حصيلة البطولة الاحترافية بـ2020..لقب الدقيقة 90 ونهضة بركان ترفع الكأس القارية

أمينة مودن

 

أقل من 48 ساعة تفصل الجماهير المغربية، على نهاية عام 2020 الكروي، وهاته المرة بأحداث استثنائية رافقة أطول نسخة من البطولة الاحترافية منذ إنشائها، والسبب جائحة "كورونا" التي أوقفت المُنافسات المحلية لفترة طويلة، وأدخلت الأندية في مرحلة شك قبل العودة تدريجيا إلى الملاعب والمٌسابقات الخارجية، التي حملت ولحسن الحظ لقباً قاريا للكرة المغربية.

وفي وقت كانت فيه الأنباء تتضارب بخصوص قرار استئناف النشاط الكروي من عدمه لأشهر، استقر المسؤولون عن الصحة والرياضة، على إعطاء إشارة استكمال المسابقة المحلية، لكن وفق شروط وقائية صارمة، إلا أن الفيروس استطاع وفي 3 أشهر رفع حصيلته بين الأطر الكروية من لاعبين ومدربين بالقسمين 1 و2 إلى 283 إصابة، حسب تقرير العصبة الاحترافية، الذي قدمتها في جمعها السنوي.

نهضة بركان يرفع كأس الكونفدرالية

كسب نادي نهضة بركان تحدي المشاركة القارية في نسخة 2019/2020، إذ تمكن من رفع كأس الكونفدرالية الأول في تاريخه على حساب نادي بيراميدز، في المباراة النهائية التي استضافها المغرب قبل شهرين تقريباً.

وللسنة الثانية توالياً، وصل الفريق البركاني إلى المباراة النهائية القارية، وهاته المرة استطاع تأكيد تفوقه على ممثل الكرة المصرية بيراميدز، ليٌهدي الكرة المغربية لقبها القاري الوحيد خلال عام 2020، بعد إقصاء ثنائي البيضاء الرجاء والوداد بمرحلة نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية.

وتسببت الجائحة في توقيف المنافسات القارية لـ7 أشهر، بعد أن اختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، منح الأولوية لإقامة المسابقات المحلية وإنهائها، قبل استئناف مرحلة المربع الذهبي لكل من الكأس ودوري الأبطال.

الدقيقة 90 تحسم درع البطولة لصالح الرجاء

وبما أنها سنة استثنائية بكل المقاييس، ارتفعت شدة التنافس المحلي بين الغريمين الوداد والرجاء إلى الدقيقة 90 من الجولة 30 والأخيرة لموسم 2019/2020، حيث تمكن النسور الخضر من العودة إلى منصة التتويج بهدف قاتل للاعب عبد الإله الحافيظي.

من جهته الوداد حل وصيفاً للنسخة المنصرمة من الدوري المغربي الممتاز بفارق نقطة وحيدة عن الرجاء (59 نقطة)، ليضمن مجددا الفريقيا مكانة بمسابقة عصبة أبطال إفريقيا، التي تحظى باهتمام قاري كبير.

وعرف استئناف البطولة قبل حسم تاريخ آخر جولة منها، العديد من العثرات، والسبب "كورونا" الذي أجل مجموعة من المباريات لرصد حالات إيجابية عديدة في صفوف اللاعبين ساعات فقط من انطلاق المباريات المحلية، وهو المعطى الذي دفع جامعة الكرة إلى تعديل البروتوكول الصحي هذا الموسم، بمنح الفرق إمكانية توسيع لوائحها والاستعانة بالشباب، ومنع أي تأجيل بسبب الفيروس.

دوريات "البيترو دولار" تستهوي اللاعبين

فتحت الدوريات العربية والخليجية ذراعيها إلى عدد من لاعبي البطولة الوطنية الاحترافية خلال الشهور الأخيرة لعام 2020، حيث تمكن 4 لاعبين بتكوين محلي من المغادرة صوب أول تجربة خارج المغرب.
وكانت البداية بتوقيع بدر بانون، مدافع الرجاء الرياضي، في صفوف الأهلي المصري، في واحدة من أغلى الصفقات بالبطولة، بعد مفاوضات بين الناديين لم تأخذ الكثير من الوقت، بسبب رغبة اللاعب في تغيير الأجواء، وحاجة الرجاء إلى مداخيل مالية جديدة.

محمد الناهيري لاعب الوداد الرياضي السابق والذي تمرد على استئناف مبارياته مع الوداد بعد عودة البطولة، حط الرحال بالسعودية، وتحديدا بفريق العين، رغم محاولات تمديد مقامه بالقلعة "الحمراء" التي بائت كلها بالفشل.

في حين، وقع كريم البركاوي، لاعب حسنية أكادير لصالح الرائد السعودي، ليرفع تمثيلية اللاعبين المغاربة بالفريق إلى أربعة، ويبدأ مشواره الاحترافي بعد 5 سنوات قضاها بقميص غزالة سوس.
أما إسماعيل الحداد، واحد من أبرز اللاعبين الذين حملوا قميص الوداد بالسنوات الأخيرة، فكانت وجهته الدوري القطري، حيث وقع عقدا مع فريق الخور، حيث تترقب الجماهير ظهوره الأول بداية من مرحلة إياب دوري نجوم قطر.

سنة الوداع..

ودعت الكرة المغربية خلال عام 2020 العديد من الوجوه الكروية، كان آخرهم صاحب الـ31 سنة محمد أبرهون، الذي أنهكه المرض الخبيث وأوقف مشواره اضطراراً منذ فبراير الماضي، قبل أن يودعنا إلى دار البقاء، وسط صدمة كبيرة لزملائه وللجماهير المغربية.

وبالإضافة إلى أبرهون، اكتوت العائلة الكروية برحيل منير البرازيلي، حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي صارع طويلاً المرض بدوره، قبل أن يسلم الروح لبارئها في مارس المنصرم.

وتساقط أساطير كرة القدم المغربية في فترة السبعينات والثمانينات تباعاً، حيث ودعت الجماهير كلاً من العربي الشباك، ولطفي مشيش في ذات السنة.

الأزمة المالية..الشبح

ولا يٌمكن إسدال الستار على سنة 2020 الكروية، دون الإشارة إلى الأزمة المالية الخانقة التي ضربت أندية البطولة بسبب "كورونا"، حيث لازالت الفرق تصارع للبحث عن موارد جديدة، لتغطية مصاريفها بعد إعطاء إشارة انطلاقة النسخة الجديدة من الدوري.

وتسبب تراكم النزاعات، وانسحاب المستشهرين، وغياب مداخيل التذاكر، في أزمة خانقة للفرق الوطنية، التي لازالت تعتمد على منح جامعة الكرة، لمواصلة السير بالبطولة، في انتظار حل جزء كبير من ديونها المتراكمة.

من جهتها جامعة الكرة وبعد ارتفاع كبير للملفات الخاصة بالنزاعات التي صدر بخصوصها أحكام لم تنفذ، تم وضع عدد من الشروط والقيود على الفرق بداية من موسم 2020/2021، أبرزها عدم تأهيل الوافدين الجدد إلى حين إنهاء الخلافات أوتقديم ضمانات بذلك، وهو القرار الذي زاد من مشاكل الأندية خصوصا التي وجدت نفسها أمام لوائح محدودة، خلال الخمس مباريات أولى بالبطولة.