أزمة بسبب "الزامية" التصويت.. "الاستقلال" ينتقد بشدة تصريحات بن عبد الله والأخير يوضح

أحمد مدياني

أثارت تصريحات صدرت مؤخرا عن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، غضب حزب الاستقلال، ما دفع اللجنة التنفيذية للأخير، لتوجيه انتقادات حادة له، حسب ما جاء في بلاغها الصادر اليوم الأربعاء 29 يوليوز، كما خرج أمين عام PPS بدوره بتوضيح توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه.

وردت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على تصريحات بن عبد الله بالقول إنها تعبر عن اعتزازها بالمضامين الديمقراطية والعمق الإصلاحي التي حملتها المذكرة المشتركة في شأن الإصلاحات السياسية والديمقراطية والانتخابية، والتي قدمتها أحزاب المعارضة الثلاثة، وتعتبرها قيمة مضافة للعمل الحزبي ببلادنا، وتجديد لروح المطالب التاريخية في شأن الإصلاحات السياسية التي ظل ولا يزال حزب الاستقلال يطالب بها من أجل التثبيت النهائي للديمقراطية ببلادنا".

وأضافت في المقابل، أنها "تابعت اللجنة باستغراب واندهاش كبيرين تصريحات مفاجئة وغير مفهومة من قبل أحد أطراف هذا التنسيق الفتي للتنصل من بعض المقترحات المشتركة الواردة فيها ، لا سيما بعد الالتزام الأخلاقي والسياسي الذي تم الإعلان عنه أمام الرأي العام".
وذهبت قيادة حزب "الميزان" حد التعبير عن "امتعاضها من اقحام حزب الاستقلال في ذات التصريحات الإعلامية وهو تعبير غير ودي تجاه الحزب لا يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة، و تعتبر أن ما تم التصريح به لا يلزم إلا صاحبه. وتؤكد بالمناسبة أن العمل المشترك يقتضي التمسك بمبادئ الالتزام والاحترام والاحترام المتبادل".
من جهته، خرج نبيل بن عبد الله بتوضيح توصل "تيكيل عربي" بنسخة منه، جاء فيه : "أستغرب هذا الموقف من حزب الاستقلال الذي أُكِنُّ له ولتاريخه ولمكانته في الساحة السياسية الوطنية كل التقدير والاحترام، منذ زمن بعيد".وأضاف المصدر ذاته، "كما أني متفاجئ لهذا الانزعاج من تصريحات لم تكن لتستحق لا دفع شاب إلى تصريحات مخلة بالحدود اللازمة من اللياقة، ولا بالأحرى تخصيص فقرة كاملة في بلاغ رسمي للحزب".

وقدم أمين عام حزب "الكتاب"، توضيحات أكثر بشأن تصريحاته، بالقول: "الحال أن رد الفعل هذا ينطلق من تأويل خاطئ وعكسي تماما لما أحمله من إعجاب بهيئة مميزة لهذا الحزب تحتضن أطرا وكفاءات عالية، ومنهم أصدقاء كثر، قد يكون من الإيجابي جدا أن نجد الصيغ المناسبة لتعزز، بمعية أمثالها في كل الأحزاب الجادة، المؤسسة التشريعية، بخبراتها ومعارفها وتكوينها السياسي".

كما دفع عنه تهمة "التنصل" من الالتزامات التي وضعت بين الأحزاب الثلاثة بشأن مذكرة اصلاح المنظومة الانتخابية، وقال في هذا الصدد: "أما التنصل من الالتزامات، فهو كلام مبالغ فيه بشكل كبير وفي غير محله. والحال أن الأمر يتعلق تحديدا بإجراءٍ مقاصدُهُ شريفةٌ حقا، المبتغى منه هو التشجيع والتحفيز على التصويت، لكنه مع ذلك فهو يظل جُزئيةً غير رئيسية في مذكرة سياسية تاريخية، بحمولة تحليلية ومقترحية قوية، خاصة أن الكثير من ردود الفعل المتسرعة، وربما المسخرة من جهة منافسة أرادت أن تلخص هذه المذكرة في هذا الاجراء، مما كاد أن يعصف بأهمية وجودها وجوهر محاورها، نظرا لما أثاره من ردود فعل سطحية وسلبية عديدة في أوساط مختلفة".

وختم بن عبد الله توضيحه، بالتشديد على أمه "إذا كان كل ذلك أسيئ فهمه من قبل الإخوة الأعزاء في حزب الاستقلال، فلا بأس.
أما أن تكون بعض الأوساط منزعجة من هذه الخطوة المشتركة الهامة، فلن أساعدها بأي شكل من الأشكال لا حزبيا ولا شخصيا على الوصول إلى أهدافها. أتمنى أن يدرك ذلك حزبُ الاستقلال، بما لا يُفسد للود قضية".

للإشارة، سبق وصرح نبيل بن عبد الله بشأن مقترح تضمنته المذكرة المشتركة بين أحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والتقدم والاشتراكية، لاصلاح منظومة الانتخابات، وجاء فيه "منح المشاركين في الإنتخابات القادمة، تفضيلا أمام الذين لن يشاركوا فيها بصوتهم، من بينه التفضيل في ولوج الوظيفة العمومية"، وجاء في تصريحاته انتقادات لهذا المقترح.

كما أعلن أمين عام التقدم والاشتراكية في التصريحات ذاتها، رفضه للائحة الوطنية للشباب والنساء، التي يتم التنافس عليها بين شبيبات الأحزاب وقطاعاتها النسائية لولوج البرلمان.