أوضح تقرير صادر مؤخرا أن "ابن كيران لقد تعمد النزوع إلى استعمال السجال والعنف اللفظي وتقديم خصومه السياسيين في صورة أشخاص متآمرين، لا أخلاقيين يمارسون الكذب ويشترون الذمم، ليبقى في موقع الصدارة على صعيد اختطاط الخطاب السياسي للحزب، وصياغة توجهاته العريضة، وهو في السبيل إلى ذلك لا يتوانى عن تدعيم أطروحة «الآخرون هم الجحيم»، التي صنعها وكرسها داخل بنيات الحزب الفكرية، وعليها يعتاش معظم أعضائه".
وأضاف الاصدار الثالث لتقرير الحالة الدينية في المغرب ما بين سنة 2018 و2020، أن عبد الإله ابن كيران "لا يتردد في أن يخلع على خصومه أوصاف الحيوانات، والسخرية منهم، باعتبارها أسلوباً محبباً لدى الجمهور ويخلق تواطئاً معه، وتزداد حدة هذا الخطاب عند قواعد الحزب وقواعد الحركة الإسلامية التي تقف وراء الحزب، ولدى نسبة من الرأي العام، عندما نأخذ بعين الاعتبار المرجعية الإيديولوجية للحزب، أي ما يصطلح عليه عند الجماعات الإسلامية بالمرجعية الإسلامية".
في المقابل، أبرز مركز المغرب الأقصى للدراسات والابحاث، أنه "بالرغم من أن ابن كيران قد خرج من معادلة قيادة الحزب والحكومة، إلا إنه بقي مؤثراً في صياغة النقاش السياسي الذي يحيط بالنشاط السياسي للحزب، وبقي المنتج الأول للمقولات والمواقف السياسية له، خصوصاً في ظل تراجع وخفوت أصوات بعض الأشخاص المؤثرين أمثال عبد العالي حامي الدين وعبد الله بوانو، موازاة مع حفاظ الأمين العام السابق على خرجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأورد المصدر ذاته الذي تأخر طبعه، أن "المحاور الكبرى للخطاب السياسي لحزب «العدالة والتنمية» الذي استمر بنكيران في صناعته، تلك التي تتعلق بالعلاقة بين الدين والسياسة في مشروع الحزب".
وتابع: "ففي حديث لعبد الإله ابن كيران أدلى به لموقع قناة «الحرة» جاء فيه: «أولا نحن لسنا تياراً دينياً، نحن تيار سياسي، عندنا مرجعية إسلامية لكن لسنا تيارا دعوباً، ونشعر أن دورنا هو معالجة الاختلالات السياسية، وليس الدينية»، ما يشي بأن كلمات من قبيل التوحيد، والتجديد، والإصلاح، والتنمية، والعدالة، هي المفاتيح التي تأسس على أرضيتها حزب «العدالة والتنمية»، والتي ساهم بنكيران في تحويلها إلى إيديولوجية وخطاب، وهو ما غاب تماماً مع تواجد العثماني في قيادة الحزب، إضافة إلى أن المتوقع كان هو أن تشكل على تلك المفاتيح برنامج الحزب السياسي وأن التحكم على قراراته الحكومية".
وأشار إلى أن "ابن كيران راهن وما زال على أن أنصاره في الشبيبة والمجلس الوطني والأمانة العامة لحزبه يستطيعون قلب المعادلة، إذ ألحوا على ترشيحه للأمانة العامة للحرب في المؤتمر المقبل، بما في ذلك تغيير قوانين الحزب لتسمح بتوليه ولاية ثالثة، وبصرف النظر عما ينتظر الحزب من تراجعات انتخابية، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن قد يكون واحداً بين الأحزاب الثلاثة الأولى في اقتراع نوفمبر 2021 على غرار الوضع عقب انتخابات 2002".
ولفت إلى أنه "موازاة مع صمت للعثماني عن عدد من الملفات، يكثف ابن كيران خرجاته بين الفينة والأخرى، ويذب في تصريحاته إلى حد الاقتراب من المؤسسة الملكية، في أكثر من مناسبة، والحديث عن الملك بعبارات غير مألوفة، لعل أهمها تلك المرتبطة بكلمته خلال الجمع العام العادي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التابعة للحزب، حيث قال: «لا يمكن أن يذهب الملك إلى تفريج كربات بعض الشعوب الإفريقية، ونهين الشعب المغربي، هذه إهانة للشعب المغربي» قبل أن يتدارك ويقول «هذه إهانة للشعب المغربي إذا لم نحترم إرادته في تشكيل الحكومة»، وهو في هذه العبارة يلمز المؤسسة الملكية، ويقحمها في العمل الحزبي وتجاذباته التي أفرزت خريطة سياسية كانت هي أنتجت حكومة العثماني الأولى".
وشدد على أنه "رغم انتقال القيادة السياسية للحزب إلى توليفة جديدة، بقي الحزب خطابه السياسي يراهن كسب تعاطف خزانه الانتخابي عبر ادعاء الطهرانية ووسيم الفرقاء السياسيين الآخرين بكل أوصاف التخوين، فضلاً عن مداعبة مشاعر الفئات رغم أن قراراتهم كانت ضد الطبقة الفقيرة، مثل فرض نظام التعاقد، في حين ما يزال الإصرار قائما على الزعم بان الحزب ليس حزباً إخوانياً من حيث برنامجه السياسي ومشروعه المجتمعي بعيد المدى".