همجية السلطات اتجاه مهاجرين عزل تم تداول جزء منها فقط وهي توضح بما لا يدع مجالا للشك عدم تقديم المساعدة للجرحى وعدم إخلاء الموتى من طرف أعوان السلطة الذين كانوا يحيطون بهم، بل استمرت في جلب الجرحى من داخل السياج ورميهم فوق رفاقهم. بعض مقاطع الفيديوهات تثبت استعمال الغازات المسيلة للدموع والقنابل البلاستيكية من طرف البوليس المغربي والحرس المدني الإسباني ضد طالبي اللجوء عنما كانوا محاصرين في داخل المعبر الحدودي باريو تشينو . هذا التدخل العنيف كان بدون شك وراء ارتفاع أعداد الضحايا الذين سقطوا بفعل الاختناق وتبين بالملموس مدى التعاون المغربي-الإسباني في انتهاك حقوق المهاجرين/ات حيث اختلطت الغازات المسيلة للدموع من الجانب الإسباني بتلك التي استعملت من طرف السلطات المغربية" .

وتابعت: "قد استمر هذا الوضع لأكثر من ساعتين قبل حضور 4 سيارات إسعاف حوالي الساعة الحادية عشر والنصف التي  بدأت أولا  بإجلاء الجثت قبل الجرحى الذين كانوا ينزفون ولم  يتم نقلهم  إلا بعد مرور الكثير من الوقت حيث تم تسجيل وصول آخر سيارة إسعاف حوالي الساعة التاسعة مساء أي بعد تسع ساعات لم يتلق الجرحى خلالها أية إسعافات سواء من الطرف المغربي أو الإسباني".

وسجلت أنه "حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال ستم تحريك 9 حافلات من أجل ترحيل  حوالي 500 مهاجر بينهم جرحى (قبل وصول سيارات الإسعاف التي لم يتعد عددها الأربعة )،  إلى مناطق مختلفة( بني ملال، قلعة السراغنة، شيشاوة... )  عبر تاوريرت-مكناس-بني ملال –مراكش-شيشاوة على طول 890 كلم مما يعني أنهم بعضهم  قضى حوالي 12 ساعة في هاته الرحلة دون أن يتم تقديم الطعام أو تمكينهم من الإسعافات الأولية والأدوية .بعض المهاجرين سيتم نقلهم من طرف أصدقائهم أو من طرف مواطنين مغاربة إلى المستشفيات من أجل تلقي الإسعافات في كل من مراكش،  أكادير، بني ملال، البيضاء والرباط".

وأوردت أنه بفضل شهادات المهاجرين الموثقة بالصور تمكن فرع الناظور من تسجيل على الأقل وفاة واحدة بين المرحلين يتعلق الأمر بالمهاجر عبد الناصر محمد احمد الذي توفي ليلة 24 إلى 25 يونيو بعد إركابه وهو مجروح داخل حافلة من اجل ترحيله".