الخيام: الخلية التي تم تفكيكها وصلت لمرحلة تنفيذ عمليات انتحارية

أحمد مدياني

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية "بسيج" عبد الحق الخيام، أن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها يوم أمس الخميس بمدن تمارة والصخيرات وتيفلت وطنجة، وصلت مراحل متقدمة جدا، وباشرت خطوات تنفيذ تفجيرات بالأزمة الناسفة ومتفجرات.

وأضاف الخيام خلال ندوة صحفية منظمة بمقر "بسيج" في مدينة سلا، اليوم الجمعة، أن التحقيقات رصدت "تجول أمير الخلية باستمرار على مثن دراجة ثلاثية العجلات، حاملا سيفا، وله نية استهداف عناصر الأمن، وهو من مدينة تمارة".

وعن وصف بلاغ تفكيك الخلية بأن "أفعالها وخطيرة"، فسر الخيام ذلك بأن "تتبعها كان يتطلب درجة عالية من اليقظة والدقة، والتواصل إلى جميع عناصرها المرتبطة في ما بينها، وأن التدخل بعد التنسيق مع النيابة العامة تم في اللحظة المناسبة".

وتابع مدير "بسيج"، أن عناصر الخلية المفككة، كانوا "يستعدون قبل تنفيذ مخططهم، لإعلان ولإهم لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

ورفض الخيام الكشف الآن عن المدن أو المصالح التي كانت تستهدفها هذه الخلية الإرهابية.

في المقابل أوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني سابيك، خلال الندوة ذاتها، أن "التحقيقات كشفت قيام الخلية بمسح شامل لأهدافها، وكان من الممكن أن تنفذ هجماتها خلال الأيام القادمة، وما يؤكد ذلك المقاومة الشرسة لعناصرها خلال عملية توقيفهم، خاصة في تمارة وتيفلت".

وأوضح المتحدث ذاته، أن عناصر الخلية "أعدت مشروعا إرهابيا بالغ التعقيد، يتمثل أساسا في صناعة أربعة أنواع من المتفجرات، وهي العبوات الناسفة والسترات المتفجرة وقنابل ونوع من المتفجرات تستعمل فيه الطناجر الضاغطة".

في السياق ذاته، عاد عبد الحق الخيام للتشديد على أن "هذه الخلية التي تم تفكيكها، لا تشبه الخلايا التي فككت في السابق. الخلايا السابقة حجزنا فيها أسلحة مختلفة، ولكن لم نحجز مثل هذا الكم من المواد الموجهة لصناعة المتفجرات".

وأوضح "بسيج" أن "جميع المواد الكيماوية والأجهزة والمعدات التي تم حجزها محلية الإنتاج والصنع".

وقال الخيام إن "أمير الخلية هو من تكلف بشراء وتخزين المواد الكيماوية المستعملة، وهو من ذوي السوابق القضائية، من بينها تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح الأبيض، وأدين عام 2004". وأضاف أن "الرجل الثاني في الخلية يقطن في مدينة تيفلت وكانت مهمته التنسيق بين أعضائها، واستقطاب عناصر جديدة للخلية". واستبعد الخيام أن "يكون أمير الخلية قد تشبع بالفكر المتطرف داخل السجن".

وبالنسبة لتمويل الخلية، قال الخيام إن "التحقيقات الأولية معهم، كشفت أنهم كانوا يساهمون في ما بينهم، ومهنهم أمير الخلية بائع سمك، والباقين فلاح وصباغ ورصاص".

وشدد المكتب المركزي للأبحاث القضائية على أن الخلية الإرهابية كانت، تبحث "عن زخم كبير لعملياتها، ولم تكن تشتغل بأسلوب الذئاب المنفردة التي تستهدف شخص أو شخصين، بل كانت تخطط لإسقاط أكبر عدد من الضحايا".

وعن احتمال استغلال سياق تدبير جائحة "كورونا" في المغرب وفترة الحجر الصحي من طرف عناصر الخلية، للوصول إلى هذه المرحلة من قرب تنفيذ عملياتها، نفى الخيام ذلك، وشدد على أن "المصالح الأمنية لم تتوقف عن ترصد المخاطر التي تتهدد المغرب واستقراره وأمنه"، وتابع أن "ملف التحقيق في هذه الخلية لايزال مفتوحا".

وختم الخيام حديثه، بأن الخلية كانت تخطط لاستهداف "شخصيات عمومية وعسكرية ومقرات الأمن والدرك".