فتح 38 حزبا عربيا "قوميا" النار على تركيا محملا إياها المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، مع الدعوة إلى خلق ضغط على الأنظمة العربية وإنهاء كل التدخلات الخارجية في ليبيا.
لائحة الأحزاب "القومية" التي اجتمعت في تونس، ضمت حزبا مغربيا هو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، طالبت في بيانها الصادر اليوم الثلاثاء بتقديم الدعم اللازم إلى "الشعب الليبي للقضاء على الإرهاب ونزع سلاح المليشيات، حتى يتمكن من إطلاق عملية سياسية داخلية دون وصاية، تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة وانتخابات حرة تمكنه من استعادة سيادته".
كما دعت الأحزاب الموقعة على البيان، إلى وضع حد لما وصفه بـ "جرائم النظام التركي وتدخله الذي فاقم العنف في ليبيا"، مؤكدة في هذا الصدد، دعمها المطلق للشعب الليبي في مواجهة ما وصفوه ب "الاحتلال التركي والجماعات الإرهابية".
وقال الكاتب الوطني لحزب الطليعة، علي بوطوالة، لـ"تيلكيل عربي" إن البيان لا يقتصر فقذ على إدانة التدخل التركي في ليبيا، وإنما يدين أي تدخل أجنبي في البلاد، سواء كان عن طريق حلف شمال الأطلسي أو دول الخليج أو تركيا.
وأوضح المسؤول الحزبي المغربي أن البيان لا يتحدث فقط على تركيا وإنما عن دميع المتدخلين الدوليين في ليبيا، وأضاف أن التركيز على الدور التركي نابع بالأساس من كونه كان سببا في ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، قبل أن تقرر الانتقال إلى اللعب في الساحة الليبية، وزاد موضحا "إن المحزن في الأمر أن تتحولالبلدان العربية إلى الحائط القصير الذي ترغب كل الدول الصاعدة في اجتيازه، فتركيا اليوم بطموحات إقليمية كبيرة، وذلك في إطار التنافس مع قوى إقليمية أخرى كإيران وإسرائيل وفرنسا، وهذا الطموح يتمدد على حساب الشعوب العربية".
ولا يرى بوطوالة في بيان الأحزاب "القومية" تحاملا على تركيا وحدها ومعها حركة الإخوان المسلمين، بل يشدد على أن المستهدف من البيان هي جميع الأطراف الخارجية المتعاركة في الساحة الليبية، وقال "للأسف فشل اتفاق الصخيرات، الذي كان مرجعية مهمة لفض النزاع بين الأشقاء الليبيين، إذ كنا نأمل منذ البداية على أن يكون حل الصراع نابعا من المنطقة المغاربية، دون السماح بدخول لاعبين أجانب عن المنطقة إلى الساحة الليبية".
وأبرز المتحدث ذاته، أن موقف المغرب الحيادي من الصراع في ليبيا ورعايته لاتفاق الصخيرات جر عليه غضب حلفاء تاريخيين، ويتعلق الأمر بكل من الإمارات والعربية السعودية.
ويقر بوطوالة أن الأحزاب العربية الموقعة على البيان، ورغم كونها تعتبر أحزابا ناصرية الهوى والتوجه، إلا أنها خلال اجتماعها في تونس، قامت بنوع من النقد الذاتي، واعترفت بأن نظاما مثل نظام القذافي يعتبر مسؤولا بارزا عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، خاصة في ما يتعلق بخلق صراعات خارجية أو تغييب للديمقراطية الداخلية.