وبالرغم من البروتوكول الصحي الذي تطلب إنجازه من جامعة الكرة تعيين لجنة خاصة، تضم خبراء وأطباء ودوليين سابقين، فإن"كورونا" هددت الانطلاقة السليمة للدوري، ومعها أيضا "تفاؤل" المسؤولين باستكمال دوري كرة القدم في نسخته المغربية، دون خسائر.
كابوس "كورونا" لا يقف عند التعافي!
محمد الراضي، مختص في الطب الرياضي بمدينة مراكش، والذي سبق له أن واكب رياضيين في فترة سابقة من اشتغاله، أكد في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، اليوم السبت، أن مخاطر الفيروس على لاعبي كرة القدم، قد تمتد حتى بعد فترة التعافي، والتأكد من خلو أجسامهم من الفيروس.
وشرح الدكتور أن الرئة والقلب، أكثر الأعضاء تضررا من "كورونا" المستجد، والمجهود البدني الذي يقوم به الرياضي عامة، قد يتسبب بأضرار عليهما خلال فترة الإصابة، خصوصا إن لم تظهر أعراض الفيروس على الشخص، ومواصلة مزاولته للنشاط الرياضي.
الراضي، شدد على أن إخضاع اللاعبين لفحوصات دورية للكشف عن الفيروس، تساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر عليهم، إذ أن اكتشاف العدوى مبكراً عن طريق إجراء المسحات الطبية بشكل دوري قبل المباريات، يسمح بداية بعزل المصاب، وفرض راحة عليه لا تقل عن أسبوعين، بالإضافة إلى المواكبة الطبية للتخفيف من أعراض الحمى، ودعم الجهاز المناعي.
كما اعتبر المتحدث ذاته، إجراء فحص شامل للقلب وأشعة للرئة، ضروري لأي لاعب اجتاز محنة "كورونا"، قبل استئناف النشاط الرياضي، حتى وإن كان بالتدرج، مشيراً إلى أن الأندية يجب أن لا تتهاون في القيام بتشخيص كامل لجسم المصابين، للتأكد من سلامتهم.
وعلى المدى البعيد، استشهد المتحدث ذاته بعدد من الدراسات التي قامت بها مراكز علمية بأوروبا، والتي نصحت بمراقبة الرياضي المصاب بعد أشهر من إصابته، وإجراء فحوصات دقيقة خلال الستة أشهر التي تلي التعافي من الفيروس، وإعادتها بعد الفترة ذاتها، خصوصا قبل انطلاق المواسم الكروية، والتي تفرض في العادة مراقبة دقيقة لحالة كل اللاعبين.
كما نصح محمد الراضي، الرياضيين خلال فترة العزل الصحي بعد الإصابة بالفيروس، بالابتعاد التام عن القيام بمجهود عضلي، حتى وإن كان الشخص مصاباً بدون أعراض شديدة، لأن استنشاق الهواء الذي قد يحمل جزيئات الفيروس خلال ممارسة التداريب، يٌسهل مرور "كوفيد 19" إلى الرئة، بشكل سريع ومضر جداً.
الهروب من "الفيروس"
اعتمدت الجامعة الملكية المغربية و باقتراح من العصبة الاحترافية، قرار عزل الأندية الوطنية منذ أسبوع داخل الفنادق طيلة فترة استكمال منافسات الموسم الكروي، بعد ارتفاع كبير للاصابات بالفيروس في صفوف اللاعبين والأطقم، وسرعة انتشار العدوى بينهم.
ومن أجل محاولة إنهاء الموسم الكروي الذي فرملته الإصابات وتم تأجيل 17 مباراة منذ استئنافه، فالهروب من "كورونا" بتفادي مخالطة المحيط الخارجي وإجراء مسحات طبية قبل المباريات، كان الحل الذي تم اتخاذه، من أجل انضمام البطولة إلى قائمة الدوريات التي استكملت حتى في زمن الوباء.
والتزمت الأندية الوطنية بقرار العزل، حيث تتواجد جلها داخل فنادق ومراكز رياضية، في انتظار الكشف عن البرمجة الجديدة للمؤجلات، واستكمال آخر دورات موسم "كورونا".
يشار إلى أن أندية أوروبا التي عادت دورياتها للاستئناف خلال الفترة الماضية، كانت قد اتخذت ذات القرار بعزل اللاعبين والمشرفين عليهم داخل وحدات فندقية طيلة مرحلة المنافسات الكروية، وهو ما قلل عدد الإصابات بصفوفها، ولم يعرقل فتح ملاعب الكرة.