مخاريق: لأول مرة منذ 65 عاما أحس بالغبن.. والباطورنا تحايلوا لطرد العمال في زمن الجائحة

عبد الرحيم سموكني

يخلد عمال العالم اليوم ذكري فاتح ماي في أجواء استثائية وغير مسبوقة، عنوانها الأبرز الاحتفال بعيد الشغل من البيوت أو من الشرفات، وفي المغرب اختار نقابات مركزية الحل الافتراضي للاحتفاء في زمن الحجر والوباء.

يقول الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي موخاريق إنه منذ طفولته في الدارالبيضاء، عندما كان يحضر رفقة والديه احتفالات عيد الشغل، لم يعش وضعا كاليوم، ويضيف "أحس بغبن كبير، لم أعهد أن يمر عيد الشغل دون مسيرات ولا إلقاء الخطابات، إنها المرة الأولى منذ 65 عاما التي نعيش فيها هذا الوضع".

ويوضح موخاريق في اتصال مع "تيلكيل عربي"  لتدارك وضعية الغبن والحزن هاته، قرر الاتحاد المغربي للشغل تنظيم تخليد افتراضي، عبر قراءة النشيد الوطني جماعة ثم نشيد الاتحاد، وبعدها قراءة خطاب فاتح ماي، ثم قمنا ببث استعراضات السنة الماضية".

احتجاب عيد العمال وهجر العمال للشوارع والطرقات، ليس الهم الأبرز في زمن الجائحة،د. يقول موخاريق إن هناك تخوفا كبيرا لدى مناضلي الاتحاد المغربي للشغل أو لدى الحركة النقابية العالمية، من كل ما هو قادم، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على مناصب الشغل، ويضيف "منذ بداية الوباء إلى اليوم هناك أكثر من 200 مليون عامل عبر العالم فقدوا مناصبهم، والرقم مرشح للارتفاع".

بالسنبة للأمين العام لإحدى أكبر المركزيات النقابية تمثيلية في المغرب، فإن التحدي الأبرز هو عودة الحياة الطبيعية، و انتعاش الدورة الاقتصادية، واسترجاع العمال والعاملات لمناصبهم.

ووفق مخاريق، فإن هناك اجتماعا كبيرا سيعقد يوم 20 ماي في العاصمة البلجيكية بروكسيل يضم الاتحاد النقابي الدولي، الذي  يضم عشرات ملايين المنخرطين، وممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وذلك من أجل الخروج بحلول لإنقاذ الاقتصاد العالمي والحفاظ على مصالح الطبقة العاملة.

يؤكد مخاريق على أن امتحان الجائحة كشف عن بعض المظاهر السلبية في النسيج الاقتصادي المغربي، وقال إن بعض رجال الأعمال بادروا منذ البداية إلى استغلال الوباء وظروف الجائحة، إذ أن منهم من استغل الوضع لتقليص عدد العمال والتخلص منهم، وذلك في الأسابيع الأولى من ظهور الجائحة، ويضيف "للأسف منذ بداية الجائحة لاحظنا بعض السلوكيات وهي مشينة، فهناك باطرونا تحايلوا على القانون، واصطنعوا طردا للعمال، من أجل أن يستفيدوا من مبلغ تعويض ألفي درهم التي خصصها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وابتكروا عملية شبه طرد، من أجل أن يحففوا من كتلة الأجور.  اليوم الفاعل الاقتصادي والمشغل والمستثمر والباطرون على الجميع التحلي بالروح الوطنية، روح التضامن، ولا مكان للأنانية في هذا الظرف، صحيح أن الجائحة ضربت الاقتصاد الوطني ضربة موجعة، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب العامل والأجير في المقام الأول".